اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء 23 أبريل/نيسان 2024، أنه استخرج بالفعل جثثاً من مجمع ناصر الطبي في غزة، وزعم أنه فعل ذلك في محاولة للعثور على "رهائن احتجزتهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023″، في الوقت الذي عبرت فيه الأمم المتحدة عن "ذعرها" من التقارير القادمة من غزة.
وادعى جيش الاحتلال، في بيان له، أن "الادعاء بأن الجيش الإسرائيلي دفن جثث فلسطينيين لا أساس له من الصحة"، وزاد يقول إن "قواته أعادت الجثث إلى مكان دفنها بعد فحصها".
ثم أضاف أنه "جرت عملية الفحص بعناية وبشكل حصري في مواقع أشارت المخابرات إلى احتمال وجود رهائن فيها، وتم الفحص بطريقة لائقة تحفظ كرامة الموتى".
مقرر أممي: نشعر بالذعر
في سياق متصل، قالت متحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الثلاثاء، إنه "شعر بالذعر" من تدمير مستشفيي ناصر والشفاء في قطاع غزة والتقارير عن وجود مقابر جماعية هناك بها مئات الجثث.
وأعلنت السلطات الفلسطينية العثور على عشرات الجثث في مقابر جماعية في مستشفى ناصر بخان يونس هذا الأسبوع بعد انسحاب قوات الاحتلال منه. كما وردت أنباء عن العثور على جثث في مستشفى الشفاء بعد عملية للقوات الخاصة الإسرائيلية.
رافينا شامداساني، المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، قالت بهذا الخصوص: "نستشعر ضرورة دقّ ناقوس الخطر لأن من الجليّ أنه تم العثور على العديد من الجثث"، مضيفة أن تورك قال إنه شعر بالذعر بعد الإبلاغ عن اكتشاف المقابر الجماعية وتدمير المستشفيين.
ثم تابعت قائلة: "بعضها مقيد اليدين، وهو ما يشير بالطبع إلى انتهاكات جسيمة لقانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ويتعين إجراء المزيد من التحقيقات بخصوص تلك (الانتهاكات)".
تحقيق أممي
كما أشارت إلى أن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يعمل على التحقق من صحة تقارير المسؤولين الفلسطينيين التي تفيد بالعثور على 283 جثة في مستشفى ناصر و30 جثة في الشفاء.
بحسب تلك التقارير، فإن الجثث دُفنت تحت أكوام من النفايات وكان من بينها نساء ومُسنون.
من جانها، قالت خدمة الدفاع المدني في غزة، الثلاثاء، إنه تم العثور على 310 جثث في مقبرة جماعية واحدة في ناصر حتى الآن، كما تم التعرف على مقبرتين أخريين، لكن لم يتم استخراج الجثث منهما بعد.
كذلك، ندّد تورك، في كلمة أمام الأمم المتحدة ألقتها شامداساني نيابة عنه، بالضربات الإسرائيلية على غزة في الأيام القليلة الماضية والتي قال إن معظم قتلاها من النساء والأطفال.
وقالت شامداساني إن مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة تلقت تقارير تفيد بأن بعض الضحايا في نور شمس قُتلوا في عمليات إعدام خارج نطاق القضاء على ما يبدو.
تحذير من جرائم أخرى في رفح
إلى جانب ذلك، أدان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الغارات الإسرائيلية على رفح جنوب قطاع غزة، قائلاً إن مقتل نساء وأطفال في المدينة "أمر يتجاوز الحرب".
مساء السبت 20 أبريل/نيسان 2024، نفذ الاحتلال غارتين جويتين على منزلين أحدهما شرق رفح والآخر وسطها، ما أسفر عن مقتل 24 شخصاً غالبيتهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية.
وأوضح تورك في بيان، أن العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة في رفح "ستؤدي إلى مزيد من الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وإلى مزيد من الجرائم الفظيعة التي سيحاسب المسؤولون عنها"، وفق ما نشره موقع "أخبار الأمم المتحدة".
وأضاف تورك: "مشاهد الطفلة خديجة (ولدت قبل تمام فترة الحمل) وهي تُخرج من رحم أمها المحتضرة، ومنزلين متجاورين حيث قتل 15 طفلاً و5 نساء (في رفح)، أمر يتجاوز الحرب".
وأكد المفوض الأممي السامي أن "قادة العالم متحدون بشأن ضرورة حماية السكان المدنيين المحاصرين في رفح".
وأردف: "كل عشر دقائق يقتل أو يُجرح طفل (في قطاع غزة)، إنهم محميون بموجب قوانين الحرب، ومع ذلك فهم من يدفعون الثمن النهائي في هذه الحرب بشكل غير متناسب".
يأتي ذلك بالتزامن مع مرور 200 على شن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت نحو 112 ألفاً بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة ودماراً هائلاً، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فوراً، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.