قالت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، مساء الإثنين 15 أبريل/نيسان 2024، إن الاحتلال يعتزم نصب 10 آلاف خيمة قرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة خلال أسبوعين، تمهيداً لاجتياح جيشه المدينة برياً، وذلك بناءً على وثيقة رسمية حصلت عليها.
القناة العبرية أضافت أن "هناك 30 ألف خيمة إضافية أخرى قيد الشراء حالياً، وسيتم نصبها في المنطقة لاحقاً".
ثم تابعت القناة: "بناءً على الجدول الزمني (لنصب تلك الخيام) يمكن القول إن الطريق لإجلاء السكان من رفح لا يزال طويلاً".
ويصر الاحتلال على اجتياح رفح بزعم أنها "المعقل الأخير لحركة حماس"، رغم تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح فيها.
خلال الحرب، أجبرت إسرائيل معظم الفلسطينيين في شمال القطاع ووسطه على النزوح إلى مدينة رفح المحاذية لمصر.
انتظار الدعم الأمريكي الكامل
في السياق، أفادت "كان" بأن الجيش الإسرائيلي كان يعتزم إلقاء منشورات على رفح من الجو هذا الأسبوع تدعو سكانها إلى إخلاء المنطقة.
وزعمت القناة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قرر في اللحظة الأخيرة تأجيل الخطوة، وتم إبلاغ وزراء مجلس الحرب بالقرار، وفق المصدر ذاته.
وأرجعت القناة تأجيل نتنياهو عملية الاجتياح البري لرفح إلى "الرغبة في الحصول على الدعم الأمريكي الكامل في ما يتعلق بالهجوم الإيراني"، في إشارة إلى إطلاق إيران مئات الصواريخ والطائرات المسيرة تجاه إسرائيل مساء السبت.
كذلك، أوضحت القناة أنه "كما هو معروف فإن الولايات المتحدة تعارض بشدةٍ العملية الإسرائيلية المخطط لها في رفح".
في وقت سابق من مساء الإثنين، أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مناقشة أمنية "حول الاستعدادات لتنفيذ العمليات المطلوبة تمهيداً لدخول القوات إلى رفح"، وفق المصدر ذاته.
وأكد غالانت خلال المناقشة، أنه "وفقاً لقرار مجلس الحرب، يجب الاستعداد لتنفيذ سلسلة من الإجراءات قبل بدء العملية البرية، في إشارة إلى إجلاء المدنيين من رفح وتوسيع الطرق لإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى قطاع غزة".
مسؤولة أممية: ستحدث مجزرة
في الجهة المقابلة، حذرت راكيل مارتي المديرة التنفيذية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في إسبانيا، الإثنين، من أنه إذا اجتاحت إسرائيل رفح "فستحدث مذبحة أكبر" من تلك الحاصلة في قطاع غزة حتى اليوم.
وقالت مارتي خلال لقائها مع نواب في برلمان منطقة إكستريمادورا ذاتية الحكم في مدينة كاسيريس بإسبانيا، إن "التهديدات الإسرائيلية تجاه رفح أكبر مخاوفنا". وأضافت: "إذا اجتاحت إسرائيل رفح فستكون هناك مذبحة أكبر من الحالية".
كما أشارت إلى الظروف غير الصحية للحياة بالخيام في رفح، وأن أكثر من 300 ألف شخص يعانون حالياً من مشاكل صحية مختلفة بسبب قطع إسرائيل المياه، واستخدام مياه ملوثة.
المسؤولة الأممية لفتت إلى أنه ليس من المتوقع وقف إطلاق النار في الوقت الحالي، وأن غزة تعتمد بشكل كامل على المساعدات الإنسانية.
وأوضحت مارتي أن الأونروا تستضيف حالياً ما يقرب من مليون شخص في مرافقها بالمنطقة، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وتابعت: "نواجه حرباً يسقط فيها أكبر عدد من الضحايا من الأطفال في العالم. فقد قُتل حتى الآن 14 ألفاً و500 طفل. إضافة إلى ذلك، قُتل ما يقرب من 600 صحفي ومتطوع في منظمات مدنية".
وذكرت أن مثل هذا الدمار الكبير لم يُشاهَد من قبل، وأن منظمتي الصحة العالمية وأطباء بلا حدود تشيران إلى أن الوفيات في المستشفيات، خاصة بين الأطفال، قد زادت أكثر من أي وقت مضى، وأردفت: "يموتون بسبب نقص الدواء والجوع".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بينات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".