تستعد إيران لهجوم إسرائيلي انتقامي على أراضيها أو وكلائها، حيث تضغط الولايات المتحدة والدول الأوروبية على إسرائيل من أجل رد يتجنب تصعيد التوترات الناجمة عن هجوم طهران الصاروخي والطائرات بدون طيار في ليلة السبت-الأحد 14 أبريل/نيسان 2024 وفق ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الخميس 18 أبريل/نيسان.
الصحيفة أشارت إلى أن إيران تجهز قواتها الجوية لتوجيه ضربات، وأن قواتها البحرية ستبدأ بمرافقة السفن التجارية الإيرانية في البحر الأحمر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ومستشارين سوريين وإيرانيين أن طهران بدأت أيضاً في إجلاء موظفيها من مواقع في سوريا؛ حيث يتواجد الحرس الثوري الإيراني بشكل كبير.
فيما أوضح مسؤولون أمنيون سوريون للصحيفة أن الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله المدعومة من إيران قلصا وجود كبار ضباطهما في سوريا، بينما ينتقل الضباط ذوو الرتب المتوسطة من مواقعهم الأصلية في البلاد.
إجراءات احترازية في سوريا
كما نقلت الصحيفة عن شخص مطلع على عمليات حزب الله، أن الجماعة كانت في حالة تأهب قصوى خلال الهجوم الإيراني ليلة السبت-الأحد 14 أبريل/نيسان، متوقعاً انتقاماً إسرائيلياً متزامناً قد يستهدف مواقع حزب الله.
وبحسب المصدر ذاته، فإن الجماعة خفضت الآن مستوى التهديد، حيث يتوقع حزب الله أن إسرائيل لن تضربه في لبنان رداً على الهجوم الإيراني.
المصدر أضاف أيضاً أنه بدلاً من ذلك، تلقى حزب الله نصيحة إيرانية باتخاذ إجراءات احترازية في سوريا، حيث يمكن لإسرائيل استهداف قواعد الحرس الثوري الإيراني ومستودعاته ومواقع حزب الله هناك.
إلى ذلك، قال مسؤولون أمنيون سوريون إن حزب الله زاد عدد مقاتليه على الحدود السورية مع إسرائيل في الأيام الأخيرة لجمع معلومات استخباراتية عن هجمات إسرائيلية محتملة على مقاتليه ومنشآته.
نتنياهو يتجاهل دعوات ضبط النفس
والأربعاء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب ستكون الدولة التي ستقرر ما إذا كانت سترد على الهجوم الجوي الإيراني الكبير وكيفية الرد عليه ، متجاهلاً دعوات ضبط النفس من الحلفاء المقربين.
وتعهدت إسرائيل بالرد على الهجوم الإيراني غير المسبوق دون أن تحدد متى أو كيف، تاركة المنطقة تستعد لمزيد من التصعيد بعد أشهر من الاضطرابات المرتبطة بالحرب المستمرة في غزة.
ويحث حلفاء تل أبيب "إسرائيل"، منذ الهجوم الإيراني، على التراجع عن أي رد قد يتصاعد. وتكررت هذه الدعوات، الأربعاء، خلال زيارات وزيرَي خارجية بريطانيا وألمانيا.
وجاءت الضغوط الدبلوماسية في الوقت الذي حذر فيه الرئيس الإيراني من أنه حتى أصغر غزو لأراضيه سيؤدي إلى رد فعل "ضخم وقاسٍ".
في غضون ذلك، تصاعدت الضربات، الأربعاء، بين إسرائيل وجماعة حزب الله، التي أطلقت وابلاً من الصواريخ والطائرات بدون طيار على شمال إسرائيل. وقال الجيش إن الهجوم أدى إلى إصابة 14 جندياً إسرائيلياً على الأقل، ستة منهم في حالة خطيرة. وقال الجيش إنه ضرب أهدافاً لحزب الله في عمق لبنان رداً على ذلك.
عقوبات جديدة على طهران
والثلاثاء، قالت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إنها ستفرض عقوبات جديدة على إيران، وعملت على تنسيق انتقاد عالمي للهجوم، بينما حثت جميع الأطراف على وقف التصعيد. وقال مسؤولون أمريكيون، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن بايدن أبلغ نتنياهو بأن واشنطن لن تشارك في أي عمل هجومي ضد إيران.
وأطلقت إيران مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل ليلة السبت-الأحد 14 أبريل/نيسان 2024؛ رداً على غارة إسرائيلية واضحة على مجمع السفارة الإيرانية في سوريا في الأول من أبريل/نيسان، والتي أسفرت عن مقتل 12 شخصاً من بينهم جنرالان إيرانيان.
وتقول إسرائيل إنها وشركاءها نجحوا في اعتراض جميع الصواريخ والطائرات بدون طيار تقريباً. وأصيبت طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات في الهجوم الذي لم يسفر عن أي وفيات أو أضرار جسيمة.
وتشن إسرائيل وإيران حرب ظل منذ عقود، لكن الضربة الأخيرة كانت أول هجوم عسكري إيراني مباشر على إسرائيل.