شهد الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي في العاصمة السعودية الرياض اليوم الإثنين 29 أبريل/نيسان، محاولة ممثلي أمريكا وبريطانيا مخاطبة حركة حماس لقبول مقترح إسرائيل لهدنة في غزة، في وقت يسود حالة ترقب في حكومة الاحتلال بانتظار رد حركة حماس على المقترح المصري بشأن صفقة محتملة بين الطرفين.
إذ حث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حركة (حماس)، الإثنين، على قبول مقترح إسرائيل في غزة بسرعة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم الحركة الفلسطينية، مشيراً إلى أنه أمام حماس مقترح استثنائي وسخي للغاية من جانب إسرائيل.
ومن المتوقع أن يجتمع مفاوضو حماس مع وسطاء قطريين ومصريين في القاهرة اليوم لتسليم الرد على مقترح الهدنة المرحلي الذي قدمته إسرائيل مطلع الأسبوع قبل هجوم إسرائيلي تهدد بشنه على مدينة رفح الحدودية بجنوب قطاع غزة.
وزير الخارجية الأمريكية أضاف: "الشيء الوحيد الذي يقف بين شعب غزة ووقف إطلاق النار هو حماس. عليهم أن يقرروا وعليهم أن يقرروا بسرعة.. آمل أن يتخذوا القرار الصحيح".
اقتراح "سخي"
في السياق، وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الذي كان موجوداً أيضاً في الرياض لحضور اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي، الاقتراح الإسرائيلي بأنه "سخي".
وقال لجمهور المنتدى الاقتصادي العالمي إن الاتفاق يشمل وقف إطلاق النار لمدة 40 يوماً، وإطلاق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين المحتملين وكذلك الرهائن الإسرائيليين.
وقال كاميرون: "آمل أن تقبل حماس بهذا الاتفاق. وبصراحة يجب أن تكون كل الضغوط العالمية وكل أعين العالم عليهم اليوم لتقول لهم (اقبلوا بهذا الاتفاق)".
وكان كاميرون موجوداً مع عدد من وزراء الخارجية في الرياض، بما في ذلك وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا والأردن ومصر، في إطار جهود دبلوماسية لإنهاء حرب غزة.
وكان مصدر مطلع قال لرويترز إن اقتراح إسرائيل ينطوي على اتفاق لقبول الإفراج عن أقل من 40 من نحو 130 رهينة يُعتقد أنهم ما زالوا محتجزين لدى حماس مقابل إطلاق سراح فلسطينيين مسجونين في إسرائيل. وتشمل مرحلة ثانية من الهدنة "فترة هدوء دائم"، في استجابة إسرائيلية توافقية لطلب حماس بوقف دائم لإطلاق النار.
ترقب في إسرائيل
في غضون ذلك، قالت تقارير إعلامية عبرية، الإثنين، إن أجواء ترقب تسود في حكومة الاحتلال، بانتظار رد حماس (حماس) على المقترح المصري بشأن صفقة محتملة بين الطرفين، مشيرة إلى أن توجّه وفد إسرائيلي إلى القاهرة غداً الثلاثاء سيكون منوطاً برد حماس.
موقع واينت العبري، أفاد بأنّ "إسرائيل تنتظر رد حماس، وسط أجواء من التشاؤم"، مضيفاً أنّ المسؤولين "في إسرائيل غير متفائلين بشأن رد حماس على المقترح المصري، والذي تمت صياغة معظمه بموافقتها".
وفي حال توجه وفد إلى القاهرة فسيكون مكوناً من ممثلين عن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) وجهاز الأمن العام (الشباك) وجيش الاحتلال الإسرائيلي، على مستوى الطواقم المهنية، وليس كبار المسؤولين، بحسب الموقع.
إلى ذلك، كشف وزير خارجية مصر سامح شكري، الإثنين، خلال جلسة حوارية على هامش المنتدى الاقتصادي المنعقد بالرياض عن وجود مقترح فعلي على طاولة المفاوضات بشأن الوصول لهدنة في قطاع غزة، داعياً الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لدراسته.
وعرضت القاهرة مقترحاً جديداً لهدنة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح 20 من المحتجزين الإسرائيليين خلال وقف إطلاق نار مبدئي مدته ثلاثة أسابيع، في محاولة لدرء هجوم عسكري إسرائيلي على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
ويبدأ المقترح المصري بإطار زمني أولي أقصر مما طرحه الوسطاء سابقاً لوقف القتال مؤقتاً، لكنه لا يزال يهدف إلى فترة طويلة من الهدوء المحدد بشكل غامض، من شأنه أن يؤدي إلى نهاية الحرب، وفقاً لمسؤولين مصريين.
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.
وأسر 253 إسرائيلياً في عملية طوفان الاقصى التي أطلقتها حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول وقُتل حوالي 1200 آخرين، بحسب الإحصائيات الإسرائيلية.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".