أظهر تقرير صادر عن شركة "إنفرتو" الاستشارية، الإثنين 29 أبريل/نيسان 2024، أن تجنُّب السفن لمسار البحر الأحمر، واتخاذ طريق الرجاء الصالح جنوبي دولة جنوب أفريقيا، يتسبب في انبعاثات إضافية تعادل ما تتسبب به 9 ملايين سيارة، بحسب وكالة "بلومبرغ".
فبدلاً من المرور عبر قناة السويس المصرية، تبحر مئات السفن منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول 2023، حول طريق الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، وهو مسار يضيف أسبوعاً على الأقل إلى الرحلة بين جنوب آسيا وشمال أوروبا.
طريق الرجاء الصالح يسبب انبعاثات تلوث تعادل 9 ملايين سيارة
بحسب التقرير، فقد أدى حرق الوقود الإضافي مع اتباع السفن لطريق الرجاء الصالح، إلى إضافة ما يقرب من 13.6 مليون طن إضافية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مدى الأشهر الأربعة الماضية، أي ما يعادل تلوث حوالي 9 ملايين سيارة خلال الفترة ذاتها.
التقرير نقل عن سوشاناك أغاروال، المدير الإداري في الشركة التابعة لمجموعة بوسطن الاستشارية، أن "الانبعاثات الإضافية الناتجة عن هذه الأزمة ستزيد من البصمة الكربونية للشركات، مما يجعل من الصعب للغاية تحقيق أهدافها الصافية الصفرية".
"ولتحقيق هذه الأهداف، ستحتاج الشركات إما إلى تقليل الانبعاثات في أماكن أخرى في سلاسل التوريد الخاصة بها أو الاستثمار في المزيد من مبادرات تعويض الكربون، وكلاهما يمكن أن يكون مكلفاً للغاية" بحسب أغاروال.
وعلى الرغم من أهميتها، فإن الانبعاثات الإضافية تمثل جزءاً صغيراً مما تبثه صناعة الشحن -التي تنقل 80 بالمئة من التجارة العالمية- إلى الغلاف الجوي كل عام.
فيما تعمل المنظمة البحرية الدولية، الجهة المنظمة العالمية لهذا القطاع، على فرض أول ضريبة عالمية على الكربون، على الرغم من أنه من غير المقرر أن تدخل حيز التنفيذ قبل عام 2027، ويأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه درجات حرارة الكوكب بالارتفاع.
في سياق متصل، يركز تقرير منفصل صادر عن شركة "Xeneta"، وهي شركة لتحليلات الشحن مقرها أوسلو، بشكل خاص على شحن الحاويات، حيث أظهر أن انبعاثات الكربون نتيجة الإبحار من آسيا إلى البحر الأبيض المتوسط ارتفعت بنسبة 63٪ في الربع الأخير، مقارنة بالأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023.
في الإطار، قالت إميلي ستوسبول، محللة السوق لدى مجموعة الشحن زينيتا: "تُبحر السفن أيضاً بسرعات أعلى في محاولة لتعويض الوقت بسبب المسافات الأطول، مما يؤدي إلى حرق المزيد من الكربون".
يُشار إلى أنه منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، تتجنب سفن تجارية عبور البحر الأحمر، تجنباً لهجمات تشنها جماعة الحوثي على السفن المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بإسرائيل، وبريطانيا، والولايات المتحدة، رداً على الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة.