انضمت جامعتان أمريكيتان جديدتان، الخميس 25 أبريل/نيسان 2024، إلى المظاهرات الطلابية المنددة بالهجمات الإسرائيلية على غزة والتي بدأت بجامعة كاليفورنيا الجنوبية وامتدت إلى حرم جامعات عدة في أنحاء الولايات المتحدة.
فقد بدأ مئات الطلاب صباح الخميس، بالتجمع في حرمي جامعتي جورج تاون وجورج واشنطن بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
كما ردّد الطلاب الذين تجمعوا في الحديقة الكبيرة وسط حرم جامعة جورج تاون، شعارات مثل "فلسطين حرة"، و"وقف إطلاق نار فوري في غزة".
ونصب بعض الطلاب خياماً في الأماكن التي أعطت فيها الشرطة إذناً بذلك.
في جامعة جورج واشنطن، رفع الطلاب لافتات مؤيدة لفلسطين وبدأوا السير بشكل جماعي نحو حرم الجامعة.
وأبلغت الشرطة ممثلي الطلاب أنه يمكنهم التظاهر في الحرم الجامعي بين 07.00 صباحاً و19.00 مساءً، وأنه لن يُسمح بالمظاهرات خارج هذه الساعات.
اعتقال 108 طلاب في ولاية ماساتشوستس
في وقت سابق الخميس، أعلنت شرطة بوسطن، الخميس، إصابة 4 ضباط أثناء اعتقال 108 طلاب شاركوا في احتجاج مؤيد لفلسطين نظمه طلاب كلية إيمرسون بولاية ماساتشوستس الأمريكية.
شرطة الولاية قالت إن 4 ضباط أصيبوا بجروح طفيفة أثناء عملهم، مساء الأربعاء، للسيطرة على الوضع في مخيم مؤيد لفلسطين أقامه طلاب كلية إيمرسون، وفق ما ذكره موقع "بوسطن نيوز" الإخباري.
كما أوضحت الشرطة أنها أوقفت 108 طلاب من المشاركين في المخيم، دون وقوع أي إصابات وسط المحتجين.
قبل ذلك بيوم، أبلغت شرطة بوسطن ومفوضي الإطفاء بالمدينة إدارة كلية إيمرسون أن "بعض تصرفات المتظاهرين تنتهك بشكل مباشر قوانين المدينة، ما قد يؤدي إلى إجراءات وشيكة لإنفاذ القانون"، ليتم مساء اعتقال عشرات المتظاهرين.
مواجهات عنيفة في ولاية نيجيرسي
في أحدث اشتباك داخل حرم جامعي، تحرك أفراد من الشرطة على الفور صباح الخميس في مواجهة طلاب محتجين بدأوا يقيمون مخيماً في جامعة برينستون بولاية نيوجيرسي، حسبما أظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
في مقطع مصور على منصة إكس، سُمع صوت أحد أفراد الشرطة يقول: "جميعكم ينتهك سياسة الجامعة. يتعين تفكيك هذه الخيام الآن"، بينما هتف المحتجون "فلسطين حرة، حرة".
فيما أفادت وسائل إعلام والشرطة بأن الرد السريع من الشرطة في برينستون جاء بعد ساعات من إزالة شرطة بوسطن معسكراً مؤيداً للفلسطينيين أقامه طلاب إيمرسون كوليدج في وقت مبكر من اليوم الخميس واعتقالها أكثر من 100 شخص.
وقال منظمون إن الطلاب في جامعة نورثويسترن بدأوا نصب خيام في الحرم الجامعي شمالي شيكاغو مباشرة؛ حيث دعوا الجامعة إلى حماية المتحدثين المؤيدين لفلسطين وإنهاء العلاقات مع مؤسسات إسرائيلية.
في السياق، قالت رابطة معلمي جامعة نورثويسترن من أجل العدل في فلسطين واتحاد تحرير الطلاب والصوت اليهودي من أجل السلام في بيان مشترك: "نرفض السماح باستمرار النشاط الاقتصادي كالمعتاد في مواجهة تواطؤ (جامعة) نورثويسترن".
ونُصبت خيام أيضاً صباح اليوم الخميس في جامعة جورج واشنطن في واشنطن العاصمة؛ حيث هتفت مجموعة من المحتجين "من حقنا التمرد، اسحبوا الاستثمارات الآن أو اذهبوا إلى الجحيم"، حسبما أظهرت لقطات مصورة نشرتها وسائل التواصل الاجتماعي.
جامعة كولومبيا تجدد تهديداتها.. والجمعة "الموعد النهائي"
في الجانب الآخر، أمهل مسؤولو جامعة كولومبيا المحتجين حتى الساعة الرابعة صباح الجمعة 26 أبريل/نيسان 2024 بالتوقيت المحلي للتوصل إلى اتفاق مع الجامعة لتفكيك عشرات الخيام التي أقيمت في حرم الجامعة بمدينة نيويورك في احتجاج بدأ قبل أسبوع.
