أوقفت السلطات الأمريكية أكثر من 100 طالب، خلال احتجاج نظموه في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة. وذكرت قناة "سي إن إن"، الجمعة 19 أبريل/نيسان 2024، أن قسم شرطة نيويورك حذّر الطلاب من توقيف كل من يرفض إنهاء الاحتجاج.
وذكرت أن الشرطة أوقفت أكثر من 100 طالب رفضوا فض التظاهرة التي نظموها احتجاجاً على "الإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وتنديداً بالاستثمارات المالية في الشركات المستفيدة من احتلال فلسطين.
اعتقال 100 طالب في جامعة كولومبيا
في حين صرّحت رئيس الجامعة مينوش شفيق أن الاحتجاج "يشكل تهديداً" على عمل الجامعة، وطلب المساعدة من الشرطة لتفريق المحتجين.
وقالت كذلك ، نعمت مينوش شفيق، رئيسة جامعة كولومبيا في نيويورك، في بيان نشرته على موقع الجامعة الرسمي: "هذا الصباح، كان عليّ أن أتخذ قراراً كنت أتمنى ألا يكون ضرورياً أبداً. من منطلق القلق الشديد على سلامة حرم جامعة كولومبيا، فقد أذنت لقسم شرطة نيويورك بالبدء في إخلاء المخيم من الحرم الجامعي الجنوبي في مورنينغسايد الذي أقامه الطلاب في الساعات الأولى من صباح الأربعاء".
أضافت شفيق في البيان الرسمي: "لقد اتخذت هذه الخطوة الاستثنائية لأن هذه ظروف استثنائية. انتهك الأفراد الذين أقاموا المعسكر قائمة طويلة من القواعد والسياسات. من خلال المحادثات المباشرة والكتابية، قدمت الجامعة إشعارات متعددة بهذه الانتهاكات، بما في ذلك تحذير كتابي في الساعة 7:15 مساءً. يوم الأربعاء تم إخطار الطلاب الذين بقوا في المخيم حتى الساعة 9:00 مساءً بأنهم سيواجهون الإيقاف على ذمة التحقيق. وحاولنا أيضاً من خلال عدد من القنوات التعامل مع مخاوفهم، وعرضنا مواصلة المناقشات إذا وافقوا على التفرق".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة خلفت أكثر من 110 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
التحقيق مع رئيسة جامعة كولومبيا
جدير بالذكر أن قرار نعمت شفيق بالسماح للشرطة بفض معسكر الطلاب المتضامنين مع غزة، كان بعد يوم واحد من اجتماع لجنة من الكونغرس مع رئيسة جامعة كولومبيا نعمات "مينوش" شفيق للتحقيق معها بشأن مزاعم بأنها فشلت في حماية الطلاب والموظفين من تصاعد معاداة السامية في الجامعة.
إذ إن الجامعة واحدة من العديد من مدارس النخبة في جميع أنحاء الولايات المتحدة التي ظهرت كميدان معركة للاحتجاجات والاحتجاجات المضادة، والمزاعم المتفجرة المرتبطة بالحرب الإسرائيلية على غزة، والتي استشهد فيها حوالي 34 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
في المقابل قال المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين إنهم وقعوا ضحية من قبل سلطات الجامعة، وإنهم تعرضوا لاعتداءات جسدية في بعض الحالات. واتهم آخرون سلطات الجامعة بعدم القيام بما يكفي لمواجهة معاداة السامية في الحرم الجامعي.
وسط هذه التوترات المتصاعدة، قامت لجنة تابعة للكونغرس بالتحقيق في مزاعم بأن الجامعات فشلت في حماية الطلاب من معاداة السامية، في حين أن المخاطر كبيرة بالنسبة لشفيق، فهي أول سيدة يتم تعيينها رئيسة للجامعة، وقد تم تعيينها في عام 2023. واتهمت فيرجينيا فوكس، رئيسة اللجنة الجمهورية، جامعة كولومبيا بارتكاب "بعض أسوأ حالات الاعتداءات والمضايقات والتخريب المعادية للسامية في الحرم الجامعي".
جدير بالذكر أن الخبيرة الاقتصادية نعمت شفيق، قد تولت منصب رئيس جامعة كولومبيا في عام 2023، لتصبح أول سيدة تتولى هذا المنصب في تاريخ الجامعة، وتبلغ من العمر 60 عاماً، وكانت تشغل منصب رئيس كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.
ولدت شفيق في مدينة الإسكندرية المصرية، وترأست مدرسة لندن للاقتصاد منذ عام 2017. كما شغلت مناصب في صندوق النقد الدولي وبنك إنجلترا. وفي سن 36 أصبحت شفيق أصغر نائب لرئيس البنك الدولي.