كشفت مصادر مطلعة لـ"عربي بوست" عن تحركات جديّة للمعارضة الراديكالية في الجزائر من أجل تقديم مرشح للمنافسة في الانتخابات الرئاسية 2024 في الجزائر، التي أعلن عن إجرائها الرئيس عبد المجيد تبون في 7 سبتمبر/أيلول القادم.
ووفق المصادر ذاتها، فإنه بعد مقاطعة 5 سنوات للانتخابات، هناك اجتماعات ولقاءات لرموز المعارضة الراديكالية بدأت تناقش المشاركة، وبحث التوافق حول شخصية توافقية تخوض غمار الانتخابات الرئاسية 2024.
وقال مصدر مطلع مقرب من المعارضة إن التحدي الآن هو التوافق حول مرشح واحد أو دعم مرشح آخر في حال لم يتم الإجماع حول مرشح واحد، والأغلب ستكون زبيدة عسول التي أعلنت نيتها الترشح للانتخابات، وهي الأقرب لنيل دعم المعارضة الراديكالية في حال الفشل في التوافق حول شخصية من وسطها.
والمعروف أن عسول كانت أحد أقطاب تحالف المعارضة الراديكالية (البديل الديمقراطي) قبل أن تنسحب عملياً من التحالف رفقة رئيسة حزب العمال لويزة حنون.
ويتشكل تحالف البديل الديمقراطي (المعارضة الراديكالية) من عدة أحزاب، هي حزب العمال (معتمد)، وحزب جبهة القوى الاشتراكية (معتمد)، حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (معتمد) ، وحزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي (معتمد)، والحركة الاجتماعية الديمقراطية (مجمد النشاط بحكم قضائي).
وتأسس تحالف البديل الديمقراطي في خضم الحراك الشعبي سنة 2019 كخيار راديكالي، رداً على تحالفات أخرى كانت تسعى للوصول إلى توافقات مع الجيش بعد استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وحسب مصادر "عربي بوست" فإن الاجتماعات بين ممثلي الأحزاب المعارضة تدارست مسألة الدفع بمرشح أو دعم آخر في الانتخابات الرئاسية 2024 في الجزائر، خلال سهرات وإفطارات في شهر رمضان الحالي.
أوراق الرديكاليّين في الانتخابات الرئاسية 2024 في الجزائر
رغم أن المعارضة الراديكالية- كما تلقب في الجزائر بسبب مطالبها الداعية إلى التغيير الجذري- لا تعترف بالمؤسسات المنتخبة منذ حراك 2019، فإن إعلان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن انتخابات مسبقة جعلها تتحرك في كل الاتجاهات، من أجل دخول المعترك الانتخابي الأكبر في البلاد.
ولا يبدو أن خيارات المعارضة في التوافق حول مرشح توافقي كثيرة، حيث يتواجد أغلب رموزها تحت طائلة المتابعات القانونية، على غرار رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي.
ومن بين الأسماء المرشحة الاجتماعي (غير معتمد) كريم طابو، والرئيس السابق للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية محسن بلعباس، ورئيس الحركة الديمقراطية والاجتماعية (مجمد) فتحي غراس.
ولن يكون أمام المعارضة سوى خيارين في الانتخابات الرئاسية 2024 في الجزائر، أولهما الدفع بالمحامي والحقوقي مصطفى بوشاشي، أو دعم المحامية والحقوقية التي أعلنت ترشحها سلفاً للرئاسيات زبيدة عسول.
والمعروف عن بوشاشي أنه دائماً ما يخشى المغامرة وخوض غمار الانتخابات أياً كانت، فقد سبق له أن انسحب من انتخابات نقابة المحامين، كما رفض الترشح للانتخابات الرئاسية 2019، بحجة عدم توفر شروط النزاهة، ورفضها من طرف الحراك الشعبي.
وفي النهاية لن تجد المعارضة سوى دعم زبيدة عسول أو التراجع عن المشاركة في الانتخابات جملة.
مرشحون يستعدون للانتخابات الرئاسية
يستعد الكثير من المرشحين للإعلان الرسمي عن ترشحهم للانتخابات الرئاسية 2024 في الجزائر، خاصةً بعد تقديم موعدها ثلاثة أشهر كاملة.
ووفقاً لمصادر "عربي بوست"، من بين المرشحين الذين سيعلنون ترشحهم رئيس حزب صوت الشعب لمين عصماني، فضلاً عن تقديم حزب جبهة القوة الاشتراكية، والمرشح سيكون في الغالب سكرتيره الأول يوسف أوشيش، إضافة إلى رئيس حزب حمرة مجتمع السلم عبد العالي حساني زيادة، على الحقوقية زبيدة عسول، التي أعلنت ترشحها بصفة رسمية.
رغم أنه لم يفصح حتى الآن عن رغبته في الترشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية 2024 في الجزائر، فإن التوقعات تشير إلى أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يتطلع لخوض غمار الرئاسيات القادمة، ومن المتوقع أن يكون تبون آخر من يعلن ترشحه لانتخابات 7 سبتمبر/أيلول 2024.