تداول عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الجمعة 19 أبريل/نيسان 2024، مقطع فيديو يظهر مقاتلي كتائب الشهيد أبو عـلي مصطفى وهم يرتدون قميص فريق الزمالك المصري لكرة القدم، أثناء قصفهم حشوداً لجيش الاحتلال وسط غزة.
وحظي مقطع الفيديو الذي بثته الكتائب بمشاركة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في مصر، وأنصار الفريق العريق، فيما اعتبر عدد من أنصار النادي بأن ارتداء أفراد المقامين لقميص النادي هو "شرف للزمالك".
دعم جماهير الزمالك لغزة
يأتي هذا المقطع بعد أسابيع من تعبير جماهير الزمالك المصري عن دعمها الكبير لغزة، ومعارضتها تعاقد إدارة النادي مع شركة كوكا كولا، لدعمها الاحتلال.
فقد أشعلت جماهير فريق الزمالك المصري المدرجات بهتافاتهم ضد شركة "كوكا كولا"، وذلك خلال مباراة نهائي السوبر المصري للكرة الطائرة رجال مع الأهلي، الثلاثاء 27 فبراير/شباط 2024، وهو ما لاقى أيضاً تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وخصت جماهير الفريق المصري شركة كوكا كولا بالهتافات بسبب تقارير تحدثت عن قرب اتفاق رعاية تقدمه الشركة للفريق، في الوقت الذي تواجه فيه منتجات كوكا كولا مقاطعة شعبية واسعة في مصر، ودول عربية وعالمية، لدعمها الاحتلال الإسرائيلي الذي يشن حربه على قطاع غزة للشهر الخامس على التوالي.
وامتلأت الصالة بهتاف الجمهور: "مشروب الدم مش عايزين، في المقاطعة مكملين".
ماذا نعرف عن كتائب الشهيد أبو علي مصطفى؟
تعتبر كتائب الشهيد أبو علي مصطفى واحدةً من بين أبرز الحركات المسلحة في قطاع غزة، التي تلعب دوراً مهماً في عمليات المقاومة المستمرة، لمنع التوسّع الإسرائيلي واسترجاع الأراضي المحتلة.
وقد كانت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى حاضرة بشكل بارز في الحرب الأخيرة التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة، من خلال تنفيذها عدة عمليات، استهدفت مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية، من بينها استهداف مستوطنة "كيسوفيم" برشقة صاروخية مكثفة بتاريخ ديسمبر/كانون الأول 2023.
كانت بداية ظهور كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مع انطلاق انتفاضة الأقصى سنة 2000.
وقد كانت تُعرف في البداية باسم "قوات المقاومة الشعبية"، إلى حدود سنة 2001، عندما استشهد الأمين العام للحركة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتم تغييره تخليداً لذكراه.
ينشط الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وقد عرفت الحركة بأنها ذات توجه يساري راديكالي.
كانت بداية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سنة 1967، مع أحداث حرب الأيام الستة، إذ تأسست على يد السياسي والطبيب الفلسطيني مسيحي الديانة جورج حبش.
وقد كان لها عدة أنشطة بارزة في إطار المقاومة، من بينها اختطاف طائرات تابعة للاحتلال، والمشاركة في الانتفاضات الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
نشاط الجناح العسكري بدأ مع بداية الانتفاضة سنة 2000، من خلال تنظيم عمليات مختلفة، من بينها تفجير العبوات الناسفة، واستهداف دوريات ومستوطنات تابعة للاحتلال، ومهاجمة الحواجز العسكرية كذلك.
كما أن كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، كانت من بين المعترضين على اتفاقية أوسلو، التي وقعها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ورئيس وزراء دولة الاحتلال السابق إسحاق رابين سنة 1993.
فيما كانت أول من يطلق قذائف هاون من قطاع غزة على قوات الجيش الإسرائيلي، وذلك خلال سنة 2001، وهي السنة التي نظموا خلالها عملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي في فندق بالأراضي المحتلة، رداً على اغتيال المُحتل الأمين العام للحركة.
العلاقة المتوترة مع السلطة الفلسطينية
بعد عملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي، اعتقلت السلطات الفلسطينية العديد من قادة الجبهة الشعبية وجناحها العسكري، من بينها الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات.
وقد أصبحت العلاقة بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وجناحها العسكري، مع السلطات الفلسطينية جد متوترة، بعد الدخول في اصطدامات عديدة، من بينها رفضها الالتزام بالهدنة مع دولة الاحتلال التي فرضتها على فصائل المقاومة.
وتنظيمها عملية تفجير سيارة مفخخة أمام مقر لجنة الارتباط الفلسطينية الإسرائيلية شمال قطاع غزة سنة 2002.
ثم الدخول في الاشتباكات بين الجبهة العسكرية وقوات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية سنة 2006، عقب اعتقال الأمين العام للحركة في سجن أريحا.
كما شاركت في حرب غزة من خلال إطلاق 186 صاروخاً على عدة مواقع خاصة بالجيش الإسرائيلي سنة 2012.
وبرزت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى بشكل كبير خلال السنوات العشر الأخيرة من خلال تنظيماتها التي كانت تستهدف مواقع مختلفة تابعة للاحتلال الإسرائيلي.
إذ تبنت عملية اقتحام المعبد الديني اليهودي "هارنوف" في القدس، نهاية سنة 2014، وقامت بقتل أربعة مستوطنين من بينهم رجل أمن وحاخام، وأصابت تسعة آخرين، أربعة منهم كانوا في حالة خطرة.
كما نفذت عدة عمليات أخرى تم الحديث عنها بشكل موسع عبر وسائل الإعلام، وهي عملية مستوطنة عوفر سنة 2017، ومستوطنة آريل سنة 2019، وعين بوبين لنفس السنة، ثم مستوطنة حوارة في 2023.
وكانت كتائب الشهيد أبو علي حاضرة خلال الحرب الحالية على غزة، من خلال عدة عمليات، من بينها عملية إطلاق النار في القدس المحتلة، وعمليات إطلاق رشقات صاروخية على جيش الاحتلال بعد "طوفان الأقصى".