أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الإثنين 8 أبريل/نيسان 2024، أن بلاده قررت اتخاذ سلسلة تدابير جديدة ضد إسرائيل، على خلفية عرقلتها مساعي أنقرة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه أنقرة إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث بلغ حجم مساعداتها الواصلة حتى الآن نحو 40 ألف طن، وتستعد لإرسال سفينة مساعدات أخرى بعد عيد الفطر.
اتخاذ سلسلة تدابير جديدة ضد إسرائيل
قال فيدان في مؤتمر صحفي، إنه "لا يوجد أي مبرر لإسرائيل في عرقلة مساعي تركيا الرامية إلى إيصال المساعدات إلى سكان غزة". وأضاف: "نظراً إلى ذلك قررنا اتخاذ سلسلة من التدابير الجديدة ضد إسرائيل".
وأردف: "ستتواصل تدابيرنا حتى تعلن إسرائيل وقف إطلاق النار، وتسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بلا انقطاع"، ولم يتطرق فيدان إلى فحوى التدابير غير أنه أشار إلى أن المؤسسات التركية المعنية ستعلن في وقت لاحق، تفاصيل هذه التدابير.
في سياق موازٍ، تواصل تركيا إرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث بلغ حجم مساعداتها الواصلة إلى المنطقة نحو 40 ألف طن، وتستعد لإرسال سفينة مساعدات بعد عيد الفطر.
وبحسب معلومات، فإن تركيا هي إحدى الدول الأكثر إرسالاً للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يتعرض منذ ستة أشهر لحرب إسرائيلية مدمرة.
وتستمر تركيا على نحو متزايد، في إرسال مساعداتها للمدنيين الأبرياء الذين باتوا محرومين من الكهرباء والغذاء والمياه النظيفة من جهة، وتنفيذ أنشطة الدبلوماسية الإنسانية على الساحة الدولية من جهة أخرى.
وفي إطار عمليات المساعدات الإنسانية التي تنفذها تركيا، تم إيصال قرابة 40 ألف طن من مواد المساعدات الإنسانية إلى غزة (عبر مصر)، بواسطة 13 طائرة و8 سفن حتى اليوم. وتنفذ تركيا تلك العمليات من خلال التعاون بين الهلال الأحمر التركي ورئاسة إدارة الكوارث والطوارئ (أفاد)، وبدعم من منظمات مدنية.
ويستعد الهلال الأحمر التركي لإطلاق سفينة المساعدات الإنسانية التاسعة بحمولة تبلغ 3 آلاف طن، إلى غزة بعد عيد الفطر مباشرة.
وتتواصل في ميناء مرسين جنوبي تركيا أعمال تحميل المساعدات إلى السفينة الخيرية التي ستنقل مساعدات عاجلة مثل الأغذية والملابس ومستلزمات النظافة والإيواء ومستلزمات الأطفال، إضافة إلى مواد طبية.
مساعدات من الهلال الأحمر التركي لغزة
في مصر انتهت عملية تفريغ سفينة مساعدات خيرية محملة بألفين و737 طناً من مواد الإغاثة الطارئة التي أرسلها الهلال الأحمر التركي إلى أهل غزة قبل شهر رمضان.
وأنشأ مسؤولو الهلال الأحمر التركي و"أفاد"، مستودعاً مؤقتاً في منطقة ميناء العريش بمصر، ويقومون بتفريغ المساعدات الإنسانية المرسلة من تركيا في هذا المستودع.
ومن هناك يتم إرسال المساعدات إلى غزة عبر بوابة رفح الحدودية، بواسطة شاحنات يتم التنسيق بشأنها بين إسرائيل ومصر.
ويُسمح حالياً بعبور 100 شاحنة إلى غزة يومياً، بينما كان متوسط عدد الشاحنات التي تدخل غزة قبل الحرب نحو 500 شاحنة في اليوم.
وفي إطار حملة المساعدات المتواصلة في تركيا بدعم من مؤسسات مثل جمعية رجال الأعمال والصناعيين المُستقلين (موسياد) والمديرية العامة للأوقاف والشعب التركي، سيستمر إرسال المواد الغذائية والمعدات الطبية إلى غزة، وتوفير سيارات إسعاف وتقديم مساعدات نقدية في الأيام المقبلة.
إضافة إلى المساعدات الإنسانية، يوزع مطبخ الهلال الأحمر التركي في مدينة رفح وجبات ساخنة مخصصة لـ10 آلاف شخص يومياً، ويوجد 5 من موظفي الهلال الأحمر التركي بشكل دائم في غزة، و5 في مصر، واثنان في الضفة الغربية والقدس، وواحد في الأردن.
ويواصل موظفو الهلال الأحمر توزيع المساعدات الإنسانية العاجلة مثل الطرود الغذائية والخيام والبطانيات ومواد التنظيف والملابس والإمدادات الطبية داخل غزة.
ولتلبية احتياجات غزة من مياه الشرب النظيفة، وقع الهلال الأحمر التركي و"أفاد" اتفاقية طويلة الأمد مع مصنع مياه في مصر، بما يضمن مرور 7 أطنان من مياه الشرب إلى غزة يومياً.
جدير بالذكر أن نحو 33 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، استشهدوا جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وبحسب تقرير نشره برنامج الأغذية العالمي في 21 ديسمبر/كانون الأول 2023، فإن 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون جوعاً "كارثياً".
في حين أن المساعدات الإنسانية التي تم السماح بدخولها إلى غزة اعتباراً من 21 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لا تكفي إلا لتلبية جزء يسير جداً من الاحتياجات الغذائية لسكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
يذكر أن الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".