قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأحد 31 مارس/آذار 2024، إنه تلقى شهادات جديدة حول عمليات سلب ونهب يرتكبها جيش الاحتلال، من المواطنين ومنازلهم، ضمن جرائم أخرى تتواصل للأسبوع الثاني بمحيط مجمع الشفاء الطبي في غزة.
المرصد الأورومتوسطي أكد في بيان له، أن الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة يتغاضى عن- ويشجع أحياناً- سلب قواته مقتنيات ثمينة وأموالاً من السكان والمنازل دون مساءلتهم عن تلك الانتهاكات، حيث غالباً ما يتم ذلك دون توثيق رسمي.
وبيَّن المرصد الأورومتوسطي أنه وثق استمرار الجيش الإسرائيلي في سلب المصوغات الذهبية والأموال، سواء من المنازل التي داهمها، أو من المواطنين خلال إجبارهم على النزوح إلى جنوب وادي غزة، حيث كانوا يجبرون على ترك حقائبهم وكل أمتعتهم التي يستولي عليه الجنود.
كما أشار إلى أنه سبق أن وثق سرقات ممنهجة منذ بدء الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات عسكرية برية داخل قطاع غزة، في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث باتت تلك العمليات تُمارَس بشكل منهجي خلال اقتحام المناطق السكنية ومداهمة المنازل وشن حملات اعتقال عشوائية من داخلها بحق المدنيين.
وأكد أن العديد من المنازل التي تعرضت للسلب والسرقة، أحرقها الجنود أو قصفوها ودمروها في إطار نهج يقوم على الانتقام الجماعي ونزع الصفة الإنسانية والمدنية من السكان الفلسطينيين.
شهادة طبيب حول عمليات سلب ونهب يرتكبها جيش الاحتلال بغزة
قال الطبيب يحيى خليل ديب الكيالي (59 عاماً)، لطاقم "الأورومتوسطي": "خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي المنزل الذي كنا فيه غرب غزة، فتشوا المنزل تفتيشاً شاملاً، وكانت معنا حقائب بها نقود لنا ولغيرنا، أمانات تزيد على 100 ألف دولار، وكان هناك مجوهرات وذهب خاص بزوجة ابني وهي عروس جديدة، وذهب خاص بنساء أخريات معنا من عائلة الإفرنجي، وقيمة كل ذلك تزيد على 200 ألف دولار".
الطبيب أضاف: "أخذوا أجهزة لابتوب ودمروها بأقدامهم، وحاولت زوجتي أخذ الحقائب إلا أن الجنود منعوها، عندما أبلغت للضابط بوجود مبلغ مالي كبير.. ضحك وقال: توزَّع على الجنود".
وتابع قائلاً: "داهمت قوات الجيش المنزل الذي كنا فيه فجراً وسط إطلاق النار الكثيف، أبلغتهم أننا مدنيون، تحدثت معهم باللغة الإنجليزية، طلب منا (الذكور) خلع ملابسنا بالكامل، فتعرينا باستثناء البوكسر، واقتادونا إلى الحمام وحجزونا هناك، وأخذوا ابني عامر (30 عاماً)، إلى غرفة مجاورة وأخضعوه للتحقيق والتعذيب وكنت أسمع صراخه، حيث طلبوا منه معلومات وأبلغهم أنه قدم من ألمانيا ولا يعرف شيئاً، ثم طلبوني للتحقيق وهددوني بالقتل ومارسوا العنف اللفظي وكان الجو بارداً".
يضيف الطبيب في شهادته: "ثم طلب مني أن أنزل وأتوجه لبيت عائلة بسيسو لمناداتهم وإخراجهم، فخرجت وأنا عارٍ، وهددني إذا تحركت فسيتم إطلاق النار عليّ، فتوجهت إليهم وأبلغتهم بأن يرفعوا أيديهم. الجندي كان واقفاً على الشرفة، فخرجوا وكان معهم رجل كفيف وآخر مُقعد، إلا أن الجندي أصر على أن يخلع ملابسه وطلب مني إحضارهم للمنزل، وأخذوا النساء لمكان في المنزل، ثم استخدموهن كدرع بشرية أمامهم خلال تبادل إطلاق نار مع مسلحين".
المرصد الأورومتوسطي أشار إلى مقاطع مصورة نشرها جنود إسرائيليون على منصات التواصل الاجتماعي، توثق تعمدهم تخريب منازل المدنيين في قطاع غزة، وحرقها، أو رسم شعارات عنصرية أو يهودية على الجدران، إلى جانب التفاخر بالاستيلاء على أموال ومقتنيات ثمينة.