اتهم الجراح البريطاني الفلسطيني، غسان أبو ستة، الذي أمضى أسابيع في غزة يعالج ضحايا الحرب على غزة، ألمانيا بأنها "شريكةٌ في الإبادة الجماعية" بعد أن مُنع من دخولها للمشاركة في مؤتمر، اقتحمه المئات من ضباط الشرطة الألمانية.
في حديث لموقع Middle East Eye البريطاني عند عودته إلى لندن، الجمعة 12 أبريل/نيسان 2024، وصف أبو ستة ظروف ترحيله، إذ قال: "في الساعة العاشرة صباحاً (الجمعة)، وصلت إلى برلين لحضور مؤتمر حول فلسطين، حيث طُلب مني، مع كثيرين آخرين … أن أقدم شهادتي على الأيام الثلاثة والأربعين التي قضيتها في العمل في مستشفى الشفاء والأهلي في قطاع غزة".
أبو ستة أوضح أن مكتب الجوازات اقتاده إلى قبو المطار، حيث استُجوِبَ لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة.
وأضاف: "بعد ثلاث ساعات ونصف الساعة، قيل لي إنه لن يُسمَح لي بدخول الأراضي الألمانية، وأن هذا الحظر سيستمر طوال شهر أبريل"، وأُخبِرَ أنه لا يمكنه حتى الانضمام إلى المؤتمر افتراضياً عبر الفيديو، لأن ذلك "يشكل انتهاكاً للقانون الألماني"، ويمكن أن يؤدي إما إلى غرامة مالية، وإما إلى السجن لمدة تصل إلى عام.
الجراح البريطاني الفلسطيني "أبو ستة" ساهم برفع مستوى الوعي بشأن الحرب
في الأسابيع الأولى بعد أن بدأت "إسرائيل" حربها في أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان الجراح البريطاني الفلسطيني أبو ستة، هو الممثل غير الرسمي باللغة الإنجليزية للأطباء والجراحين الفلسطينيين الذين يعالجون الفلسطينيين المصابين جراء الهجمات الإسرائيلية.
ومنذ مغادرته غزة في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قام الطبيب برفع مستوى الوعي حول تأثير الحرب التي أودت بحياة أكثر من 33,600 فلسطيني.
الجراح البريطاني الفلسطيني أبو ستة أشار إلى أن ألمانيا تدافع حالياً عن نفسها أمام محكمة العدل الدولية بشأن الاتهامات التي وجهتها نيكاراغوا بأن برلين كانت متواطئةً في الإبادة الجماعية بسبب دعمها لإسرائيل، مضيفاً: "هذا بالضبط ما يفعله المتواطئون في الجريمة. فهم يدفنون الأدلة، ويُسكِتون الشهود أو يضايقونهم أو يرهبونهم".
ولدى عودة الجراح البريطاني الفلسطيني أبو ستة إلى لندن، نُظِّمَ احتجاجٌ طارئ أمام السفارة الألمانية مساء الجمعة، واستقبله المتظاهرون بهتافات "قولوها واضحة، قولوها بصوتٍ عالٍ، الدكتور غسان يجعلنا فخورين".
كان المؤتمر الفلسطيني، الذي كان من المقرر أن يتحدث فيه أبو ستة، قد مُنِعَ من قبل السلطات الألمانية بعد وقت قصير من بدايته. وحضره 250 شخصاً وكان من المقرر أن يستمر حتى يوم الأحد.
حيث اقتحم المئات من ضباط الشرطة، العديد منهم بملابس مدنية، المؤتمر وقطعوا الكهرباء، بعد لحظاتٍ من بث رسالة فيديو من سلمان أبو ستة، عم غسان أبو ستة، خلال المؤتمر.
منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام العادل في الشرق الأوسط، التي شاركت في تنظيم المؤتمر، قالت إنها لم تُبلَغ بأن سلمان ممنوع من التحدث.
وذكرت صحيفة Washington Post الأمريكية أن السلطات اعتقلت اثنين من أعضاء منظمة الصوت اليهودي، أحدهما رفع لافتة كتب عليها "اليهود ضد الإبادة الجماعية". وجاء في بيان للشرطة أن 17 شخصاً اعتُقِلَ في المجمل.
وتُعَد ألمانيا واحدة من أكبر مورِّدي الأسلحة لإسرائيل، حيث باعت معدات وأسلحة العام الماضي بقيمة 353.7 مليون دولار للاحتلال، وفقاً لبيانات وزارة الاقتصاد الألمانية.