قالت صحيفة The New York Times الأمريكية، إن هجوم إيران على إسرائيل مساء السبت 13 أبريل/نيسان 2024، أُطلقت خلاله مئات الطائرات المسيَّرة والصواريخ، واستخدمت فيه أسلحة يقول خبراء إنها أكثر تطوراً من كل ما واجهته إسرائيل حتى الآن خلال 6 أشهر من قتال "حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية" (حماس)، وحلفاء إيران في المنطقة.
الصحيفة أشارت في تقرير لها، الأحد 14 أبريل/نيسان، نقلاً عن خبراء، إلى أن إسرائيل واجهت من قبلُ هجمات صاروخية من "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، اللتين تقول مصادر إسرائيلية وأمريكية إن ترسانتهما الصاروخية تشتمل على صواريخ قصيرة المدى (20 إلى 40 كيلومتراً)، وصواريخ متوسطة الدقة من عيار 122 ملم من عائلة صواريخ "غراد"، وصواريخ "إم 302" سورية الصنع ذات مدى أبعد (160 كيلومتراً).
فيما زعمت الصحيفة الأمريكية كذلك، أن حماس لديها صواريخ "فجر 5" من إيران، ونسخة محلية الصنع من الصاروخ ذاته (إم 75 أو مقادمة 75)، ويبلغ مدى الصاروخ ونسخته نحو 80 كيلومتراً.
ذهبت "نيويورك تايمز" إلى أن المسيَّرات والصواريخ التي استخدمت في هجوم إيران على إسرائيل يمكن أن تبلغ مدىً أبعد بكثير، وبعضها أسرع بكثير من صواريخ المقاومة الفلسطينية.
مع ذلك، أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن إسرائيل زعمت أنها اعترضت الغالبية العظمى من الصواريخ والطائرات المسيَّرة التي أطلقتها إيران، وقد شاركت القوات الأمريكية بالمنطقة في التصدي لكثير منها كذلك.
صواريخ ومسيرات في هجوم إيران على إسرائيل
بينما قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن هجوم إيران على إسرائيل شمل 185 طائرة مسيَّرة، و36 صاروخ "كروز"، و110 صواريخ أرض-أرض، وزعموا أن معظم هذه الصواريخ والمسيَّرات انطلقت من إيران، وجاء قليل منها من العراق واليمن.
قال فابيان هينز، الخبير في الشؤون العسكرية الإيرانية بـ"المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية"، في منشور على موقع إكس (تويتر سابقاً)، إنه من المحتمل أن إيران استخدمت صاروخ كروز طوَّره الحرس الثوري الإيراني، وهو صاروخ "باوه 351" الذي يبلغ مداه أكثر من 1900 كيلومتر، وهو مدى كافٍ لوصول الصواريخ من إيران إلى إسرائيل.
كما زعم هينز في منشوره، أن إيران قدمت إصدارات مختلفة من هذا الصاروخ إلى الحوثيين في اليمن، وقوات الحشد الشعبي العراقية.
بينما قال جيفري لويس، عضو المجلس الاستشاري للأمن الخارجي بوزارة الخارجية الأمريكية، في منشور على موقع إكس، إن صواريخ كروز التي استخدمت في هجوم إيران على إسرائيل، قادرة على حمل ألف كيلوغرام من المتفجرات.
فيما أشار إلى أن إيران لديها في ترسانة صواريخها الباليستية كثير من الصواريخ البعيدة المدى بما يكفي للوصول إلى إسرائيل، كما أن الطائرات المسيَّرة الإيرانية وإن كانت ذات حمولات متفجرة أصغر بكثير من الصواريخ، فإنها تتيح لإيران ميزة التحليق مدة طويلة وتغيير الأهداف في الجو.
في السياق ذاته، نقلت "نيويورك تايمز" عن تقارير صادرة عن "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" وخبراء أسلحة، قولهم إن إيران انصرفت بجزء كبير من اهتمامها في العقود الماضية، إلى حيازة قدرات الردع والصواريخ البعيدة المدى، والطائرات المسيَّرة، والدفاعات الجوية، ما جعلها تمتلك إحدى أكبر ترسانات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة في الشرق الأوسط، وقد أصبحت من أبرز الدول المصدرة للأسلحة في العالم.