قالت حركة حماس، الثلاثاء 9 أبريل/نيسان 2024، إنها تسلمت خلال جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة الموقفَ الإسرائيلي، مشيرةً إلى أنها ستدرس المقترح الجديد بشأن الهدنة بغزة، رغم "تعنت" الاحتلال وعدم استجابته لأي من المطالب الفلسطينية.
الحركة، في بيان نشرته على حسابها في منصة تليغرام، أوضحت أنها تسلمت الموقف الإسرائيلي خلال جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة، بعد جهود الوسطاء في مصر وقطر وأمريكا.
حيث أضافت أنها تقدر الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء، لكن رغم حرص الحركة على التوصل لاتفاق يضع حداً للعدوان الإسرائيلي على غزة، فإن "الموقف الإسرائيلي ما زال متعنتا، ولم يستجب لأي من مطالب شعبنا ومقاومتنا".
لكنها أكدت مع ذلك أن قيادة الحركة "تدرس المقترح المقدم بكل مسؤولية وطنية، وستبلغ الوسطاء بردها حال الانتهاء من ذلك".
المقترح الجديد بشأن الهدنة بغزة يتجاهل وقف دائم لإطلاق النار
الإثنين 8 أبريل/نيسان 2024، قال قيادي في حماس لوكالة الأناضول، إن المقترح الجديد بشأن الهدنة بغزة، والمقدم من الوسطاء "يتجاهل وقف إطلاق النار بشكل واضح وصريح، ولا يُقر بضرورة انسحاب إسرائيل من غزة".
في تعليقه على المقترح الجديد بشأن الهدنة بغزة، قال القيادي في حركة حماس، محمود مرداوي، إن حركته "تريد اتفاقاً واضحاً لا يدخلنا في معركة جديدة، يشمل وقف إطلاق النار بشكل شامل، وانسحاباً كاملاً للاحتلال من قطاع غزة، وعودة النازحين دون شروط، وإعادة الإعمار دون قيود، وأن تتم هذه العملية بشكل سلس، إضافة إلى عملية تبادل للأسرى".
كما شدد مرداوي على أن حركته لا تريد اتفاقاً "يضمن عودة وحرية الأسرى الإسرائيليين ويترك أسرانا للمفاوضات وللمزاج الإسرائيلي، الذي لا يريد سوى قتل أسرانا".
فيما أكد أن المقترح يهدف لاستدامة الاحتلال، بحيث يقسم المنطقة الشمالية والجنوبية للقطاع، "وهذا خطير وغير مقبول، ويمكن أن يتطور لأمور أخطر من ذلك".
كما لفت إلى أن "طبيعة الإعمار وبناء المؤسسات تخضع لاعتبارات لها علاقة بدولة الاحتلال، لذا كيف يمكن أن يكون الأمر متعلقاً بشريان الحياة في غزة دون ضمانات واضحة، ثم إن ضمانات تنفيذ الاتفاق في حال اكتمل غير موجودة".
ثم أكمل قائلاً: "لا يتضمن الاتفاق وقف إطلاق النار، ولا انسحاب القوات الإسرائيلية، ولا وضوحاً بشأن قضية الأسرى، ولا عودة للنازحين، بل يتضمن تقسيمهم إلى مدنيين وعسكريين، وهذا يعتبر مدخلاً لعدم إدخال غالبية النازحين إلى مناطقهم".
تفاصيل المقترح الجديد بشأن الهدنة بغزة
مصدر فلسطيني مطلع على مفاوضات الهدنة في غزة قال إن المقترح الجديد بشأن الهدنة بغزة يتضمن 3 مراحل، يتم في الأولى منها الإفراج عن 900 أسير فلسطيني، بينهم 100 من ذوي الأحكام العالية، مقابل أسرى إسرائيل المدنيين.
المصدر أضاف لوكالة الأناضول، أن المرحلة الأولى من المقترح تشمل عودة النازحين المدنيين لشمال القطاع، بشرط أن تكون العودة لمخيمات إيواء يتم إقامتها من جهات دولية وليس إلى مناطق سكنهم.
في السياق، قالت مصادر مطلعة في حديثها مع قناة "الجزيرة" إن "المقترح تضمّن عودة النازحين المدنيين غير المسلحين إلى شمال القطاع دون تحديد أعدادهم".
كما أضافت أن "المقترح تضمّن قبول إسرائيل فتح شارعي الرشيد وصلاح الدين وتمركز قواتها على بعد 500 متر منهما".
وأوضحت أن "المقترح يتضمن إدخال 500 شاحنة مساعدات يومياً إلى قطاع غزة، بما في ذلك الشمال".
بخصوص المرحلة الثانية، فقد كشفت المصادر نفسها أنها "تتضمن إطلاق كل الأسرى الإسرائيليين، والانتهاء من مفاوضات العودة للهدوء المستدام".
فيما كشفت أن "المقترح لم يتضمن عدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم بالمرحلة الثانية أو انسحاب إسرائيل".
في المقابل، قالت المصادر نفسها إن "المقترح تضمن إطلاق 40 أسيراً إسرائيلياً حياً من كل الفئات في المرحلة الأولى".