في خطوة تذكارية، أنشأ الطلاب المعتصمون بجامعة بنسلفانيا الأمريكية لدعم قطاع غزة، السبت 27 أبريل/نيسان 2024، مكتبة تحمل اسم الشاعر والأكاديمي والمترجم الفلسطيني رفعت العرعير، الذي استشهد إثر غارة جوية للاحتلال في ديسمبر/كانون الأول 2023.
وحسب ما أظهرته الصورة المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي، مكتبة صغيرة ضمن الاعتصام تتضمن عدداً من كتب رفعت الذي كان أحد قادة جيل من الكتاب الغزاويين الشباب الذين راهنوا على الكتابة بالإنجليزية لرواية قصصهم.
واستشهد رفعت مع العديد من أفراد عائلته- في غارة إسرائيلية على منزل شقيقته شمال غزة.
ودرّس رفعت لسنوات طويلة الشعر والأدب الإنجليزي في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث شرح أعمال شكسبير وتوماس وايت وجون دون ويلفريد أوين وغيرهم، وقام بتحرير كتابي "غزة لا تصمت" و"غزة تكتب مرة أخرى". واستشهد في القصف أيضاً شقيقه وشقيقته وأطفالها الأربعة.
وكان الهم الرئيسي للعرير، كما قال في عرض سابق لمنصة تيد في غزة، أن قصص كبار السن المعروفة أيضاً باسم التاريخ الشفهي في طريقها إلى الانقراض؛ لأنه بسبب التكنولوجيا الحديثة "توقفنا عن الاهتمام بالقصص".
وتابع: "أنا الرجل الذي أنا عليه الآن بسبب القصص التي روتها لي أمي وجدتي".
وأضاف الأكاديمي الذي قام بتدريس مساق الكتابة الإبداعية والأدب العالمي لطلاب الجامعة "كفلسطينيين تحت الاحتلال، تتجاوز رواية القصص القيمة التعليمية إلى الحاجة الملحة لامتلاك روايتنا، وهو الأمر الذي يعيد القوة للمجتمع بدلاً من النخبة. إن القصص التي يمكن أن يرويها الناس عن أرض ما هي دليل على حقهم في تلك الأرض".
أستاذ جامعي
— حسام شاكر (@Hos_Shaker) December 8, 2023
كاتب وأديب
مبادر في التواصل والإعلام
صوت أصيل من #غزة إلى العالم
اغتاله الاحتلال بقصف وحشي أباد نساء وأطفالا من ذويه، بعد إطلالات إعلامية بالإنجليزية حذّر فيها من تصاعد الإبادة.
ارتقى الصديق العزيز ابن #الشجاعبة د. #رفعت_العرعير وبقي غراسه المبارك والوعد بحرية #فلسطين pic.twitter.com/9vWtAhWoOl
وعام 2021 كتب لصحيفة نيويورك تايمز أنه يجد نفسه تنازعه بين الرغبة في إخراج عائلته إلى الخارج بسبب الصواريخ والشظايا والحطام المتساقط، وبين البقاء في المنزل "لنكون عرضة لقصف الطائرات الإسرائيلية، الأمريكية الصنع، وفي النهاية بقينا في المنزل.. على الأقل سنموت معاً".
وقد درّس العرعير الأدب الإنجليزي في الجامعة الإسلامية بغزة، وكان أحد مؤسسي مشروع "نحن لسنا أرقاماً" الذي جمع مؤلفين من غزة بـ"مرشدين" في الخارج يساعدونهم في كتابة قصص عن واقعهم بالإنجليزية.
ومنذ بداية الحرب على غزة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي حريصة على استهداف العديد من الفئات المختلفة، سواء كانوا أطفالاً، أو مقاتلين، أو مثقفين، أو سياسيين، أو شخصيات لها صوت قوي قادر على تحريك الرأي العام من خلال ما يقدمه من محتوى، إضافة إلى أكثر من 112 ألفاً بين قتيل وجريح.