قال موقع "ِAXIOS" الأمريكي، الجمعة 5 أبريل/نيسان 2024، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فوجئ بطلب الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقفاً فورياً لإطلاق النار في قطاع غزة، خلال محادثة بين الطرفين أجريت الخميس، وُصفت بأنها "أقسى توبيخ علني" من واشنطن لتل أبيب.
حيث وجَّه الرئيس بايدن إنذاره الأخير إلى نتنياهو خلال مكالمتهما الخميس، قائلاً: "لن نتمكّن من دعمكم" إذا لم تغير إسرائيل مسارها داخل غزة، وذلك بحسب ما ذكرته ثلاثة مصادر مطلعة على المكالمة.
لم يُحدد بايدن ما سينطوي عليه فقدان الدعم الأمريكي، لكن مكالمة الرئيس الأمريكي كانت الأعنفَ مع نتنياهو منذ بداية الحرب على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، سواءً من حيث لهجتها أو جوهرها.
وحضر العديد من الأعضاء البارزين في إدارة بايدن المكالمة التي استمرت 30 دقيقةً يوم الخميس، ومن ضمنهم نائبة الرئيس كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.
وأفادت المصادر بأن بايدن تحدث إلى نتنياهو بشأن القصف الإسرائيلي الذي قتل سبعة عاملين إغاثيين في المطبخ المركزي العالمي مطلع الأسبوع، وأخبره بأن القصف سيُفاقم الأزمة الإنسانية الشديدة بالفعل داخل غزة.
وقال بايدن لنتنياهو إن هناك حاجة لهدنة في غزة بسبب الواقعة؛ من أجل السماح باستئناف جهود المساعدات الإنسانية، وفقاً للمصادر.
بينما أخبر نتنياهو بايدن بأن هناك إجراءات جديدة ستُنفَّذ على الأرض، ولهذا لن تكون هناك حاجة لهدنة، بحسب المصادر. كما ذكر أن الهدنة يجب أن تأتي مع صفقة الإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة.
ضغوط على تل أبيب
وأقرت تل أبيب، مساء الخميس، اتخاذ خطوات فورية لزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، كما أقال رئيس الأركان في جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، قائد لواء "ناحال"، ضمن سلسلة إجراءات في أعقاب قتل قواته 7 من موظفي لجنة دولية إغاثية.
حيث وافق المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) بالحكومة الإسرائيلية، في وقت متأخر من ليل الخميس، على اتخاذ خطوات فورية لزيادة المساعدات الإنسانية للسكان في قطاع غزة، وفق إعلام عبري.
وأشارت القناة إلى أن إسرائيل ستسمح، بشكل مؤقت بتوصيل المساعدات الإنسانية عبر ميناء أسدود ومعبر إيرز البري (بيت حانون)، كما ستسمح بزيادة المساعدات الأردنية عبر معبر (كرم أبو سالم).
يأتي ذلك بعد أن وجَّهت الولايات المتحدة "أقوى توبيخ علني" لإسرائيل منذ أن شنت حربها الوحشية على قطاع غزة، حيث طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن، من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، لأول مرة، وقفاً فورياً لإطلاق النار، كما ربط الدعم المقدم للحرب بخطوات ملموسة تتخذها تل أبيب لضمان سلامة موظفي الإغاثة والمدنيين الفلسطينيين، كما طالب بمحاسبة المسؤولين عن استهداف قافلة المطبخ المركزي العالمي.
وقد نقلت قناة "الجزيرة" عن مصادر خاصة، أن "بايدن رفض الحديث في مكالمته مع نتنياهو عن أي تفاصيل متعلقة بعملية إسرائيلية محتملة على رفح".
وأوضحت أن "التغييرات التي طلبها بايدن من نتنياهو تتضمن زيادة دخول المساعدات بشكل أكبر لقطاع غزة، ووقف أي ترتيبات إسرائيلية تتعلق بوجود إسرائيلي مستقبلي بغزة".
وشددت على أن "بايدن قال لنتنياهو إن العالم تحول ضد إسرائيل، وإن حلفاء لواشنطن أبلغوها بتحول في سياستهم".
ومساء الإثنين، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي قافلة لمنظمة "المطبخ المركزي العالمي" بمدينة دير البلح وسط القطاع، ما أسفر عن مقتل 7 موظفين أجانب يحملون جنسيات أستراليا وبولندا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وفلسطين.
وخلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة، المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً بحسب بيانات فلسطينية وأممية؛ ما أدى إلى مثول إسرائيل، للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".