قال موقع "أكسيوس" الأمريكي في تقرير نشره، الجمعة 5 أبريل/نيسان 2024، إنه من المتوقع أن يسافر مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز إلى القاهرة في نهاية هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع رئيس الموساد وكبار المسؤولين القطريين والمصريين في محاولة لضمان إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة.
إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة
حسبما صرح مصدران مطلعان لموقع أكسيوس سيعقد الاجتماع بعد أن حث الرئيس بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مكالمة هاتفية يوم الخميس، على "تمكين مفاوضيه من إبرام اتفاق دون تأخير لإعادة الرهائن إلى الوطن".
أشارت رسالة بايدن إلى نتنياهو إلى أن الرئيس يعتقد أن نتنياهو لا يبذل كل ما في وسعه للحصول على صفقة الرهائن ويحتاج إلى إظهار المزيد من المرونة.
من المتوقع أن يجتمع بيرنز مع مدير الموساد ديفيد بارنيا ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
في سياق متصل، قال مسؤول أمريكي إن موقف بايدن لا يزال قائماً، وهو أنه يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار كجزء من صفقة الرهائن، ويجب أن يحدث ذلك على الفور، ولهذا السبب ضغط الرئيس على نتنياهو بشأن هذه القضية خلال المكالمة.
يمكن أن يؤدي الاقتراح الحالي الذي يتم التفاوض عليه إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع في غزة وإطلاق سراح 40 رهينة -جنديات ونساء أخريات، والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً ورجال في حالات طبية حرجة- مقابل ما يقرب من 700 رهينة، أسرى فلسطينيين، من بينهم حوالي 100 يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد لقتلهم إسرائيليين.
قبل أيام، استدعت الحكومة الإسرائيلية فريق المفاوضات الخاص بها من قطر بعد أن وصلت المحادثات التي استمرت عشرة أيام إلى طريق مسدود .
وبعد وقت قصير من استدعاء فريق المفاوضات الإسرائيلي من الدوحة، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بياناً ألقى فيه باللوم على حماس في الوصول إلى الطريق المسدود.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن قرار إدارة بايدن بعدم استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الإثنين الذي دعا إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن أدى إلى تشديد حماس لموقفها. ورفض البيت الأبيض هذه الاتهامات، وادعى أن رد حماس تم إعداده قبل إجراء التصويت في الأمم المتحدة.
اجتماع سابق في القاهرة
في حين سافر فريق المفاوضات الإسرائيلي إلى القاهرة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وأبدى المزيد من الاستعداد للمرونة فيما يتعلق بمطلب حماس الرئيسي المتمثل في عودة المدنيين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، حسبما قال مسؤول إسرائيلي في مؤتمر صحفي يوم الإثنين. وزعم المسؤول أن مسألة عودة المدنيين الفلسطينيين إلى شمال غزة هي نقطة الخلاف الرئيسية في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس. وتطالب حماس بعودة المدنيين الفلسطينيين كاملة إلى شمال قطاع غزة وانسحاب إسرائيلي كامل من الممر البري الذي يفصل جنوب القطاع عن شمال القطاع ويمنع الحركة
في حين قال الموقع إن إسرائيل مستعدة للعودة التدريجية للمدنيين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، لكنها تعارض انسحاب قوات الدفاع الإسرائيلية من الممر، وليست مستعدة للسماح للعائدين إلى شمال غزة بعدم اجتياز عملية تفتيش للتأكد من ذلك لا يوجد أعضاء في حماس.
وقال المسؤول: "تم تحديث المعايير فيما يتعلق بعدد الفلسطينيين الذين ترغب إسرائيل في إعادتهم إلى شمال القطاع كل يوم عند تنفيذ الاتفاق".
وقال الموساد في بيان قبل أيام، إنه خلال المحادثات في القاهرة مع المفاوضين الإسرائيليين، قام الوسطاء القطريون والمصريون مع فريق من وكالة المخابرات المركزية بصياغة اقتراح محدث لحماس وقدم الوسيط الاقتراح الجديد لحماس، لكن مسؤولاً كبيراً من الحركة قال يوم الخميس إن الحركة رفضته. وقال ممثل حماس في لبنان أسامة حمدان إن المفاوضات متعثرة؛ لأن نتنياهو يفسد الاتفاق ويرفض تقديم التنازلات.
إسرائيل تتراجع
في حين قالت إسرائيل إنها وافقت على إعادة فتح معبر إيريز المؤدي إلى شمال قطاع غزة والاستخدام المؤقت لميناء أسدود في جنوب إسرائيل، وذلك بعد مطالبات أمريكية بزيادة إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع.
وخلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، طالب الرئيس الأمريكي جو بايدن بخطوات "ملموسة ومحددة" للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في غزة، وقال إنه يمكن وضع قيود على المساعدات الأمريكية إذا لم تستجب إسرائيل.
تأتي الضغوط المتزايدة على إسرائيل بعد مقتل سبعة من موظفي الإغاثة في غارة إسرائيلية مساء يوم الإثنين، مما أثار غضباً عالمياً إزاء استمرار أزمة إيصال المساعدات للقطاع المحاصر.
وذكرت الحكومة الإسرائيلية، في بيان، أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية وافق في اجتماع في وقت متأخر من أمس الخميس على خطوات فورية لزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين في القطاع.
وأشار البيان إلى أنه بالإضافة إلى إعادة فتح معبر إيريز، المغلق منذ تدميره خلال هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل، وافق المجلس كذلك على زيادة المساعدات القادمة من الأردن من خلال معبر كرم أبو سالم.
إسرائيل قتلت 7 عاملين في المنظمة الإغاثية "المطبخ المركزي العالمي" في غزة/ الأناضول
مكالمة "صعبة" من بايدن
وفي وقت سابق الخميس، شدد الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال مكالمة هاتفية مع نتنياهو على أن "الوقف الفوري لإطلاق النار (في غزة) ضروري لتحقيق الاستقرار وتحسين الوضع الإنساني وحماية المدنيين الأبرياء".
في المكالمة، وجَّهت الولايات المتحدة "أقوى توبيخ علني" لإسرائيل منذ أن شنت حربها الوحشية على قطاع غزة، حيث طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لأول مرة، وقفاً فورياً لإطلاق النار، كما ربط الدعم المقدم للحرب بخطوات ملموسة تتخذها تل أبيب لضمان سلامة موظفي الإغاثة والمدنيين الفلسطينيين، كما طالب بمحاسبة المسؤولين عن استهداف قافلة المطبخ المركزي العالمي.
وقد نقلت قناة "الجزيرة" عن مصادر خاصة أن "بايدن رفض الحديث في مكالمته مع نتنياهو عن أي تفاصيل متعلقة بعملية إسرائيلية محتملة على رفح".
وأوضحت أن "التغييرات التي طلبها بايدن من نتنياهو تتضمن زيادة دخول المساعدات بشكل أكبر لقطاع غزة، ووقف أي ترتيبات إسرائيلية يتعلق بوجود إسرائيلي مستقبلي بغزة".
وشددت على أن "بايدن قال لنتنياهو إن العالم تحول ضد إسرائيل وإن حلفاء لواشنطن أبلغوها بتحول في سياستهم".
ومساء الإثنين، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي قافلة لمنظمة "المطبخ المركزي العالمي" بمدينة دير البلح وسط القطاع، ما أسفر عن مقتل 7 موظفين أجانب يحملون جنسيات أستراليا وبولندا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وفلسطين.
وخلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً بحسب بيانات فلسطينية وأممية؛ ما أدى إلى مثول إسرائيل، للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".