اقتحمت الشرطة الألمانية مكان انعقاد مؤتمر حول فلسطين، نُظم في العاصمة برلين، الجمعة 12 أبريل/نيسان 2024، كما منعت الجراح الفلسطيني الشهير غسان أبو ستة من دخول البلاد للمشاركة في المؤتمر.
بحسب وسائل إعلام وفيديوهات بثها ناشطون عبر مواقع التواصل، فقد أقامت الشرطة الألمانية حواجز حول مكان انعقاد مؤتمر فلسطين، ومنعت الناس من الدخول إلى المبنى.
وبرغم حصار مقر المؤتمر، قام المنظمون ببدء بث فعالياته على منصة "فيميو"، لكن الشرطة الألمانية اقتحمت المكان، وأجبرت المنظمين على وقف بثه المباشر.
كما أظهرت الفيديوهات اعتقال أحد المشاركين في المؤتمر واقتياده إلى خارج المبنى، فيما ذكرت تقارير أن الشرطة الألمانية قامت باعتقال 3 أشخاص على الأقل من مكان المؤتمر، بينهم ناشطان يهوديان من أجل السلام.
يأتي ذلك في الوقت الذي قررت السلطات الألمانية منع الطبيب الجراح الفلسطيني غسان أبو ستة، الذي تم انتخابه مؤخراً رئيساً لجامعة غلاسكو الأسكتلندية، من دخول أراضيها، لمنعه من المشاركة في المؤتمر.
فيما قال الجراح أبو ستة، في تغريدة عبر موقع "إكس": " لقد تمت دعوتي لإلقاء كلمة في مؤتمر في برلين حول عملي في مستشفيات غزة، ولكن منعتني الحكومة الألمانية من دخول البلاد".
وأضاف: "إن إسكات شاهد على جريمة الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية يزيد من تواطؤ ألمانيا في المذبحة المستمرة".
ومنذ عام 1987، بالتزامن مع الانتفاضة الأولى، حرص غسان أبو ستة على المشاركة في علاج الجرحى الفلسطينيين، حين كان لا يزال طالباً في كلية الطب. وعاد إلى غزة إبان الانتفاضة الثانية، حين أصبح طبيباً جراحاً، وتطوّع في علاج المصابين كطبيبٍ ميداني.
خلال 4 حروب متتالية شنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، كان يحرص غسان أبو ستة على أن يكون أول الموجودين في الميدان لمساعدة أهله. تكرر الأمر في عدوان 2008-2009، و2012، و2014، ثم 2018، وصولاً إلى عام 2023.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، استطاع الدخول إلى قطاع غزة عن طريق معبر رفح، للانضمام إلى الفريق الطبي الذي يعمل على إنقاذ أكثر من 12 ألف مصابٍ سقطوا في 12 يوماً فقط من القصف الإسرائيلي.
ويحمل الطبيب الجراح أبو ستة، من خلال تجربته المريرة في قطاع غزة، شهادات مؤلمة عن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي خلال حروبه على قطاع غزة، خصوصاً في الحرب الأخيرة المستمرة منذ 6 أشهر.
تحريض على المؤتمر
من جانبه، انتقد عمدة برلين كاي فيغنر، بشدة "مؤتمر فلسطين"، وتحدث عن تدخل حاسم للشرطة حال صدور تصريحات وصفها "معادية للسامية".
وقال فيغنر في تصريحات إن "انعقاد ما يُسمى بمؤتمر فلسطين في برلين أمر لا يُطاق".
وأضاف: "نحن لا نتسامح في برلين مع معاداة السامية والكراهية والتحريض ضد اليهود. لذلك ستتخذ شرطة برلين إجراءات صارمة في حال صدور تصريحات أو وقوع جرائم معادية للسامية في هذا الاجتماع. أود أن أشكر أفراد شرطة برلين على جهدهم في تطبيق القانون والنظام في مدينتنا وحماية قيمنا والدفاع عنها"، وفق قوله.
وتخضع ألمانيا حالياً لقضية أمام محكمة العدل الدولية رفعتها نيكاراغوا، والتي تتهمها بـ"تسهيل" الإبادة الجماعية في غزة، وتنظر محكمة العدل الدولية أيضاً في قضية رفعتها جنوب أفريقيا، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية.
ومنذ بداية الحرب قبل 6 أشهر، بررت ألمانيا دعمها لإسرائيل بالادعاء بأن عليها واجباً خاصاً بحمايتها بسبب إرث المحرقة، التي قتل فيها النازيون 6 ملايين يهودي.
وخلّفت الحرب على غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.