يواجه قائد شرطة العاصمة البريطانية لندن، مارك رولي، مطالبات بالاستقالة بسبب تساهل الشرطة مع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، وطالبت حملة ضد معاداة السامية ووزيرة الداخلية البريطانية السابقة سويلا برافرمان، السير مارك رولي بالتنحي أو إقالته، متهمين إياه بـ"تشجيع معاداة السامية"، وفقاً لوكالة "بي إيه ميديا" البريطانية.
في مقالة افتتاحية في صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية طالبت برافرمان "رولي" بالاستقالة، قائلة إن الأشخاص الذين كانوا معادين للسامية بشكل صارخ كان يجري التلويح لهم من قِبَل الشرطة.
داعمون لإسرائيل يشنون حملة على قائد شرطة لندن
وقال الرئيس التنفيذي لهيئة الطيران المدني، جدعون فالتر، في بيان: "لقد شاهد العنصريون والمتطرفون جمود شرطة العاصمة تحت قيادة مارك مبرراً للاستمرار في التظاهر، وتشجعوا بسبب تقاعسه عن التحرك في اللحظة التي كان ينبغي أن يشير فيها إلى تجديد العزم على القضاء على هذا الإجرام".
وأضاف: "إن ما فعلته شرطة العاصمة -تحت قيادة مارك- للجالية اليهودية على مدار 6 أشهر أمر لا يغتفر على الإطلاق، وقد حان الوقت لرحيله"، وهي التفاصيل نفسها الذي نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير يوم الأحد 21 أبريل/نيسان 2024.
كما انتقدت شخصيات أخرى بمن فيهم نائب رئيس الوزراء البريطاني أوليفر دودن بشدة شرطة العاصمة، لكنها لم تصل إلى حد القول إن رولي يجب أن يرحل.
ومن جانبه، قال رولي إن كل فرد في شرطة العاصمة عازم على ضمان أن تكون لندن مدينة يشعر فيها الجميع بالأمان، مضيفاً: "إننا نتفهم تماماً مدى الخطر الذي يشعر به اليهود والمسلمون في لندن منذ الهجمات على إسرائيل".
وفي وقت سابق، شدد رولي على التزام الشرطة بإنفاذ القانون البريطاني، والذي يسمح بحرية الاحتجاج، مشيراً إلى أن قرار حظر المظاهرات يتطلب تهديداً حقيقياً بوقوع أعمال شغب.
في سياق موازٍ، دعا عمدة لندن، صادق خان، الجمعة، رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، والرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى استخدام نفوذهما لوقف إراقة الدماء في غزة.
دعوة خان جاءت في فعالية أقيمت بميدان ترافلغار الشهير بالعاصمة البريطانية، وشهدت إقامة منصات لبيع الأطعمة والهدايا التذكارية من دول إسلامية والتعريف بثقافاتها.
وفي كلمته أمام آلاف الأشخاص المتجمعين في الميدان، قال صادق خان، المضيف لهذا الحدث: "لقد كان رمضان هذا العام صعباً للغاية بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة ومعاداة المسلمين (الإسلاموفوبيا) والدمار في غزة". ولفت إلى مقتل نحو 34 ألف شخص، بينهم 14 ألف طفل في غزة على مدار 6 أشهر.
وقال خان: "نريد إطلاق سراح الأسرى ووقف إراقة الدماء. نريد وقف إطلاق النار. نريد وقف بيع الأسلحة لإسرائيل. ونقول لرئيس الوزراء ريشي سوناك والرئيس جو بايدن، استخدما نفوذكما لوقف الوفيات".
وأشار إلى استضافة ميدان ترافلغار منتسبي العديد من المعتقدات خلال احتفالات عيد الفطر، قائلاً: "نحن لا نتسامح مع المعتقدات في هذه المدينة الكبيرة فحسب، نحن نحترمهم ونتقبلهم".
وحذر خان من لجوء بعض الأطراف، التي لم يسمّها، إلى السعي وراء تقسيم المجتمعات، وقال: "إنهم يحاولون تأليب المسلمين ضد اليهود، والهندوس ضد السيخ. العيد في الساحة أفضل لقاح وأفضل ترياق ضد كل هذه الكراهية".
في حين تواصل إسرائيل الحرب على قطاع غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".