أثار فيديو تداوله ناشطون جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الأحد 21 أبريل/نيسان 2024، بعد أن أظهر نائباً في الكونغرس يحذر من أن يلحق بجامعة كولومبيا لعنة الرب بسبب المظاهرات التي نظمها طلابها دعماً لقطاع غزة، ورفضاً للدعم الأمريكي اللامحدود للحرب الإسرائيلية.
وأظهر الفيديو النائب الجمهوري ريك إلين يتحدث ضمن جلسة مساءلة لرئيس جامعة كولومبيا مينوش شفيق قبل أيام قليلة من قرارها السماح للشرطة باقتحام مبنى الجامعة وقمع احتجاج الطلاب واعتقال أكثر من 100 منهم، وهو ما أثار ضجة واحتجاجاً واسعاً.
حيث وجه النائب الجمهوري سؤاله لرئيسة الجامعة والتي تنحدر من أصول مصرية: "هل تريدين أن يلعن الله جامعة كولومبيا؟".
وقال إلين، بحسب الفيديو: "لقد كان العهد الذي قطعه الله مع إبراهيم، وكان هذا العهد واضحاً جداً: إذا باركت إسرائيل أباركك، وإذا لعنت إسرائيل ألعنك، هل تريد أن يلعن الله جامعة كولومبيا؟" أجابت شفيق: "أكيد لا".
حيث قال أحد المغردين: "لا أصدق أنه وصل النقاش إلى هذا الحد في أمريكا"، فيما قال آخر: "لا أصدق أن هذه طريقة تفكير شخص سياسي".
فيما أشار مغرد آخر إلى أن لجنة "إيباك"، اللوبي الإسرائيلي في أمريكا هي الممول الرئيسي لحملة النائب الانتخابية.
وانتقد ناشط آخر ازدواجية المعايير في وسائل الإعلام الغربية، إذ يعتبر استخدام النصوص الدينية في القضايا السياسية تطرفاً وتعصباً خارج الدول الأوروبية والغربية بشكل عام، أما في الغرب فهو أمر طبيعي.
وجلست شفيق للمساءلة أمام الكونغرس في وقت سابق من هذا الأسبوع، احتجاجاً على المظاهرات والاحتجاجات التي ينظمها الطلاب في حرم الجامعة ضد الحرب على قطاع غزة، والتي يرى النواب أنها تزيد معاداة السامية.
وبدت مينوش شفيق، رئيسة جامعة كولومبيا، محاصرة وغير متأكدة عندما هاجمها أعضاء الكونغرس الواحد تلو الآخر بسبب تقاعس مؤسستها المفترض عن منعها من التحول إلى ما أطلق عليه البعض "مرتعاً لمعاداة السامية والكراهية".
كانت جلسة الاستماع بمثابة تكرار للاستجواب السابق الذي أجرته اللجنة لرؤساء ثلاث جامعات النخبة الأخرى، هارفارد، وجامعة بنسلفانيا، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأدت جلسة الاستماع تلك إلى استقالة رئيسة جامعة بنسلفانيا، إليزابيث ماجيل، بعد أن قدمت ما اعتبر إجابات مفرطة في الشرعية على أسئلة محددة من ستيفانيك حول ما إذا كانت قواعد مؤسستها بشأن حرية التعبير تسمح بشعارات يفسرها أنصار إسرائيل على أنها دعوة للإبادة الجماعية.
احتجاج ضد رئيسة الجامعة
من جانبه، أصدر فرعا كولومبيا وبارنارد التابعان للرابطة الأمريكية لأساتذة الجامعات بياناً مشتركاً يدين قمع رئيس جامعة كولومبيا المصرية الأصل نعمت مينوش شفيق للاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين.
وأقام الطلاب ما يقرب من 60 خيمة في الحديقة الجنوبية للحرم الجامعي في الساعات الأولى من الأربعاء. تم تنظيم المخيم من قبل جامعة كولومبيا لنزع الفصل العنصري، وطلاب من أجل العدالة في فلسطين، والصوت اليهودي من أجل السلام. وقد أوقفت الجامعة عمل المنظمتين الأخيرتين في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 مما دفع بدوره جماعات الحقوق المدنية إلى رفع دعوى قضائية ضد الجامعة بسبب تصرفاتها "الانتقامية" و"المستهدفة".
تم إنشاء الخيام، التي كان الكثير منها مغطى بلافتات كتب عليها "المنطقة المحررة" و"القنابل الإسرائيلية، كولومبيا تدفع"، لحث الجامعة على التخلي عن علاقاتها مع إسرائيل.
رداً على ذلك، أذنت شفيق لقسم شرطة نيويورك بتفكيك المعسكرات، مدعية أنها "تشكل خطراً واضحاً وقائماً على الأداء الجوهري للجامعة". واعتقلت الشرطة أكثر من 100 طالب.
وفي الوقت نفسه، قال رئيس دورية شرطة نيويورك، جون تشيل، إن الجامعة حددت "الخطر الواضح والقائم"، مضيفاً: "لوضع هذا في الاعتبار، كان الطلاب الذين تم القبض عليهم مسالمين، ولم يُبدوا أي مقاومة على الإطلاق، وكانوا يقولون ما يقولونه"، حسبما ذكرت صحيفة كولومبيا سبكتاتور.
وأدان البيان استدعاء شفيق للشرطة، واصفة إياه بأنه "انتهاك صارخ لقواعد الحكم المشترك". بالإضافة إلى ذلك، أشارت الفصول إلى النظام الأساسي للجامعة، الذي يتطلب "التشاور" مع اللجنة التنفيذية لمجلس الشيوخ بالجامعة "قبل السماح بأي شيء جذري مثل هجوم الأمس".
يُذكر أنه منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 واجهت الجامعات الأمريكية قيوداً حول حدود حرية التعبير مع تصاعد التوترات بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، فضلاً عن المضايقات التي يتعرض لها الطلاب المسلمون واليهود.
كذلك فقد واجهت جامعة جنوب كاليفورنيا قبل أيام احتجاجات من قِبل مئات الطلاب، بعد أن ألغت الجامعة خطاب التخرج للطالبة المسلمة أسنا تبسم، التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دعماً لفلسطين. وفي شمال كاليفورنيا، لا تزال التوترات مرتفعة في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، بعد أن انتقد الطلاب المؤيدون للفلسطينيين إسرائيلَ في حفل عشاء استضافه عميد كلية الحقوق في بيركلي، إروين تشيميرينسكي، الذي يصف نفسه بأنه مناصر للصهيونية ومدافع عن حرية التعبير.
يُذكر أن ما لا يقل عن 34 ألف فلسطيني استشهدوا في الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل ضد حماس في أعقاب الهجوم الذي شنته في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.