نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الأحد 7 أبريل/نيسان 2024، عن مصدر مطلع إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، هدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مكالمتهما الأخيرة، الخميس الماضي، بعواقب وخيمة إذا لم تغير "إسرائيل" طريقة حربها في قطاع غزة.
وفقاً للشبكة الأمريكية، فإن بايدن هدد نتنياهو بأنه إذا لم تتحسن الظروف المعيشية بسرعة للمدنيين في القطاع، فسوف يعيد النظر في آلية دعم الولايات المتحدة لإسرائيل بالحرب.
بايدن هدد نتنياهو ووجه له 3 مطالب فورية
كما وجّه بايدن إلى نتنياهو مطالب "يجب فعلها على الفور"، وهي فتح معبر بيت حانون شمال غزة، وميناء أسدود، أمام المساعدات الإنسانية، وزيادة كبيرة في الإمدادات التي تصل عبر معبر كرم أبو سالم.
المصدر المطلع على مكالمة الخميس الماضي أشار إلى أن نتنياهو رد قائلاً: "جو، سنفعل ذلك"، لكن بايدن أصر على أنه يجب على رئيس الوزراء الإسرائيلي الإعلان عن التحركات في ذلك المساء.
إثر ذلك وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على هذه الإجراءات الثلاثة، لزيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع المحاصر.
المسؤولون الأمريكيون رفضوا تحديد "التغييرات في السياسة الأمريكية" التي قد ينظر فيها، لكن أحد كبار المسؤولين قال لشبكة "سي إن إن" إن إبطاء إمداد الولايات المتحدة بالأسلحة إلى إسرائيل سيكون التغيير الأكثر ترجيحاً، مشيراً إلى مذكرة الأمن القومي التي صدرت مؤخراً، والتي تحدد المعايير التي يجب على الحكومات الأجنبية التي تتلقى مساعدات عسكرية أمريكية الالتزام بها.
لكن هذا المسؤول أكد أنه لم يتم اتخاذ أي قرارات، وأن مسألة كيفية دعم الولايات المتحدة للحرب الإسرائيلية الحالية هي مسألة معقدة، وقال إن هناك أدوات أخرى يمكن للإدارة الأمريكية استخدامها، بما في ذلك تلك المتعلقة بالمساعدات العسكرية الكبيرة أو السلوك الأمريكي في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى تغيير خطاب بايدن العام بشكل جذري حول دعم إدارته للحرب.
الحكومة الأمريكية لا تزال ترسل الأسلحة
حتى في الوقت الذي تدرس فيه الإدارة الأمريكية التغييرات التي يمكن أن تجريها إذا لم تلتزم إسرائيل بذلك، فإن حكومة الولايات المتحدة لا تزال ترسل أسلحة فتاكة إلى حليفتها.
ومن المقرر أن يعطي بايدن الضوء الأخضر لبيع ما يقدر بنحو 18 مليار دولار من الطائرات المقاتلة الأمريكية الصنع إلى "إسرائيل".
كما سمحت الإدارة الأمريكية مؤخراً بنقل أكثر من 1000 قنبلة تزن 500 رطل، وأكثر من 1000 قنبلة ذات قطر صغير إلى "إسرائيل"، حسبما ذكرت شبكة سي إن إن. وقد دافع البيت الأبيض عن تلك المبيعات والتحويلات باعتبارها نتاج عملية كانت قيد الإعداد منذ سنوات.
يشار إلى أن إدارة بايدن تخطط خلال شهر أبريل/نيسان لمراقبة الخطوات الجديدة التي تتخذها "إسرائيل" للتخفيف من الأزمات المدنية والإنسانية في غزة، لكن من غير الواضح أيضاً كيف سيقيس بايدن التزام تل أبيب بتصحيح المسار.
فيما لم يحدد المسؤولون الأمريكيون علناً مقاييس لكمية المساعدات الإنسانية التي يرغبون في دخولها يومياً إلى غزة، "ولم يذكروا كيف سيحددون ما إذا كانت قوات الجيش الإسرائيلي حريصة بما فيه الكفاية بشأن حماية المدنيين، بما في ذلك عمال الإغاثة، في غزة".
مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية قالوا إن الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل سبعة من عمال المطبخ المركزي العالمي، الإثنين الماضي، هي التي دفعت إلى إجراء مكالمة يوم الخميس بين الزعيمين.
كما ينظر المسؤولون الأمريكيون إلى الحادث الذي أودى بحياة مواطن كندي أمريكي مزدوج، باعتباره مأساة صارخة تجسد مخاوف إدارة بايدن المتزايدة بشأن الاستراتيجية العملياتية لإسرائيل.
الرجلان اللذان يعرفان بعضهما البعض منذ نحو أربعة عقود، تعرضت علاقتهما للاختبار في الحرب، حيث تتزايد الإدانة العالمية لسلوك "إسرائيل" يوماً بعد يوم.
ويواجه كل من بايدن ونتنياهو ناخبين غاضبين في الداخل، ومن الممكن أن يتحدد مصير كل منهما السياسي من خلال نتيجة الصراع.
بالنسبة لبايدن فقد تآكل دعمه بين المجموعات الانتخابية الرئيسية مثل المسلمين والعرب الأمريكيين والتقدميين والناخبين الشباب، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفي كل مكان تقريباً يتجه إليه بايدن، يُقابل بمحتجين غاضبين يطالبون بوقف دائم لإطلاق النار.
في الوقت نفسه يواجه نتنياهو حساباً سياسياً بمجرد انتهاء الحرب، ومن الممكن أن تؤدي هذه اللحظة إلى تفكك ائتلافه اليميني الهش بالفعل.
كما أشار بايدن نفسه مؤخراً إلى أنه يعتقد أن هناك قطيعة في علاقته المتوترة بشكل متزايد مع نتنياهو على وشك الحدوث، وأن الأمر مجرد مسألة وقت، وفقاً للشبكة الأمريكية.