كشفت الأرقام التي جمعتها الكلية الملكية لطب الطوارئ في إنجلترا أن أكثر من 250 مريضاً في البلاد يموتون كل أسبوع بسبب فترات انتظار الطوارئ "الطويلة للغاية" في المستشفيات التابعة لدائرة الصحة الوطنية، بحسب صحيفة The Times البريطانية.
الصحيفة أشارت إلى أن هذه الزيادة في الوفيات بين من ينتظرون أكثر من 12 ساعة لتلقي الرعاية؛ وهو ما يقوض تعهد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك العام الماضي، بتخصيص مليار جنيه إسترليني لتحسين الرعاية الطارئة بتقليل أوقات الانتظار الطويلة.
زيادة أعداد الوفيات
وهذه الأرقام الجديدة- التي قدرت زيادة في أعداد الوفيات بحوالي 14 ألف حالة العام الماضي- جمعتها الكلية الملكية لطب الطوارئ RCEM بناءً على الارتفاع المستمر في أعداد من ينتظرون القبول بالمستشفيات، ومعدلات الوفيات المرتبطة بهذا الانتظار الطويل.
التقديرات تشير إلى أن 1.54 مليون مريض في حالات الطوارئ انتظروا 12 ساعة أو أكثر في مستشفيات دائرة الصحة الوطنية عام 2023، وكان مليون منهم ينتظرون قبولهم. والرقم الإجمالي يمثل انخفاضاً طفيفاً عن رقم الـ1.66 مليون العام السابق.
وللخروج بهذه التقديرات الجديدة، استعانت الكلية بدراسة أجريت على أكثر من خمسة ملايين مريض في مستشفيات دائرة الصحة الوطنية نُشرت في مجلة طب الطوارئ عام 2021. ووجدت هذه الدراسة حالة وفاة زائدة لكل 72 مريضاً أمضوا ما بين 8 إلى 12 ساعة في قسم الحوادث والطوارئ. وبدأ خطر الوفاة يرتفع بعد خمس ساعات وازداد ارتفاعاً مع زيادة فترات الانتظار.
وقدرت الكلية وقوع 268 حالة وفاة زائدة كل أسبوع العام الماضي. ويمثل ذلك انخفاضاً بمقدار 17 حالة أسبوعياً مقارنة بعام 2022 عند تطبيق نفس المنهجية.
خطة تعافٍ
ووفقاً لصحيفة The Guardian، وضعت دائرة الصحة الوطنية خطة تعافٍ تهدف إلى قبول أو نقل أو خروج 76% من مرضى الحوادث والطوارئ في ظرف أربع ساعات بحلول شهر مارس/آذار. لكن بيانات شهر مارس/آذار تشير إلى أن هذا الهدف تحقق مع 70.9% فقط من المرضى.
وفي فبراير/شباط، بلغ عدد المنتظرين لأكثر من 12 ساعة في أقسام الطوارئ، بداية من قرار القبول وحتى القبول الفعلي، 44417 شخصاً.
من جهته، قال الدكتور أدريان بويل، رئيس الكلية الملكية لطب الطوارئ: "فترات الانتظار الطويلة لا تزال تعرض المرضى لأخطار جسيمة. والتحسينات المحدودة في هدف الأربع ساعات لا معنى لها حين يوجد كثيرون ينتظرون لأكثر من 12 ساعة. فمن الضروري تحويل الجهد والمال إلى حيث يوجد الضرر الأكبر".
بويل أضاف أنه "عام 2023، انتظر أكثر من 1.5 مليون مريض 12 ساعة أو أكثر في أقسام الطوارئ الكبرى، و65% من هؤلاء كانوا ينتظرون قبولهم. ونقص القدرات الاستيعابية في المستشفيات يعني أن المرضى يبقون في المستشفيات لفترات أطول من اللازم ويستمرون في تلقي الرعاية من موظفي قسم الطوارئ، وغالباً ما يكون ذلك في مناطق غير مناسبة سريرياً مثل الممرات أو سيارات الإسعاف".
وتابع: "العلاقة المباشرة بين الانتظار الطويل ومعدلات الوفيات واضحة. فالمرضى يتعرضون لأضرار يمكن تجنبها. ومن الضروري وجود تدخل عاجل يضع أرواح الناس على رأس الأولويات".
بينما أشار مصدر في هيئة الخدمات الصحية الوطنية إلى أن أرقام الكلية الملكية لطب الطوارئ قد تكون مضللة؛ لأنها لا تراعي خصوصية كل حالة.
وقال متحدث باسم دائرة الصح الوطنية: "سبب الوفيات الزائدة يعود إلى عدة عوامل مختلفة، ولذا فمن الصواب أن يواصل الخبراء في مكتب الإحصاءات الوطني تحليل هذه الأسباب".