قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء 16 أبريل/نيسان 2024، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والقيادة الإسرائيلية يتحملون بمفردهم المسؤولية عن أحدث تصعيد في توتر الشرق الأوسط. وأضاف خلال مؤتمر صحفي في أنقرة عقب اجتماع وزاري: "تحاول إسرائيل تفجير صراع إقليمي، وهجومها على سفارة إيران في دمشق أحدث مثال".
وتابع أن الصراعات الإقليمية الجديدة محتملة ما دامت "الوحشية والإبادة الجماعية" مستمرة في قطاع غزة، ودعا جميع الأطراف إلى التصرف بحكمة. وانتقد الغرب أيضاً لتنديده بهجوم إيران وعدم استنكاره هجوم إسرائيل على السفارة الإيرانية.
وهاجمت إيران إسرائيل بمئات من الطائرات المسيرة الملغومة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية يوم السبت، وهو هجوم توعد مسؤولون إسرائيليون بالرد عليه. ووصفت إيران هجومها بأنه رد على هجوم إسرائيلي سوّى بالأرض مبنى بمجمع سفارتها في دمشق في الأول من أبريل/نيسان 2024 وتسبب في مقتل اثنين من جنرالاتها وعدة ضباط آخرين.
أردوغان يتحدث عن الدعم التركي لغزة
في سياق متصل، أكد أردوغان أن بلاده رسّخت مكانتها بصفتها "الدولة الأكثر تقديماً للمساعدات" إلى قطاع غزة. جاء ذلك في كلمة عقب اجتماع الحكومة التركية في العاصمة أنقرة، الثلاثاء.
وقال أردوغان: "تركيا رسخت مكانتها بصفتها الدولة الأكثر تقديماً للمساعدات إلى غزة من خلال السفينة الخيرية التاسعة التي انطلقت اليوم بحمولة 3 آلاف و774 طناً".
وشدد على أن تركيا لم تسمح ببيع أي مواد إلى إسرائيل يمكن استخدامها لأغراض عسكرية "حتى قبل وقت طويل من ارتكابها للمجازر في غزة". وبيّن أردوغان أن "المنطقة حبلى بتوترات جديدة ما لم يتوقف الظلم والإبادة الجماعية في غزة".
وأشار إلى أن "صب الزيت على النار ومحاباة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستمرار لن يفيد أحداً".
عملية عسكرية في وسط قطاع غزة
يأتي ذلك في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية البرية، شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة لليوم السادس على التوالي، مع تصاعد الغارات الجوية والقصف المدفعي على مناطق متفرقة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وذكرت مصادر طبية لـ"الأناضول" أن 3 أشخاص استشهدوا وعدد آخر أصيبوا بجراح وصفت بـ"الخطيرة" جراء القصف المكثف للجيش الإسرائيلي على منطقة المخيم الجديد شمال مخيم النصيرات.
وأفادت الأناضول نقلاً عن شهود عيان، بأن الطائرات الإسرائيلية دمرت عدة أبراج سكنية واستهدفت منازل عدة للمواطنين في هذه العملية.
وبيّن شهود عيان بأن جيش الاحتلال قد كثف غاراته وقصفه المدفعي بين الفينة والأخرى على المخيم الجديد وأرض المفتي شمال مخيم النصيرات.
وأشاروا إلى أن الاشتباكات والمعارك الضارية بين عناصر من الفصائل الفلسطينية المسلحة وجيش الاحتلال الإسرائيلي مستمرة شمالي النصيرات، فيما ساندت طائرة مروحية إسرائيلية قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الاشتباكات.
وأوضح الشهود أن طائرات مسيرة أطلقت النار على نازحين قرب مدرسة المفتي في محيط مسجد خالد الخطيب غربي مخيم النصيرات، وفي محيط دوار أبو صرار والمناطق الشمالية للمخيم؛ ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد منهم.
ومنذ الخميس، ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية شمال مخيم النصيرات، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى وتدمير واسع للبنية التحتية والمنازل بتلك المنطقة، حسب مصادر رسمية فلسطينية.
وتشنّ إسرائيل منذ أكثر من 6 أشهر، حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية ودمار هائل، وهو ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".