كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في تقرير لها يوم الثلاثاء 30 أبريل/نيسان 2024، أن مجموعة من المستوطنين المتطرفين حاولت قبل يومين التسلل إلى الأراضي الفلسطينية، ودخول قطاع غزة بالقوة، من أجل البدء في إعادة استيطان القطاع مرة أخرى، بعدما طاله تدمير كبير من آلة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأرادوا فرض الأمر الواقع على المنطقة، لكن الشرطة الإسرائيلية تعاملت معهم.
بدأ الحدث بوصول مجموعة من السيارات تحمل مستوطنين متطرفين إلى موقف للسيارات، خلف محطة قطار عسقلان شمال قطاع غزة، وهي منطقة مخصصة لانتظار السيارات خلف محطة القطار وبدون أي بنية تحتية، حيث يملؤها ظلام دامس، لينتظروا قدوم عشرات السيارات الأخرى التي تضم مستوطنين متطرفين من أجل ترتيب تحركهم لدخول قطاع غزة من اتجاه مدينة عسقلان في الأراضي المحتلة.
خطة متطرفين إسرائيليين لإعادة الاستيطان في غزة
حسب الخطة، كان موقف محطة قطار عسقلان هو نقطة الالتقاء، وبعدها سوف ينتقلون إلى نقطة تجمع أخرى قريبة من قطاع غزة، وكانوا يرتبون الانطلاق من هذه النقطة ، سيراَ على الأقدام إلى داخل الحيز الجغرافي لقطاع غزة لإعادة الاستيطان مرة أخرى، مستغلين حالة الحرب المستمرة، ونزوح مئات الآلاف من سكان شمال غزة إلى جنوب القطاع؛ هرباً من آلة القتل الإسرائيلية.
هذه التحركات، وحسبما كشفت الصحيفة الفرنسية، كان يقف وراءها تنظيم "شباب التلال"، الإسرائيلي المتطرف، وهو تنظيم إسرائيلي متطرف اتهمه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، بالمسؤولية عن قتل فلسطينيين في الضفة الغربية بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقال إن "أغلبية كبيرة من الفلسطينيين الذين قتلوا في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كانوا على يد أفراد مثل "شباب التلال"، وأضاف أولمرت في حلقة من بودكاست نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنه "بدعم وزير بالحكومة لمجموعات عنيفة من المستوطنين، فإنهم يضربون الفلسطينيين وينهبون منازلهم"، متهماً الحكومة الحالية بمواصلة الصراع وتجنب وقف إطلاق النار على المدى الطويل، مضيفاً أنه "لهذا السبب تتأخر صفقة إطلاق سراح الرهائن".
استهدفت تحركاتهم هدفين؛ الأول دخول قطاع غزة من ناحية عسقلان في محاولة لإعادة الاستيطان مرة أخرى إلى القطاع، وكذلك المشاركة في تجمعات إسرائيلية متطرفة لمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة، وهي المساعدات القادمة لإغاثة الشعب الفلسطيني، ويرون في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فرصة كبيرة لبدء فرض خطتهم في غزة، حيث يتهمون قادة الاحتلال بأنهم لم يقدموا "رداً كافياً" على ما حدث في طوفان الأقصى، وذلك رغم كل ما حدث في غزة من قتل وتدمير، وشملت هذه المجموعة طلاب المدارس الدينية والحريديم المتشددين الذين لا يعملون، وكذلك بعض الميسورين، وهم جميعاً يريدون العيش في غزة دون أن يتقاسموها "مع العرب".
تجمعوا طيلة الليل في موقف محطة قطار عسقلان، حتى إذا ما جاء الصباح وبدأت الإعداد تزداد، أرادوا التحرك، ناحية الحيز الجغرافي لقطاع غزة، لكن الشرطة الإسرائيلية أوقفتهم وطلبت منهم العودة لمنازلهم؛ لكن البعض رفض تدخل الشرطة الإسرائيلية، ومضوا في طريقهم عبر "المنطقة العسكرية المحرمة" المؤدية إلى الجدار الذي يحيط بقطاع غزة؛ لكن الشرط عاودت مطاردتهم حتى أعادتهم إلى داخل الأراضي المحتلة.
