كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس 4 أبريل/نيسان 2024، أن مجلس الحرب الإسرائيلي وافق على الاستعانة بعناصر تنتمي لحركة فتح الفلسطينية لتأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، "بهدف منع وصولها إلى حركة حماس".
الأسبوع الماضي، كشفت مصادر خاصة لـ"عربي بوست"، قيام مجموعة مسلحة تابعة لجهاز المخابرات الفلسطينية في رام الله بقيادة ماجد فرج، بالمشاركة في تأمين دخول المساعدات إلى شمال قطاع غزة، وذلك لأول مرة، السبت 30 مارس/آذار 2024.
تأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة
موقع "israel hayom" العبري قال إن هذه الخطوة تشمل أفراد أمن في غزة مرتبطين بفتح وكذلك جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وأوضحت أن إسرائيل قامت بالتنسيق ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة الفلسطينية.
الموقع العبري نقل، عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن الأفراد كانوا مسلحين فقط بالهراوات وليس بأسلحة نارية. ومع ذلك، "تشير التقارير الواردة من غزة إلى أن بعضهم قُتل على يد أعضاء حماس خلال العملية"، وفق ما ذكره موقع "إسرائيل هيوم".
كما أشار إلى أنه قبل ثلاثة أسابيع، أفاد الصحفي سليمان مسودة بأنه في مناقشات مغلقة، اقترح وزير الدفاع يوآف غالانت اسم فرج كشخص يمكن تعيينه مؤقتاً للإشراف على الحياة المدنية لسكان غزة وتأمين توصيل المساعدات الإنسانية، ويعتبر فرج حليفاً وثيقاً لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
فيما يبدو أن التعاون مع فتح يتعارض مع تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قال مراراً إنه في أعقاب الصراع الحالي في غزة، لن تكون هناك "حماستان" ولا "فتحستان" تحكم المنطقة.
كما رفض نتنياهو ظاهرياً أي دخول للسلطة الفلسطينية إلى غزة بعد انتهاء الأعمال العدائية. ولكن خلافاً لموقفه العلني، وافق مجلس الوزراء الحربي على "تجنيد عناصر فتح في غزة بالتعاون مع السلطة الفلسطينية".
"لكن حقيقة أن حماس تمكنت من قتل بعض أفراد فتح الذين تم جلبهم لتأمين المساعدات تؤكد ادعاء نتنياهو ـ أنه ما دامت حماس محتفظة بالسيطرة، فلن يكون من الممكن نقل سلطة الحكم في غزة إلى أي جماعة أخرى"، حسب ما يقول الموقع.
فيما قال مسؤول أمني لصحيفة "إسرائيل هيوم" إن "نتنياهو يعارض دخول فتح في اليوم التالي، ولكن ليس الآن عندما يكون الجيش الإسرائيلي داخل القطاع. ومن الأفضل وضع عناصر محلية في المقدمة لتأمين القوافل".
مما زاد من التناقضات أن وزير الدفاع غالانت أخبر مجلس الوزراء الحربي الموسع مؤخراً بضرورة تعزيز حكم العناصر الفلسطينية المحلية في غزة، "حتى لو كانوا يتطلعون نحو رام الله من وقت لآخر" – مما يشير إلى أن الحكم من قبل الجماعات المتحالفة مع فتح سيكون مقبولاً.
قوة تابعة لماجد فرج
بحسب مصادر "عربي بوست"، فإن مدير المخابرات ماجد فرج قد قام بتشكيل قوة أمنية مكونة من 80 مسلحاً، وقد شاركت بإذن من الاحتلال مساء السبت لأول مرة في حماية المساعدات التي وصلت مفرق الكويت جنوب مدينة غزة.
كما أشارت المصادر إلى أن عملية تأمين المساعدات مساء السبت تمت بعد اتفاق جرى بين مدير المخابرات ماجد فرج والشاباك الإسرائيلي في مصر قبل أيام. وقال إن قوة تتبع ماجد فرج تم تشكيلها في جنوب قطاع غزة، وقد انتقلت عبر شاحنات المساعدات إلى الشمال.
كما أكدت المصادر أن القوة التابعة لرام الله تعرضت لإطلاق النار، فيما قتل اثنان منه عناصرها.
من جانبه، أكد قيادي كبير في وزارة الداخلية الفلسطينية بغزة لقناة الأقصى الفلسطينية أن "القوة الأمنية التي دخلت السبت مع شاحنات الهلال المصري نسقت أعمالها كاملة مع قوات الاحتلال".
فيما قال القيادي في وزارة الداخلية إن الشرطة الفلسطينية في رفح ألقت القبض على 6 من قيادة هذه القوة وجارٍ العمل على استكمال الاعتقالات بحق جميع منتسبيها.