طرد أمن البرلمان الإسرائيلي "الكنيست"، الأربعاء 3 أبريل/نيسان 2024، النائب اليساري عوفر كسيف، النائب عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وهو حزب يهودي عربي، خارج قاعة البرلمان، بعدما قال إن اقتحام مستشفى الشفاء بغزة تمثل "جريمة حرب".
والإثنين 1 أبريل/نيسان 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي انسحابه من مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة بعد عملية عسكرية استمرت أسبوعين، مخلفاً وراءه دماراً هائلاً وعشرات الجثث.
كلمة النائب كسيف
هيئة البث الإسرائيلية الرسمية قالت: "وصف عضو الكنيست عوفر كسيف، عملية الجيش الإسرائيلي في (مستشفى) الشفاء بجريمة حرب، وتم طرده على أثر هذا الأمر من الجلسة العامة".
من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن كسيف، "الذي فشل الكنيست مؤخراً في عزله بسبب موقفه الرافض للحرب في غزة، بدأ كلمته من على منصة الكنيست باقتباس تصريح لرئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في أعقاب اقتحام الجيش الإسرائيلي مؤخراً مستشفى الشفاء للمرة الثانية".
وقال كسيف: "لا ينبغي للمستشفيات أن تصبح ساحة معركة أبداً. إن حماية الأطفال الصغار والمرضى والطاقم الطبي وجميع المواطنين يجب أن تكون على رأس الأولويات"، وفق ما أوردته الصحيفة العبرية.
أنزلوه بالقوة وطردوه
بعد ذلك، اقترب عدد من أعضاء الكنيست من ائتلاف اليمين الحاكم، من المنصة وقاطعوا خطاب كسيف، وطالبوا النائب حانوخ ميلفيديسكي، الذي أدار الجلسة، بوقفه عن الكلام، وفق المصدر ذاته.
لكن كسيف، تابع حديثه قائلاً: "قبل الاجتياح، لجأ آلاف الفلسطينيين والنازحين واللاجئين إلى المستشفى هرباً من رعب الحرب، لكن رعب جرائم الحرب طاردهم إلى داخل البوابات المحمية للمستشفى".
في هذه اللحظة تعالت صيحات العديد من أعضاء الكنيست الذين غادروا مقاعدهم ووصلوا إلى منطقة المنصة، قبل أن يستدعي رئيس الجلسة حراس الأمن، ويطلب منهم إنزال كسيف، بالقوة من المنصة، وطرده من القاعة.
فشل عزل النائب كسيف
في 19 فبراير/شباط الماضي، فشل اليمين الإسرائيلي في عزل كسيف، لتأييده دعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، والتي تتهم فيها تل أبيب بارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في غزة.
وآنذاك، أيد 85 نائباً (من أصل 120 بالكنيست) اقتراحاً قدمه نواب اليمين بالكنيست لعزل كسيف، لكنه لم يحصل على الأغلبية اللازمة (90 صوتاً) للإطاحة به.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على قطاع غزة بدعم أمريكي، خلّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً، ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".