هذه الخطوة "الخطيرة" دفعتنا للبحث عن طبيعة عمل تنظيم "شباب التلال" وما هو تاريخهم الإجرامي بحق الشعب الفلسطيني، وكيف كانت تحركاتهم بعد طوفان الأقصى، وما عدد الشهداء الفلسطينيين الذين وقعوا ضحايا جراء استهدافهم من جانب "شباب التلال"، وما هو موقف الإدارة الأمريكية وكذلك الاتحاد الأوروبي إزاء هذه الانتهاكات؟
فما هو تنظيم "شباب التلال"؟
هذا التنظيم الإسرائيلي المتطرف يعيش معظم أعضائه في بؤر استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، ويسكنون في مزارع ومبانٍ منفردة ضمن مناطق مفتوحة خارج المستوطنات الرسمية. يؤمنون بـ"أرض إسرائيل الكبرى" ويعتبرون الفلسطينيين دخلاء عليها يجدر طردهم، وينفذون هجمات ضد فلسطينيين. يبلغ تعدادهم المئات وينتظمون في خلايا صغيرة.
كانت نقطة البداية حين دعا وزير حرب الاحتلال في عام 1998 أرئيل شارون المستوطنين إلى الاستيلاء على "قمم التلال"، وذلك في محاولة منه في هذه الفترة لإحباط محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك بعد توقيت اتفاقية واي ريفر مع السلطة الفلسطينية، وذلك من جانب بنيامين نتنياهو في هذه الفترة.
تقدر إعداد هذه المجموعة بأكثر من 5 آلاف شخص، وتضمُّ عشرات النشطاء العنيفين، الذين يُشار إليهم غالباً بتأسيسهم بؤراً استيطانية غير قانونية، وينتمي أفراد هذه المجموعات إلى تيارات وحركات شعبوية عنصرية مختلفة، مثل حركة "أرض إسرائيل" بزعامة الحاخام أفراهام ساغرون، وحركة "درب الحياة" بقيادة الحاخام إسحق غينزبورغ، وحركة "نواة المدينة العبرية" برئاسة مائير بارتلر.
ويشتركُ أفراد هذه المجموعات في جذورهم الأيديولوجية التي تعودُ إلى تيار الصهيونية الدينية، ويجمعهم إيمانٌ بالسيادة المطلقة لليهود على فلسطين، والحلم بإقامة "مملكة داوود" عليها، وهو ما لن يتمّ دون تعزيز وجودهم على الأرض وفرضهم لأمر واقع من خلال الاستيطان ومصادرة الأراضي والعنف، بحسب اعتقادهم.
يتركّز نشاط المجموعات على مسارَين أساسيَّين: الاعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم وبناهم التحتية، وسرقة الأراضي لإقامة البؤر الاستيطانية؛ وتتلخّص آلية عملهم بالاستيلاء على الأرض بطرق غير رسمية، عبر احتلال قمة تل من خلال إقامة معسكر عليها بحماية الجيش، والمطالبة بالأراضي المجاورة، سواء كانت تحت الزراعة الفلسطينية أم لا، والبدء باقتلاع الأشجار الفلسطينية وإطلاق النار، لتهديد أي فلسطيني يقترب من البؤرة الاستيطانية الجديدة.
"شباب التلال" وقبل سنوات، دشنوا حملة في وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التواصل مع الجماهير الإسرائيلية، طالبين منهم فرصة لعرض أفكارهم! وفي مقطع فيديو ترويجي لهم قالوا: "تسمعون عنا في الصحف، في الإعلام، من السياسيين؛ لذا تعتقدون بأن لدينا جميعنا قروناً، ذيلاً، أنفاً طويلاً، وأن رائحتنا كريهة – رائحتنا فعلاً كريهة جداً! لقد تقيأتمونا إلى الخارج! لقد دفعتمونا إلى الهامش، ولم تعطونا حتى فرصة لنعرض أنفسنا!".
