قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير لها الإثنين 15 أبريل/نيسان 2024، إن مسؤولي وزارة الخارجية البريطانية يعقدون محادثات سرية مع قوات الدعم السريع السودانية، مشيرة إلى أن ذلك يثير مخاوف حول منحها الشرعية رغم "الجرائم التي ترتكبها في البلاد"، حسبما جاء في الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن الأنباء التي تشير إلى أن الحكومة البريطانية وقوات الدعم السريع ينخرطون في مفاوضات سرية، أثارت تحذيرات بأن مثل هذه المحادثات تحمل خطر منح الميليشيا سيئة السمعة -التي تواصل ارتكاب كثير من جرائم الحرب- طابعاً شرعياً، وفي الوقت ذاته تقويض المصداقية الأخلاقية للمملكة المتحدة في المنطقة.
وصفت جماعة حقوقية رغبة المملكة المتحدة في التفاوض مع قوات الدعم السريع بالأمر "الصادم". في ديسمبر/كانون الأول، اتهمت الولايات المتحدة القوةَ شبه العسكرية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بسبب ارتكابها مذابح واسعة النطاق وعمليات اغتصاب ضد المدنيين، وكثير ممن ارتُكبت ضدهم هذه الجرائم كانوا من قبيلة المساليت.
تأتي هذه الاكتشافات في اليوم نفسه الذي تتم فيه الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني عامها الأول، اليوم الإثنين 15 أبريل/نيسان.
تسببت هذه الفظائع التي ترتكبها المجموعة، إضافة إلى التقارير التي تفيد بارتكاب مقاتليها عمليات قتل خارج نطاق القضاء واغتصاب النساء والأطفال، في إضعاف شرعية المجموعة بين السودانيين.
المسؤولون البريطانيون لم يقابلوا حميدتي
بيد أن استجابةً بموجب قانون حرية المعلومات (FoI) البريطاني تكشف أن كبار المسؤولين في وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية (FCDO) حثوا على عقد محادثات مع قوات الدعم السريع. وكانت أحدث هذه المحادثات بين المملكة المتحدة و"الدعم السريع" في الشهر الماضي.
ذكرت استجابة قانون حرية المعلومات أن "وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث حاولت ونجحت في التواصل مع ممثلين عن قوات الدعم السريع. وقع آخر اتصالٍ يوم الأربعاء 6 مارس/آذار، عندما التقى مسؤولون من وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث ممثلين من قوات الدعم السريع".
كما أضاف المسؤولون البريطانيون أنهم حتى الآن، لم يقابلوا زعيم قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي.
"أجَّج العنف في السودان"
في السياق، قال الدكتور شاراث سرينيفاسان، المدير المشارك في مركز الحوكمة وحقوق الإنسان بجامعة كامبريدج، إنه رغم استيعابه لإغواء التحدث مع قوات الدعم السريع، فإنه نهجٌ لم يفعل شيئاً سوى أنه أجج العنف في السودان.
كما أوضح: "الحديث مع الأشخاص الذين يحملون السلاح كان جزءاً من استمرار العنف والاستبدادية في السودان على مدى العقدين الماضيين أو العقود الثلاثة الماضية. البراغماتية لم تصل بنا إلى أي مكان".
وأضاف سرينيفاسان، الخبير في إخفاقات صنع السلام بالسودان: "فوق كل هذا، بينما ترتكب [قوات الدعم السريع] مستويات لا توصف من العنف الموجه ضد مجموعات عرقية، وضد النساء والأطفال، وعلى نطاق هو [الآن] مروع للغاية وكان كذلك، حتى قبل 20 عاماً، فإنك تخاطر بكثير من المصداقية الأخلاقية واللياقة".
صدمة كبيرة
من جانبها، قالت مادي كروثر، المديرة المشاركة في المنظمة الحقوقية Waging Peace: "أنا مصدومة! تبدو خطوة فظيعة. بالنسبة للسودانيين، سوف يشعرون كما لو أنها صفعة حقيقية على الوجه".
كما أوضحت: "هذه المحادثات تفترض أن قوات الدعم السريع أطراف ذات نوايا حسنة. الدردشة مع قوات الدعم السريع لم تسفر قط عن النتائج التي تقول المملكة المتحدة إنها تريد تحقيقها في السودان. لا أفهم لماذا يمكن أن يتغير ذلك في اللحظة الراهنة".
ومع ذلك، قالت وزارة الخارجية البريطانية إن المحادثات كانت محاولة لزيادة الوصول إلى المساعدات الإنسانية وإنهاء القتال ضد القوات المسلحة السودانية، التي ارتكبت هي الأخرى جرائم حرب.