تحمل زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا السبت 20 أبريل/نيسان 2024، ولقاؤه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته هاكان فيدان دلالات عدة، لا سيما من أجل التنسيق لزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتركيا في المستقبل القريب، والتي تعد هي الأولى له منذ تقلده المنصب عام 2014.
ففي الساعات الأولى من صباح الإثنين وصل شكري لتركيا وأجرى محادثات مع نظيره فيدان في مكتب وزارة الخارجية التركية في مدينة إسطنبول.
جدول زيارة السيسي
المحادثات رغم أنها ناقشت عدداً من القضايا الإقليمية لا سيما التي تتعلق بالحرب في قطاع غزة، والوضع في ليبيا ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، إلا أنها تناولت الاستعدادات لعقد الاجتماع رفيع المستوى لمجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، والذي سيعقد بمشاركة الرئيسين، التركي رجب طيب أردوغان، والمصري عبد الفتاح السيسي.
وخلال مؤتمر صحفي بينهما، قال فيدان، إن زيارة الرئيس المصري لتركيا، كانت ضمن جدول الأعمال، مشدداً على أن التجارة والاقتصاد يشكلان إحدى أقوى موضوعات التعاون التركي مع مصر. بينما لفت شكري إلى أن مصر "تهدف إلى الارتقاء بالعلاقات السياسية مع تركيا، بما ينعكس بشكل إيجابي على كل المنطقة".
لقاء شكري بـ"أردوغان"
وبعد اللقاء الوزاري، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سامح شكري، وعقد لقاء مغلقاً بين الجانبين في قصر "دولمة بهتشه" في إسطنبول.
اللقاء حضره من الجانب التركي وزير الخارجية هاكان فيدان، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، ورئيس دائرة الاتصال فخر الدين ألطون، وكبير مستشاري الرئيس للسياسة الخارجية والأمن عاكف تشاغاتاي قيليج.
العلاقات المصرية التركية
وشهدت العلاقات المصرية – التركية خلال الأشهر الماضية اتجاهاً متصاعداً نحو التطبيع، بعد عقد كامل من الانقطاع والتوتر، إثر رفض أنقرة للإطاحة بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي.
وتصاعد التوتر بين البلدين حتى أوشك على مواجهة عسكرية مباشرة في ليبيا إثر تدخل تركيا لمنع سقوط العاصمة طرابلس في يد اللواء المتقاعد خليفة حفتر المدعوم مصرياً وإماراتياً، بالإضافة إلى خلاف آخر يتعلق بملف النفط والغاز في البحر المتوسط، وسعي كل من الدولتين للحصول على حصتيهما من تلك الثروات.
لكن تسارع مسار العلاقات بين أنقرة والقاهرة منذ مصافحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح المونديال في قطر عام 2022.
وأعلن البلدان في يوليو/تموز الماضي، ترفيع العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى مستوى السفراء، والتقى رئيسا البلدين مرتين خلال العام الماضي على هامش أحداث دولية، كما التقى وزراء ومسؤولون بارزون في البلدين مرات عدة.
كما استقبل السيسي، أردوغان، في القاهرة في فبراير/شباط الماضي، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من 11 عاماً، قال عنها السيسي إنها تفتح صفحة جديدة بين بلدينا بما يثري علاقاتنا الثنائية، ويضعها على مسارها الصحيح. ومن المنتظر أن يزور الرئيس المصري تركيا قريباً تلبية لدعوة أردوغان.