إقامة 170 بؤرة استيطان
حتى نهاية عام 2020 تمكّن "شباب التلال" من إقامة 170 بؤرة استيطانية، إلا أن بعضاً من هذه المحاولات تفشلها مقاومة الفلسطينيين وأصحاب الأراضي، مثل بؤرة "عادي عاد" المقامة على أراضي قرية المغيّر، وبؤرة "ديرخ هأفوت" المقامة على أراضي قرية الخضر، وبؤرة "أحياه" على أراضي قرية جالود.
ينقسم "شباب التلال" إلى مجموعتين: الأولى تعتمد على خلفيتهم الاجتماعية كـ"مستوطنين"، ومعظمهم من الجيلين الثاني والثالث الذين عاشوا فترات مضطربة، والثانية "سكان المدن"، وهم شباب من خلفيات اجتماعية واقتصادية منخفضة أو متوسطة، حيث ينتقلون إلى المستوطنات على قمم التلال، مما يجعلهم يشعرون بمشاعر اغتراب عن مجتمعاتهم التي عاشوا فيها. و"شباب التلال" لديهم "دوافع عميقة وأيديولوجية دينية متزمتة"، مثل الفصل الكامل بين الأولاد والبنات، ويعيشون حياة فيها روتين يومي يعتمد على الزراعة والحراسة.
تعتبر مجموعة "شبيبة التلال" جزءاً من مشروع اليمين الإسرائيلي المتطرف، حيث تؤمن بوجوب إقامة "دولة يهودية" على "أرض إسرائيل الكبرى" بعد طرد الفلسطينيين جميعاً وتعتني عناصر "شبيبة التلال" بدراسة التوراة والمقررات الدينية اليهودية، وتُعد مدرسة "عود يوسف خي" -ذات التوجه الديني المتطرف- من أهم المراكز الدينية التي يلتحقون بها، ويمثل الحاخام المتطرف يتسحاق غينزبيرغ، زعيماً روحياً لهم ويمتلكون صلات قوية مع أعضاء في الكنيست ومسؤولين حكوميين ووزراء متطرفين، مثل: وزير الأمن إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
جيش الاحتلال الإسرائيلي يدعم " شباب التلال"
تتلقّى نشاطات "شباب التلال" دعماً من عدة مؤسسات استيطانية، منها منظّمة "أمانا"، وهي الذراع الاستيطانية لحركة "غوش إيمونيم"، التي تساهم مثلاً من خلال توفير مواد ومعدّات البناء في البؤر، كما حظيت نشاطات الحركة بتمويل من مجالس المستوطنات الإقليمية للمستوطنات.
يوفِّر جيش الاحتلال الحماية لهذه البؤر، وقد وافقت سلطات الاحتلال على شرعنة 15 بؤرة أقامتها حركة "شباب التلال"، وهناك 35 بؤرة أخرى قيد البحث لشرعنتها، وتشير أرقام موقع منظمة "ييش دين" الحقوقية إلى إغلاق الشرطة الإسرائيلية 91% من الملفات الناتجة عن تبليغات جنائية ضد المستوطنين الذين يعتدون على فلسطينيين.
شكل خاص من الاستيطان
يعتمد أسلوب "شبيبة التلال" على توطيد شكل خاص من الاستيطان، وذلك باحتلال مساحات مفتوحة وأراض رعوية في أعالي التلال، تقع معظمها ضمن المنطقة (ج) وتأسيس بؤر استيطانية ومشاريع استيطان رعوي غير قانونية عليها ويختارون الأراضي المرتفعة، نتيجة السياسة الاستيطانية العامة لدولة الاحتلال، حيث تؤدي المناطق المختارة وظائف أمنية واستراتيجية، تهدف لإحكام السيطرة على المناطق المحتلة، وتمزيق الامتداد الجغرافي الفلسطيني وتعتبر إقامة بؤر استيطانية محدودة بالقرب من التجمعات الفلسطينية خطوة للتمدد لاحقاً بشكل أكبر في أراضي وممتلكات الفلسطينيين والاستيلاء عليها.
