أعلنت نقابة أطباء السودان، الأحد 7 أبريل/نيسان 2024، مقتل 28 شخصاً وإصابة 240 آخرين، في هجوم نفذته "قوات الدعم السريع" في قرية "أم عضام" بولاية الجزيرة (وسط).
وبحسب بيان للنقابة الطبية (غير حكومية): "ندين وبشدة المجزرة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في قرية أم عضام، بمحلية الحصاحيصا، وسط ولاية الجزيرة، السبت".
ووفقاً للنقابة، أسفر هذا الهجوم عن مقتل "ما لا يقل عن 28 من أبناء القرية الأبرياء، وإصابة أكثر من 240 شخصاً بجروح متفاوتة الخطورة".
حصار القرية
كما أردفت أن "قوات الدعم السريع وبأسلحة ثقيلة وخفيفة، حاصرت القرية وهاجمتها بعنف شديد، مطلقةً النار بشكل عشوائي وكثيف على السكان العزّل، مما أدى إلى سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا".
في السياق ذاته، أشارت النقابة، إلى أن هناك عدداً من القتلى والجرحى في القرية لم تتمكن من رصدهم لتعذّر وصولهم للمرافق الصحية ولصعوبات الرصد وسط الرصاص وانقطاع خدمة الاتصالات.
وفي وقت سابق، قالت لجان مقاومة الحصاحيصا (ناشطون) إن "قوات الدعم السريع قامت بالهجوم على قرية أم عضام، بقوة يقدّر عددها بـ200 فرد على ظهر 60 دراجة نارية وأكثر من 4 عربات قتالية مسلحة بالكامل بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة".
وذكرت في بيان أن عدد الجرحى يتجاوز 200 مصاب بإصابات متفاوتة بين خطيرة وطفيفة، وأكثر من 20 قتيلاً.
نقص في الكوادر
وأكّد مصدر طبي في مستشفى المناقل لوكالة "فرانس برس"، الذي نقل إليه الجرحى، وصول "200 جريح بعضهم في حالة متأخرة. وجود نقص في الدم، والكوادر العاملة غير كافية".
ووفقاً للأمم المتحدة، أصبحت 70% من المرافق الصحية في السودان خارجة عن الخدمة. ويُتهم طرفا النزاع بارتكاب جرائم حرب، بما فيها استهداف مدنيين والقصف العشوائي لمناطق سكنية ونهب المساعدات وعرقلة وصولها.
ولم يصدر أي تعليق من قوات الدعم السريع حتى الساعة 18:30 بتوقيت غرينتش.
وفي 29 مارس/آذار الماضي، اتهمت وزارة الخارجية، "الدعم السريع" بمهاجمة 28 قرية وقتل 43 مدنياً خلال الأسبوعين السابقين بولاية الجزيرة.
ومنذ ديسمبر/كانون الأول 2023، سيطرت قوات "الدعم السريع" على عدة مدن في "الجزيرة" بينها ود مدني، مركز الولاية.
وبحلول مارس/آذار، كانت 108 قرى عبر البلاد أحرقت و"دُمِّرت جزئياً أو كلياً"، وفق ما أفاد مركز "إنفورميشن ريزيلينس" ومقره في المملكة المتحدة.
وناشدت "تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية" الجمعة، طرفي القتال اللجوء إلى حوار مباشر، وحذرت من تفتت كيان الدولة السودانية وانقسامها وتلاشيها كلياً حال استمرت الحرب في البلاد، وأعلنت عن طرح رؤية لإنهاء هذه الحرب.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حرباً خلّفت حوالي 13 ألفاً و900 قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقاً للأمم المتحدة.
ولم تسفر جولات محادثات سابقة جرت في مدينة جدة السعودية إلا عن تعهّدات عامة بوقف النزاع في السودان الذي كان يشهد مرحلة صعبة من الانتقال إلى الديمقراطية.