فيما لم تتمخض مهلة سابقة كان موعدها النهائي منتصف ليل الثلاثاء عن اتفاق، لكن المسؤولين أطالوا أمدها 48 ساعة مستندين إلى تقدم في المحادثات.
فقد حاولت الجامعة بالفعل فض الاحتجاج بالقوة، ففي 18 أبريل/نيسان، أقدمت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت (مينوش) شفيق على خطوة استثنائية بدعوتها شرطة مدينة نيويورك لدخول الحرم الجامعي، مما أثار غضب كثيرين من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
واعتُقل أكثر من 100 شخص وأُزيلت الخيام من الحديقة الرئيسية بالجامعة. لكن بعد أيام قليلة، عاد المخيم إلى مكانه السابق وتقلصت الخيارات أمام الجامعة فيما يبدو.
بينما تعهد المحتجون بمواصلة الاحتجاج حتى توافق الجامعة على كشف وسحب أي ممتلكات مالية ربما تدعم الحرب في غزة وتعفو عن الطلاب الذين تم إيقافهم عن الدراسة بسبب الاحتجاج.
كذلك، طالب المحتجون الحكومة الأمريكية بكبح قصف إسرائيل للمدنيين في غزة. وتقول السلطات الصحية في القطاع إن الحرب أودت بحياة أكثر من 34 ألف شخص.
أما في في أوستن، لم تبد السلطات تردداً في فض احتجاج في الحرم الجامعي الرئيسي لجامعة تكساس أمس الأربعاء.
وفرَّقت قوات من دوريات الطرق السريعة بالولاية مزودين بمعدات مكافحة الشغب وأفراد من الشرطة الراكبة (يمتطون الخيول) احتجاجاً في الحرم الجامعي الرئيسي في أوستن. وقالت إدارة السلامة العامة في تكساس على منصة إكس إن 34 شخصاً اعتقلوا.
والأربعاء 24 أبريل/نيسان 2024، أعلنت جامعة جنوب كاليفورنيا إغلاق حرمها الجامعي وطلبت من إدارة شرطة لوس أنجلوس فض احتجاج.
كما اعتقلت الشرطة طلاباً استسلموا واحداً تلو الآخر بعد ساعات من تغلب محتجين على شرطة الحرم الجامعي التي أزالت أحد المخيمات وطلبت مساعدة شرطة لوس أنجلوس.
شرطة لوس أنجلوس، قالت على موقع إكس إن 93 شخصاً اعتُلقوا لاتهامهم بالتعدي على ممتلكات الغير، واعتُقل شخص واحد لاتهامه بالاعتداء بسلاح فتاك. ولم ترصد تقارير وقوع إصابات.
جامعة تركية تدير قمع المظاهرات
في سياق متصل، أدانت جامعة إسطنبول استخدام الشرطة الأمريكية للقوة المفرطة تجاه الطلاب الجامعيين الذين شاركوا في الاحتجاجات المنددة بالممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة، وذلك في بيان نُشر، الخميس، على حساب الجامعة في مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "التزام الصمت يعني الشراكة".
أوضح البيان أن نحو 35 ألف شخص بريء فقدوا أرواحهم حتى الآن في "الإبادة الجماعية" المستمرة في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما أضاف أن المدنيين وخاصة الأطفال والنساء، كانوا مستهدفين في الهجمات الإسرائيلية "الوحشية"، وأن سكان غزة الذين يعيشون تحت القنابل محرومون من المساعدات الإنسانية.
ولفت البيان إلى استهداف القوات الإسرائيلية المستشفيات وأماكن العبادة والمنشآت المدنية وقوافل المساعدات الإنسانية.
كذلك، شدد على أن المجتمعات ذات الضمير الحي والتي ترى "الإبادة الجماعية" في غزة تتجلى أمام أعين العالم، تقف إلى جانب فلسطين ضد هذا الظلم.
وتابع البيان: "في بعض البلدان التي تعتبر نفسها مهد 'حقوق الإنسان والديمقراطية'، يتم قمع كل صوت يرتفع ضد الإبادة الجماعية".
وأردف: "ففي الولايات المتحدة تحاول إدارات جامعات هارفارد وكولومبيا وييل ونيويورك منع الاحتجاجات المطالبة بوقف إطلاق النار (بغزة) وتحاول إسكات الطلاب الذين يرفعون أصواتهم بالتهديد والضغوط".
يشار إلى أنه في 18 أبريل/نيسان الجاري، بدأ طلاب مؤيدون للفلسطينيين في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة اعتصاماً في حديقة الحرم الجامعي؛ احتجاجاً على الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين و"الإبادة الجماعية" في غزة، وتم اعتقال 108 طلاب خلال المظاهرات.
وفي وقت لاحق امتدت مظاهرات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين إلى جامعات رائدة أخرى في الولايات المتحدة، مثل جامعات نيويورك وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".