وقد تمكنت مجموعات "شبيبة التلال" حتى أواخر عام 2020 من إقامة نحو 170 بؤرة استيطانية، والمساهمة في الاستيلاء على عشرات آلاف الدونمات التي تعود ملكيتها لفلسطينيين.
4 آلاف اعتداء
تمارس "شبيبة التلال" كافة أنواع العنف والتخريب ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في أنحاء الضفة والقدس وأراضي عام 1948. وقد نفذت أكثر من 4 آلاف اعتداء بين عامي 2017 و2022، وقد أصبحت "شبيبة التلال" سلاح الاحتلال لتنفيذ اعتداءات ضد الفلسطينيين وإجبارهم على الهجرة من أراضيهم وقراهم قسراً، وتتضمن جرائمهم ارتكاب مئات حالات القتل والاعتداء الجسدي والضرب المبرح بحق الفلسطينيين، كما تشمل الاعتداء على ممتلكاتهم، عن طريق تدميرها، ومهاجمة القرى وسرقة الممتلكات الشخصية، وإحراق المنازل، وتدنيس المساجد والكنائس، وقطع الطرق، وإحراق السيارات، ومصادرة مفاتيح المركبات والهواتف النقالة وترك الفلسطينيين وسط الصحراء بدون وسيلة تواصل أو مواصلات.
ومن تلك الجرائم التي يقوم بها "شبيبة التلال" إشعال النار في الحقول، وقطع أشجار الزيتون، وتدمير المزروعات، والحيلولة دون وصول المزارعين إلى أراضيهم، ومصادرة الماشية، والاعتداء على الرعاة، وإجبار التجمعات البدوية على الرحيل من أرضها، والتخلي عن هويتها الاجتماعية وحياتها البدوية، مما أدى إلى إضعاف النشاط الرعوي والزراعي الفلسطيني.
التسرب من المدارس
تضم "شبيبة التلال" مئات العناصر من الجنسين، من فئتي المراهقين والشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 26 عاماً، ممن تسربوا من المدارس وهجروا عائلاتهم والأطر التقليدية للمجتمع، ويعيشون حياة التشرد والتنقل على تلال الضفة، دون ضوابط اجتماعية أو قانونية تحدد نظام حياتهم، وغالباً ما ينضم الشباب إلى هذه الجماعة في سن المراهقة، وبعضهم يلتحق بعد التخرج من الثانوية أو بعد الانتهاء من الخدمة العسكرية، ويقيمون في البؤر الاستيطانية ما بين بضعة أشهر إلى عدة سنوات، ويتزوج البعض منهم ويبنون منازلهم هناك.
ويقيم عناصر "شبيبة التلال" في ظروف معيشية صعبة مليئة بالتحديات، تعتمد على الأعمال الشاقة، مثل: البناء والرعي والزراعة والحراسة، ويسكنون في مآوٍ مؤقتة وخيام على مساحات مفتوحة وأراض تابعة لملكيات فلسطينية خاصة، مع شبه انقطاع عن المجتمع، وغالباِ ما يعزفون عن استخدام الهواتف الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي.
لا يحاكمون بالقانون!
تدعي السلطات الإسرائيلية أن "فتيان التلال" لا يأتمرون بالقانون، وبالتالي فلا سيطرة عليهم. وقد تكون هذه المجموعات فعلاً عصية على الالتزام بخطة أو بشكل تنظيمي لكنها في النهاية ليست بعيدة عن آليات الاحتلال.
ولا تخضع الجرائم التي ترتكبها هذه المجموعات إلى العقاب بالضرورة. فأغلب فتيان التلال لا يمكن محاكمتهم بالقانون الإسرائيلي الذي يسري على من هم دون سن الـ16 عاماً. وكان هذا سبباً لإفلات الجناة من جريمة حرق عائلة الدوابشة قبل 8 سنوات. ورغم ما يظهره التنظيم من رفض لمنهج الحوكمة، فهو يتلقى منذ نشوئه دعماً رسمياً غير معلن، فتمددهم على تلال الضفة يكون بتسهيلات من وزارتي الإسكان والأمن.
