قال مسؤولون أمريكيون وسعوديون إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تسعى للتوصل إلى اتفاق تطبيع في الأشهر المقبلة بين الرياض وتل أبيب، على الرغم من الحرب التي يشنها الاحتلال على غزة منذ 6 أشهر.
بحسب صحيفة "The Wall Street Journal" الأمريكية، الخميس 18 أبريل/نيسان 2024، فإن بايدن يعتزم الضغط على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لقبول التزام جديد بإقامة دولة فلسطينية مقابل اعتراف الرياض دبلوماسياً بها.
في المقابل كذلك سيعرض البيت الأبيض على الرياض علاقة دفاعية أكثر رسمية مع واشنطن، والمساعدة في الحصول على طاقة نووية مدنية، كإغراءات للاعتراف السعودي بإسرائيل، وهي حزمة يقول المسؤولون الأمريكيون إنهم في المراحل النهائية من التفاوض عليها.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الجهود الناجحة التي بذلتها عدة دول لإسقاط الصواريخ والطائرات من دون طيار الإيرانية يجب أن توضح لإسرائيل أن أمنها ضد التهديدات القادمة من طهران يمكن تعزيزه من خلال التكامل الوثيق مع السعودية.
وتوفر هذه المناورة بالنسبة للرئيس بايدن، فرصة لتحقيق انفراجة دبلوماسية كبيرة خلال الحملة الرئاسية التي ينافسه فيها خصمه الجمهوري دونالد ترامب الذي توصل في فترة رئاسته السابقة إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب.
لكن إقناع نتنياهو بتبني محادثات بشأن إقامة دولة فلسطينية لا يزال يمثل عقبة صعبة، حيث يعارض الأعضاء اليمينيون في حكومته والكثير من الجمهور الإسرائيلي إقامة الدولة الفلسطينية.
وسبق أن قالت الرياض إن إقامة دولة فلسطينية تمثل أولوية قصوى لعقود من الزمن، وقال كبار دبلوماسييها إن إيجاد طريق لحل الدولتين هو جزء من ثمن التطبيع.
فيما قال مسؤولون سعوديون إن الرياض أشارت سراً للولايات المتحدة الآن إلى أنهم قد يقبلون تأكيدات شفهية من إسرائيل بأنها ستشارك في محادثات جديدة بشأن الدولة الفلسطينية لتأمين الأجزاء الأخرى من الصفقة التي تهم الرياض بشكل أكبر.
وقال مسؤولون سعوديون إن الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة قد يساعد إسرائيل أيضاً في استراتيجية خروج محتملة من غزة بمجرد انتهاء الصراع، وقد رسمت الولايات المتحدة خطة ما بعد الحرب التي من شأنها أن تعتمد على قوات من الدول العربية لتأمين غزة، لكن العديد من المساهمين العرب المحتملين يقولون إنهم لن يفكروا في المشاركة دون تحركات علنية من جانب إسرائيل نحو إنشاء دولة فلسطينية، من بين متطلبات أخرى.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الهدف الآخر لهذه المناقشات هو الحد من نفوذ الصين في المنطقة وزيادة عزلة إيران من خلال ربط الرياض بشكل أوثق بأقرب حليف لواشنطن في المنطقة.
وناقش بلينكن التطبيع خلال زيارة إلى جدة في 20 مارس/آذار 2024 مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وقال في اليوم التالي إن الاتفاق يبدو في متناول اليد.
وقال بلينكن: "التقدم جيد، إنه حقيقي"، مضيفاً: "لا أستطيع أن أضع إطاراً زمنياً لذلك، ولكن أعتقد أننا نقترب من النقطة التي سنتوصل فيها إلى اتفاقات".
ويقول المسؤولون العرب إن وقف إطلاق النار المؤقت في غزة من شأنه أن يسهل على السعوديين إتمام الجزء الخاص بهم من مسودة الاتفاقية التي توسطت فيها الولايات المتحدة، لكن المحادثات بشأن وقف القتال وصفقة التبادل تواجه موقفاً حرجاً.