نية واشنطن فرض عقوبات على وحدة عسكرية إسرائيلية تثير جنون تل أبيب: جنون مطلق وتدنٍّ أخلاقي 

عربي بوست
تم النشر: 2024/04/20 الساعة 22:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/04/20 الساعة 22:30 بتوقيت غرينتش
رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو/ رويترز

أثارت تقارير أشارت إلى نية واشنطن فرض عقوبات على وحدة عسكرية في جيش الاحتلال جنون تل أبيب، حيث هاجمها "بشدة" رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء آخرون ووصفوها بـ"التدني الأخلاقي"، في الوقت الذي أعلن فيه "مجلس النواب الأمريكي" موافقته على دعم عسكري ضخم للاحتلال لاستمرار حربه على قطاع غزة. 

ومن المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة خلال أيام عن عقوبات ضد كتيبة بالجيش الإسرائيلي، وذلك في سابقة تعد أول مرة على الإطلاق في تاريخ العلاقات بين واشنطن وتل أبيب. 

رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو هاجم هذا القرار المفترض قائلاً: "في الوقت الذي يقاتل فيه جنودنا وحوش الإرهاب، فإن نية فرض عقوبات على وحدة من الجيش الإسرائيلي هي قمة السخافة وتدنٍّ أخلاقي".

فيما قال وزير المالية بتسلئيل سموتريش: "إن قرار فرض عقوبات أمريكية على الجيش بينما تقاتل إسرائيل من أجل وجودها هو جنون مطلق. لقد حذرنا من أن العقوبات التي تفرضها إدارة بايدن ضد المستوطنين ستستمر بالنسبة للجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل بأكملها، وهذا جزء من خطوة مخططة لإجبار دولة إسرائيل على الموافقة على إقامة دولة فلسطينية والتخلي عن أمن إسرائيل".

فيما خاطب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وزير الجيش غالانت قائلاً إنه "يتوقع عدم الخضوع للإملاءات الأمريكية. يجب دعم هذه الكتيبة بالكامل. إذا لم يكن هناك أحد في الوزارة لدعم الكتيبة كما هو مطلوب، سأفعل ذلك".

مساعدات ضخمة 

في نفس الوقت وعلى النقيض من الهجمة التي شنها وزراء الاحتلال على واشنطن، رحبت واشنطن بتصويت مجلس النواب الأمريكي، لصالح تحويل حزمة مساعدات عسكرية لها بقيمة تزيد عن 26 مليار دولار.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تدوينة على إكس: "وافق الكونغرس الأمريكي بأغلبية ساحقة على مشروع قانون المساعدات الذي حظي بتقدير كبير".

واعتبر نتنياهو، ذلك بأنه "يُظهر الدعم القوي من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) لإسرائيل والدفاع عن الحضارة الغربية. شكراً لكم أيها الأصدقاء، شكراً لأمريكا".

كما اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن التصويت على حزمة المساعدات بدعم ساحق من الحزبين يثبت العلاقات القوية والشراكة الاستراتيجية بين تل أبيب وواشنطن "ويرسل رسالة قوية إلى أعدائنا". 

فيما قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ: "عندما تكون الولايات المتحدة قوية، تصبح إسرائيل أقوى؛ وعندما تكون إسرائيل قوية، تصبح الولايات المتحدة أكثر أمناً".

وفي وقت سابق من مساء السبت، وافق مجلس النواب الأمريكي، على حزمة مساعدات بقيمة 26.4 مليار دولار لإسرائيل بأغلبية 366 صوتاً مقابل 58.

وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن حصة المساعدات لإسرائيل، سيتم استخدامها من بين أمور أخرى، لتجديد أنظمة الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود"، وشراء أنظمة أسلحة متقدمة، و"تحسين إنتاج وتطوير المدفعية والذخيرة".

الاحتلال يكشف عدد القتلى والمصابين في صفوف قواته منذ بدء حرب غزة
جنود من جيش لاحتلال الإسرائيلي في غزة/رويترز

العقوبات على الكتيبة 

وكشفت تقارير صحفية إنه من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة خلال أيام عن عقوبات ضد كتيبة بالجيش الإسرائيلي، بسبب انتهاكها حقوق الفلسطينيين بالضفة الغربية.

جاء ذلك وفق ما نقله، السبت، باراك رافيد المراسل الدبلوماسي لموقع "واللا" عن ثلاثة مصادر أمريكية لم يسمها.

وبحسب المصادر، من المتوقع أن يعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال الأيام المقبلة عن "عقوبات ضد كتيبة نيتسح يهودا الإسرائيلية، على خلفية انتهاك حقوق الإنسان في الضفة".

وستكون هذه المرة الأولى على الإطلاق التي تفرض فيها الإدارة الأمريكية عقوبات على وحدة عسكرية إسرائيلية بسبب أنشطتها في الضفة، وفق المصدر ذاته.

وذكرت المصادر أن العقوبات "ستمنع نقل مساعدات عسكرية أمريكية إلى كتيبة نيتسح يهودا، وستمنع جنودها وضباطها من المشاركة في التدريبات مع الجيش الأمريكي، أو المشاركة في أنشطة تتلقى تمويلاً أمريكيا".

وبحسب الموقع العبري: "تستند العقوبات إلى قانون أصدره السيناتور الديمقراطي السابق باتريك ليهي، عام 1997 يحظر تقديم الجيش الأمريكي المساعدات العسكرية أو التدريب مع قوات أمن أو جيش أو شرطة تتوفر عنها معلومات موثوقة حول انتهاكات حقوق الإنسان".

ونقل الموقع عن "مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قوله: إن قرار بلينكن يستند إلى أحداث وقعت قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في الضفة الغربية".

وذكر أحد المصادر أن بلينكن "قرر عدم فرض عقوبات على عدة وحدات إضافية في الجيش والشرطة الإسرائيلية كانت قيد الفحص؛ لأنها قامت بتصحيح سلوكها".

وتم إنشاء كتيبة "نيتسح يهودا" عام 1999 كوحدة عسكرية خاصة لليهود المتشددين (الحريديم)، حيث جميع الجنود والضباط من الرجال.

وفي سبتمبر/أيلول 2022، أفاد المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية عاموس هرئيل، أن وزارة الخارجية الأمريكية بدأت إجراء فحص لكتيبة "نيتسح يهودا" في أعقاب عدة حوادث تورط فيها جنود من الكتيبة في أعمال عنف ضد المدنيين الفلسطينيين.

ومن هذه الحوادث، الواقعة التي توفي فيها المسن عمر أسعد، وهو فلسطيني أمريكي (80 عاماً)، في يناير/كانون الثاني 2022.

واعتقل الشيخ أسعد في قريته القريبة من رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة عند نقطة تفتيش مفاجئة أقامها جنود من "نيتسح يهودا"، وقاموا بتكبيل يديه وتكميم فمه وتركوه على الأرض في منتصف الليل داخل مبنى قيد الإنشاء. وبعد ساعات قليلة تم العثور عليه ميتاً.

وبعد التحقيق في الحادث، ذكر الجيش الإسرائيلي أنه كان هناك "فشل أخلاقي للقوة وخطأ في التقدير، مع الإضرار البالغ بقيمة الكرامة الإنسانية".

وفي أعقاب الحادثة، تم توبيخ قائد كتيبة "نيتسح يهودا" وتم طرد قائد السرية وقائد فصيلة الجنود على الفور. وأُغلق التحقيق الجنائي الذي فُتح ضد الجنود دون محاكمة، بحسب "واللا".

تحميل المزيد