جرائم قاموا بها
- كانت محكمة اللد المركزية وسط إسرائيل، قد قضت في 2020، بالسجن 3 سنوات ونصف لإسرائيلي اتُهم بالتواطؤ في قتل طفل فلسطيني ووالديه، قضوا قبل 5 سنوات في حريق إجرامي أضرم في منزلهم في الضفة الغربية المحتلة.
- وأُحرق الطفل علي دوابشة (18 شهراً) حياً أثناء نومه في 21 يوليو/تموز 2015 في منزل العائلة في قرية دوما شمالي الضفة الغربية المحتلة، وتوفي والداه سعد وريهام دوابشة متأثرين بحروقهما بعد عدة أسابيع، في حين نجا شقيقه أحمد الذي كان يبلغ من العمر حينها 4 سنوات من المأساة، التي خلفت حروقاً بالغة على جسده وقضت المحكمة ذاتها بالسجن مدى الحياة بحق المستوطن عميرام بن أوليئيل الذي أدين بقتل أفراد عائلة دوابشة الثلاثة، وأدين الرجل البالغ من العمر 25 عاماً، مرتين بتهمتي القتل العمد والحرق المتعمد والتآمر لارتكاب جريمة كراهية.
- كان إسرائيلي آخر يبلغ من العمر 17 عاماً، قد واجه تهمة التواطؤ بهدف القتل عام 2016. وأدين الشاب في أكتوبر/تشرين الأول 2019، بـ"الانتماء إلى تنظيم إرهابي"، في إشارة إلى جماعة "شباب التلال" من المتطرفين اليهود وقالت المحكمة الإسرائيلية حينها إن الجماعة تسعى إلى "غرس الخوف بين العرب وإلحاق أضرار بممتلكاتهم والمخاطرة بحياتهم"، في إشارة إلى الجماعة، وفقاً لوكالة فرانس برس.
- كانت محكمة مدينة اللد قد أصدرت في 2019 تفاصيل عن أيديولوجية مجموعة "شباب التلال"، ووصفتهم بأنهم "مجموعة مخربين" مؤلفة من حوالي 100 شخص، تستهدف الممتلكات العربية والكنائس.
تنظيمات متطرفة أخرى
بجانب تنظيم "شباب التلال" يجب الإشارة إلى أنه ليس وحده الذي يعمل في الضفة الغربية ويستهدف الفلسطينيين، لكن هناك العديد من التنظيمات المسلحة الأخرى التي تعمل بشكل كبير ومدعوم من جانب الحكومة الإسرائيلية ويقوم باستهداف الفلسطينيين، ومنها على سبيل المثال تنظيم "جباية الثمن" أو تنظيم "تدفيع الثمن"، الذي بدأ نشاطه عام 2008، وتحديداً عندما تداعى مجموعة من نشطاء المستوطنين المتطرفين إلى عقد اجتماع موسع في مستوطنة "يتسهار" جنوب مدينة نابلس، للتعبير عن رفضهم لسياسة حكومة الاحتلال فيما يتعلق بالبناء الاستيطاني في الضفة الغربية، ومن أجل الاتفاق على استراتيجية عمل للمستوطنين خلال المرحلة المقبلة. إذ تم الاتفاق على القيام بنشاطات وعمليات إرهابية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وداخل أراضي عام 1948، والتوقيع باسم "تدفيع الثمن" في مسرح عملياتهم الإرهابية.
