من أحداث فيتنام حتى الطفلة الفلسطينية هند.. قصة المبنى التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون بـ”كولومبيا”

عربي بوست
تم النشر: 2024/04/30 الساعة 20:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/04/30 الساعة 21:12 بتوقيت غرينتش
المتظاهرون يرفعون علم فلسطين على مبنى هاميلتون التاريخي/رويترز

يتمتع مبنى هاميلتون التاريخي، الذي استولى عليه الطلبة في جامعة كولومبيا، بتاريخ طويل من الاحتجاجات، فقد قام المتظاهرون مرات عدة بتغيير اسمه إلى أسماء ترمز للوقائع التاريخية التي تظاهروا من أجلها.

حيث يعيد الطلاب المناهضون للحرب على غزة، التذكير بوقائع تاريخية سابقة، في المبنى التاريخي الذي شيّد قبل أكثر من قرن.

تم بناء القاعة التاريخية في عام 1907، وقد سُميت على اسم ألكسندر هاميلتون، أول وزير خزانة للولايات المتحدة.

شهدت القاعة على مدار سنوات طويلة، احتجاجات مفصلية من الطلبة، وكان اللافت أنها حدثت جميعها ما بين أبريل/نيسان ومايو/أيار.

والثلاثاء 30 أبريل/نيسان 2024، تمكن الطلبة من السيطرة على المبنى، وقاموا بتغيير اسمه إلى "هند"، في تقليد تاريخي لأحداث سابقة.

والطفلة هند رجب تعد إحدى أيقونات الحرب على غزة، وقد قتلها الاحتلال بعد منعه من إسعافها، بعد استهدافها وعائلتها في نهاية يناير/كانون الثاني 2024.

لافتة مكتوب عليها
لافتة مكتوب عليها "هند" على مبنى هاميلتون/رويترز

حيث قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال قتلت الطفلة هند رجب (6 سنوات) التي كانت على اتصال لساعات مع طواقم الجمعية، ونشرت مناشدتها وهي تبكي بجانب أسرتها التي قتلها الاحتلال.

فقد كانت هند الناجية الوحيدة، ولكن بعد 12 يوماً، عثر عليها مقتولة مع 2 من طواقم الإسعاف التابعين لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة غزة.

وهددت جامعة كولومبيا، مساء الثلاثاء، بطرد الطلاب الذين سيطروا على مبنى هاميلتون التاريخي، وسط مطالب لهم بإنهاء الاستثمارات مع شركات تدعم الاحتلال، ووقف الحرب على غزة.

مبنى هاميلتون وحرب فيتنام

في أبريل/نيسان 1968، تحصن المتظاهرون المناهضون لحرب فيتنام والعنصرية في القاعة، وأعادوا تسميتها بـ"كلية الحرية مالكوم إكس".

وبعد أسبوع من السيطرة على القاعة، استدعت الجامعة الشرطة التي دخلت المبنى عبر أنفاق وأخرجت الطلاب.

يشار إلى أن مالكوم إكس، هو أمريكي أفريقي مناضل من أجل العدل والمساواة، انضم إلى "أمة الإسلام" سجيناً، وذاع صيته خارج أسوار السجن، كما كان مدافعاً عن حقوق السود الأمريكيين، وقاد احتجاجات ضد إرسالهم إلى فيتنام.

احتجاجات الطلبة أمام مبنى هاميلتون/<a href=https://exhibitions.library.columbia.edu/exhibits/show/1968/protests/sas target=_blank rel=noopener>أرشيف </a>جامعة كولومبيا
احتجاجات الطلبة أمام مبنى هاميلتون/أرشيف جامعة كولومبيا

خلال جولة أخرى من الاحتجاجات في مايو/أيار 1968، سيطر حوالي 250 طالباً متظاهراً على قاعة هاملتون مرة أخرى، لكن تم إخراجهم من قبل الشرطة بعد حوالي 10 ساعات، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وفي أبريل/نيسان 1972، أغلق الطلاب الأبواب على أنفسهم داخل القاعة لمدة أسبوع خلال الاحتجاجات المناهضة لحرب فيتنام.

كما أخذ المتظاهرون الأثاث من الفصول الدراسية والمكاتب لاستخدامها كحواجز، وأغلقوا الأبواب بالسلاسل عندما طلب منهم المسؤولون المغادرة، فيما تمكنت الشرطة من إخلاء المبنى بعد حوالي أسبوع.

مبنى هاميلتون ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا

في عام 1985، حاصر الطلاب القاعة، مطالبين الجامعة بسحب استثماراتها من الشركات التي كانت تمارس أعمالاً في جنوب أفريقيا التي كانت تمارس الفصل العنصري.

كما أعادوا تسمية المبنى "قاعة مانديلا"، تكريماً لزعيم تحرير جنوب أفريقيا، ورئيس ما بعد الفصل العنصري، نيلسون مانديلا.

نيلسون مانديلا/الأناضول
نيلسون مانديلا/الأناضول

في وقت لاحق من ذلك العام، صوت مجلس أمناء جامعة كولومبيا على بيع جميع أسهم الجامعة في الشركات الأمريكية التي تعمل في جنوب أفريقيا.

احتجاجات عام 1992

أما في عام 1992، حاصر الطلاب قاعة هاميلتون احتجاجاً على خطط الجامعة لتحويل مسرح وقاعة أودوبون، حيث اغتيل مالكوم إكس في عام 1965، إلى مجمع أبحاث للطب الحيوي.

احتجاجات عام 1996

أما في عام 1996، قام الطلاب الذين يطالبون بإنشاء قسم للدراسات العرقية في جامعة كولومبيا بإضراب عن الطعام، واحتل حوالي 100 متظاهر قاعة هاميلتون لمدة 4 أيام.

في ذلك الوقت لم تلبِّ الجامعة طلبهم، لكنها وافقت على توفير مساحة فعلية لبرامج الدراسات الآسيوية واللاتينية، وبعد نحو 3 سنوات، تم إنشاء مركز دراسات العرق.

تحميل المزيد