قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في تقرير الأربعاء 10 أبريل/نيسان 2024، إن أكثر من 13 ألف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض، أو قتلى في مقابر جماعية عشوائية، أو أخفوا قسراً في سجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية.
التقرير الحقوقي طالب بتحرك دولي عاجل لإدخال آليات خاصة وفرق متخصصة لرفع ركام المنازل والمباني التي قصفتها قوات الجيش الإسرائيلي، وإنقاذ الأشخاص المحاصرين تحت أنقاضها ولا يزالون على قيد الحياة، وانتشال آلاف الجثامين لآخرين ممن قضوا تحتها منذ بدء الهجوم العسكري، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ودعا المرصد إلى تشكيل ضغط دولي حاسم على إسرائيل لتأمين عمل الأشخاص والطواقم العاملة في إزالة هذا الركام، بما في ذلك طواقم الدفاع المدني.
مصير المفقودين
بالإضافة إلى ذلك شدد المرصد على ضرورة الكشف عن مصير آلاف المفقودين من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة، ممن تحتجزهم قوات الجيش الإسرائيلي، بمن في ذلك من ارتكبت بحقهم جرائم الاختفاء القسري والقتل والإعدام غير القانوني في السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية.
وأضاف المرصد: "لم ينشر الجيش الإسرائيلي حتى الآن أي معطيات حول ظروف قتل هؤلاء الأسرى والمعتقلين، كما لم تتمكن حتى الآن أي جهة مستقلة من التحقق والتعرف على ظروف مقتلهم، ولم يتم حتى الآن إخراج جثامينهم أو تحديد هوياتهم أو إعادة رفاتهم، أو حتى تبليغ عائلاتهم".
المرصد الأورومتوسطي بيّن أيضاً أن هذا التقدير مبني على حجم البلاغات الأولية للمفقودين، إذ إنه من الصعب تقدير الأعداد الحقيقية للمفقودين في هذه المرحلة، نظراً للهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة، وحصار العديد من المناطق التي ينفذ فيها جيش الاحتلال عملياته العسكرية، خاصة البرية.
كما أشار إلى ممارسات الاحتلال الهادفة إلى تشتيت الأسر الفلسطينية، خاصة من خلال إجبار العائلات على النزوح المتكرر دون تأمين ممرات آمنة، وفصل أفراد العائلات وإجبارهم على النزوح إلى مناطق مختلفة، أو اعتقال بعضهم ومن ثم إخفائهم قسرياً، وانقطاع التواصل فيما بين الأسر، وبخاصة في ظل ضعف أو انقطاع الاتصالات والإنترنت.
انتشال جثامين
في السياق قال التقرير إن فرق المرصد الميدانية واكبت عمل طواقم الدفاع المدني وفرق الإنقاذ، التي انتشلت بإمكانيات بدائية جثامين 422 فلسطينياً من مجمع الشفاء الطبي ومحيطه غرب مدينة غزة، ومن خان يونس، بعد انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي منهما خلال الأيام الماضية.
وأشار إلى أن أفراداً من ذوي الضحايا يشاركون في البحث عن ذويهم، وانتشالهم، فيما يجري أحياناً نقلهم للمشافي المحلية أو دفنهم قرب تلك المنازل أو في مقابر عشوائية جماعية.
وأوضح أن غالبية الجثث المنتشلة تعرضت للتحلل نتيجة طول المدة، وبعضها كان واضحاً أنه تعرّض للنهش من القطط والكلاب، بعدما أعاقت القوات الإسرائيلية طوال الأشهر الماضية انتشالها، بما ينتهك كرامة الضحايا، وحقهم وحق ذويهم في دفنهم باحترام وبشكل لائق، وطبقاً لشعائر دينهم، ودفنهم بمقابر فردية، واحترام هذه المقابر، وتمييزها بطريقة تمكن من الاستدلال عليها دائماً.
وبيّن الأورومتوسطي أن غالبية الجثامين المنتشلة كانت إما في الشوارع أو في بنايات بسيطة من طابق واحد، في حين هناك صعوبات كبيرة في انتشال جثامين القتلى من أسفل المباني متعددة الطوابق.
وأوضح أن فرق الدفاع المدني تستخدم جرافات عادية ومطارق يدوية وأجهزة بدائية في عملية البحث عن الجثامين تحت آلاف الأطنان من الأنقاض التي دمرها القصف الإسرائيلي، لذلك تستغرق ساعات طويلة في العمل دون إنجاز فعلي، خاصةً في ظل انقطاع الكهرباء وشح الوقود، ما يعرقل فعالية العمل واستمراريته.
إلى ذلك أكد بيان المرصد الحاجة إلى إدخال ومعدات خاصة، وكميات كافية من الوقود لإزالة الأنقاض، والبحث عن الجثامين والوصول إليها ورفعها، وفق إجراءات خاصة للتعرف على أصحابها ودفنهم في مقابر مخصصة.
وشدد الأورومتوسطي على ضرورة وجود تحرك سريع لانتشال الجثامين، محذراً من أن استمرار بقائها بالشكل الحالي ينذر بنشر المزيد من الأوبئة، وسيكون له تداعيات خطيرة جداً على الصحة العامة والبيئة، وهي أمور بدأت تلمس منذ عدة أشهر.
وذكر أن جريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم يسلم منها الضحايا حتى بعد قتلهم، وسط تواطؤ دولي مستهجن.