تتجاوز أعداد المستوطنين المتطرفين المنضوين تحت هذه المنظمة أكثر من ثلاثة آلاف مستوطن، يتوزعون في مختلف المستوطنات والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية، وآخرون من داخل المدن الإسرائيلية، وينحدر غالبيتهم من المستوطنات الأيديولوجية الدينية المتطرفة، ومن المدارس اليهودية التوراتية تضم هذه المنظمة مجموعة واسعة من الحركات والمجموعات الصهيونية الدينية والمتطرفة الناشطة في المستوطنات والمدن الإسرائيلية، أبرزها: حاخاميون من التيار الديني القومي، وحاخاميون من التيار الديني الحريدي، وخريجو وطلاب المدارس الدينية "اليشفوت" المنتشرة في المستوطنات الإسرائيلية، وداخل إسرائيل، ونشطاء ومناصرو حركة "كاخ" الإرهابية المحظورة، ونشطاء الأحزاب الصهيونية المتطرفة، وشبيبة التلال.
كذلك هناك تنظيم "لاهافا" الاستيطاني وهو منظمة صهيونية متطرفة، تأسست نهاية عام 1999 على يد رئيسها الحالي المستوطن المتطرف بن تسيون غوبشتاين، والمعروف عنه أنه أحد تلامذة الحاخام الصهيوني كهانا مؤسس منظمة "كاخ" الإرهابية وأتباعها، وتحتفي "لاهافا" سنوياً بمنفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل، المستوطن الإرهابي المتطرف باروخ غولدشتاين، وتعتبره "بطلاً قومياً".
بالاضافة إلى منظمة منظمة "نحالا" والتي تأسست في عام 2005 على يد المستوطن المتطرف موشيه ليفنجر، عرّاب الاستيطان في الخليل، وأحد أبرز مؤسسي منظمة "غوش أمونيم"، والمستوطنة "دانييلا فايس" التي تقود الحركة الآن وساهمت في إقامة أكثر من 60 مستوطنة وبؤرة استيطانية حتى الآن، وتنشط إعلامياً في الترويج للمشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية، وتعمل على تعزيز علاقاتها مع القيادات السياسية في "إسرائيل" وفي الجاليات والمنظمات اليهودية عبر العالم.
وهناك كذلك ميليشيا "نيتساح يهودا"، وهي كتيبة عسكرية تتبع للواء كفير في جيش الاحتلال الإسرائيلي، تأسست في عام 1999، ويخدم في هذه الكتيبة يهود متطرفون متعصبون دينياً، وينتمي القسم الأكبر من جنودها إلى عائلات مستوطنين، ويسكنون في البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية، وهي أقرب إلى ميليشيا مسلحة، يُشرف عليها الحاخامات، وتطورت تحت أنظار جيش الاحتلال، وتنشط "نيتساح يهودا" في شمال الضفة الغربية، وتضم قرابة ألف جندي، وينفذ جنودها اعتداءات وحشية ضد الفلسطينيين، كان آخرها عملية الإعدام الميداني بحق الشهيد المسن عمر أسعد البالغ من العمر (80 عاماً) من قرية جلجليا قرب رام الله.
عقوبات أمريكية وأوروبية
كانت واشنطن أعلنت، مطلع فبراير/شباط 2024 فرض عقوبات على 4 مستوطنين، وفعلت فرنسا الشيء نفسه مستهدفة "28 مستوطناً إسرائيلياً متطرفاً".
وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية مؤخراً فرض عقوبات على 4 مستوطنين هاجموا فلسطينيين وخربوا ممتلكاتهم، من بينهم إيلي فيدرمان، المتهم بالضلوع في عدة هجمات بالقرب من الخليل في جنوب الضفة الغربية وفيدرمان معروف جيداً بين مجموعة "شباب التلال"، بحسب فرانس برس، ووالده نوعام فيدرمان من الشخصيات البارزة في اليمين المتطرف الإسرائيلي، وقد سجن عدة مرات.
وطالبت منظمة "هونينو" اليمينية المتطرفة، التي تدافع عن هؤلاء المستوطنين وتعتبرهم "أبطالاً"، مجلس الوزراء لدفع البنوك الإسرائيلية إلى عدم تنفيذ العقوبات التي فرضتها بعض الدول الغربية.