حذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكبر أزمة لاجئين في العالم ستمتد إلى أوروبا، مع دخول الحرب في السودان عامها الثاني دون أي علامة على انتهائها قريباً، بحسب صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 15 أبريل/نيسان 2024.
وقال فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "نعلم جيداً أن هذه المنطقة مليئة بالمجرمين الذين يستغلون مأساة اللاجئين والنازحين ويساعدونهم مقابل المال على الذهاب إلى شمال أفريقيا وأوروبا".
وتستغل عصابات الاتجار بالبشر الصراع المتفاقم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الذي أثار تحذيرات من مجاعة وأجبر قرابة 9 ملايين شخص على الفرار من منازلهم.
ومطلع هذا العام، حذرت جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا، أن اللاجئين السودانيين "لم يعودوا يتوقفون في مصر، بل يتجهون إلى ليبيا، ومنها يأتون إلينا".
عصابات التهريب
ووفقاً للصحيفة البريطانية تستغل عصابات التهريب حالة الذعر، وتستخدم التيك توك والفيسبوك والواتساب لعرض أسعار الهروب إلى أوروبا. ويعرضون على هذه المنصات صوراً لقوارب مكتظة وخرائط طرق وصور لمهاجرين بجانب معالم أوروبية.
وللسودان تاريخ مروع من الحروب، لكن هذه الحرب الأخيرة امتدت إلى داخل مدينتيه الأكثر ازدحاماً بالسكان وحولهما، الخرطوم وأم درمان، حيث يُحاصَر السكان في منازلهم وسط القصف وإطلاق النار.
وقبل عام، كانت خديجة يعقوب (58 عاماً) محاسبة في وزارة المالية، ولم تتخيل مطلقاً أن تعبر عائلتها البحر في قارب صغير أو تهرب إلى دول ضعيفة في الجوار. وهي الآن في ليبيا مع زوجها وأبنائها، للتفاوض مع المهربين للعبور إلى أوروبا مقابل المال الذي حصلوا عليه من بيع سيارة العائلة.
"لم يعد السودان مكاناً آمناً"
وقالت خديجة لصحيفة التايمز: "لن أجلس هنا وأرى الناس يغادرون، سأنضم إليهم وأرى كيف ستسير الأمور". ويصر ابنها، وهو طالب جامعي في السنة النهائية، وابنتها، التي تعمل معلمة، أن أملهم الوحيد خارج أفريقيا. وأضافت: "لم يعد السودان مكاناً آمناً يمكن العيش فيه. لا يزال بإمكان أبنائي إنجاز شيء إذا وصلنا إلى أوروبا".
ووصل صديق ابنها يعقوب إلى إيطاليا عبر تركيا وأرسل أخباراً إيجابية عما وجده. وقال يعقوب: "أنا واثق جداً أننا إذا وصلنا إلى أوروبا، فسنبدأ حياة أفضل. سأعمل وأعتني بنفسي وعائلتي. لا مستقبل للشباب في السودان، فالحرب دمرت حياتنا".
من جانبه، قال أليكس دي وال، الخبير في شؤون المنطقة، إن هذه الحرب وحشية ولم تظهر أي علامات على اقتراب نهايتها. وقال: "الدولة انهارت وطريق إعادة بنائها طويل ومحفوف بالمخاطر".