دعا السودان مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة عاجلة لبحث ما سمّاه "عدوان الإمارات" على البلاد، بسبب دعم أبوظبي لقوات الدعم السريع في الحرب التي تخوضها ضد الجيش السوداني.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن مسؤول سوداني، أن المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة تقدم، الجمعة 26 أبريل/نيسان 2024، بطلب لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن "لبحث عدوان الإمارات على الشعب السوداني، وتزويد الميليشيا الإرهابية بالسلاح والمعدات"، في إشارة إلى "الدعم السريع".
فيما أفادت وكالة أنباء السودان (سونا) بأن مندوب الخرطوم، الحارث إدريس، قدّم الطلب "رداً على مذكرة مندوب الإمارات للمجلس"، وشدد على أن دعم الإمارات "لميليشيا الدعم السريع الإجرامية التي شنت الحرب على الدولة يجعل الإمارات شريكة في كل جرائمها"، وفق تعبيره.
الرسالة التي وجهتها بعثة السودان الدائمة لدى مجلس الأمن، أكدت أن سلوك الإمارات يعد انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وقرارات الأمم المتحدة بشأن دارفور خاصة القانون 1591.
كما عددت الرسالة الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في البلاد، بما في ذلك الهجوم على مقار الدولة، والتحالف مع عناصر أجنبية، واحتجاز الرهائن، وتدمير الطائرات المدنية، واقتحام الأعيان المدنية، ونهب ممتلكات المواطنين، والاعتقال التعسفي، وتصفية أسرى الحرب.
دعوة السودان بشأن "عدوان الإمارات" جاءت ردا على رسالة من أبو ظبي
يشار إلى أنه في الأسبوع الماضي، نفت الإمارات اتهامات السودان بدعم قوات الدعم السريع، وقالت إن "هذه الاتهامات تفتقر إلى أدلة تدعمها واعتبرتها محاولة لصرف الانتباه عن تدهور الوضع الإنساني"، على حد زعمها.
حيث أرسلت مساعدة وزير الخارجية الإماراتي، لانا زكي نسيبة، رسالة إلى مجلس الأمن الدولي قالت فيها إن بلادها "ترفض رفضاً قاطعاً ادعاءات مندوب السودان لدى الأمم المتحدة والتي لا أساس لها من الصحة، حيث إنها محاولة لصرف الانتباه عن الصراع وتدهور الحالة الإنسانية الناجمة عن القتال".
ويتصاعد التوتر منذ أشهر بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وبين الإمارات التي يتهمها الجيش السوداني بدعم قوات الدعم السريع في النزاع الذي اندلع في أبريل/نيسان 2023.
في ديسمبر/كانون الأول 2023، طلب السودان من 15 دبلوماسياً إماراتياً مغادرة البلاد، وتزامن ذلك مع خروج تظاهرات في مدينة بورتسودان تطالب بطرد السفير الإماراتي.
قلق متزايد من هجوم وشيك على ولاية شمال دارفور
في سياق منفصل، عبّر مجلس الأمن الدولي، السبت 27 أبريل/نيسان 2024، عن "قلقه العميق" إزاء هجوم وشيك تجهز له قوات الدعم السريع بالسودان على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
والفاشر هي آخر مدينة كبرى بإقليم دارفور الشاسع بغرب السودان لا تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع.
حيث حذر مسؤولون كبار بالأمم المتحدة مجلس الأمن، الأسبوع الماضي، من أن نحو 800 ألف شخص في الفاشر معرضون "لخطر شديد ومباشر" مع تفاقم أعمال العنف والتهديد "بإطلاق العنان لصراع طائفي دموي في جميع أنحاء دارفور".
كانت قوات الدعم السريع وحلفاؤها قد اجتاحت أربع عواصم ولايات أخرى بدارفور العام الماضي، وتواجه تلك القوات اتهامات بالضلوع في حملة من عمليات قتل ذات دوافع عرقية بحق جماعات غير عربية وغيرها من الانتهاكات في غرب دارفور.