نقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية، السبت 30 مارس/آذار 2024، عن مصدر أمني قوله إن محادثات الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس ستستأنف، الأحد 31 مارس/آذار 2024، في القاهرة، في حين قال أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بغزة، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، "يعرقل الوصول إلى صفقة تؤدي إلى الإفراج عن أبنائهم".
محادثات الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس
نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن أهالي الأسرى قولهم في بيان إن: "نتنياهو لا يترك لهم أي خيار، فهو يرفض الطروحات ويتشدد في المواقف، ويمنع طرحاً إسرائيلياً في المفاوضات، "وهو العائق أمام التوصل إلى اتفاق (مع حماس)".
ووصف الأهالي "سلوك نتنياهو بأنه جريمة وسلوك لا يمكن تصوره". وتابع الأهالي: "ليس لدينا خيار آخر، سنعمل على استبدالك (نتنياهو) على الفور، هذه هي أسرع طريقة لضمان التوصل إلى اتفاق".
ودعا أهالي الأسرى باقي أعضاء الحكومة أعضاء الائتلاف (الحكومي اليميني بقيادة نتنياهو) لـ"مساعدتهم في إنقاذ أبنائهم"، وفق الصحيفة.
ومن المتوقع أنّ يغادر الوفد الإسرائيلي المفاوض الأحد إلى العاصمة المصرية القاهرة، لبحث صفقة التبادل، قبل التوجه إلى الدوحة.
وتتواصل في الدوحة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و"حماس"، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى وهدنة ثانية بين الطرفين، بعد الهدنة الأولى التي استمرت أسبوعاً حتى مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأسفرت عن تبادل أسرى وإدخال مساعدات محدودة إلى القطاع.
وتحتجز تل أبيب في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و100 فلسطيني، بينما تقدّر وجود نحو 134 أسيراً إسرائيلياً في غزة، فيما أعلنت حركة "حماس" مقتل 70 منهم في غارات إسرائيلية عشوائية.
مظاهرات ضد نتنياهو
في سياق متصل، خرج آلاف المتظاهرين، السبت، في عدة مدن إسرائيلية للمشاركة في الاحتجاجات المطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس"، واستقالة حكومة بنيامين نتنياهو، وفق إعلام عبري.
وبدأ آلاف الإسرائيليين بالتجمع في ساحة كابلان، وسط تل أبيب، للمشاركة في التظاهرة المركزية المطالبة بإبرام صفقة تبادل، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وقالت الصحيفة، إنّ الشرطة أغلقت الشوارع المحيطة بساحة كابلان، بشاحنات لمنع المتظاهرين من الوصول للتظاهرة.
كما تظاهر آلاف الإسرائيليين قرب منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في مدينة قيسارية (شمال)، وطالبوه بالاستقالة، وفق الصحيفة ذاتها.
ووصف المتظاهرون في قيسارية، نتنياهو بـ"المذنب"، وطالبوا الحكومة بعقد صفقة فورية للإفراج عن الأسرى المحتجزين بغزة.
كما شهدت مناطق رحوبوت (وسط) وتقاطع كركور، ومدينة حيفا (شمال) ومدن أخرى في أنحاء البلاد، تظاهرات أخرى شارك فيها آلاف الإسرائيليين، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل، وفق هيئة البث الرسمية. ومن المتوقع أنّ تزيد وتيرة المظاهرات في أنحاء البلاد خلال الساعات اللاحقة.
وقف الحرب
يأتي ذلك في الوقت الذي طالبت فيه كل من مصر والأردن وفرنسا، السبت، بوقف الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، جاء ذلك بحسب ما ذكره وزير الخارجية المصري سامح شكري، في مؤتمر صحفي بالقاهرة مع نظيريه الأردني أيمن الصفدي، والفرنسي ستيفان سيجورني، حسب ما بثت قناة القاهرة الإخبارية الخاصة.
وقال شكري إن الاجتماع الوزاري الثلاثي بين مصر والأردن وفرنسا "أكد ضرورة وقف إطلاق النار بغزة". وأضاف: "أكدنا رفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم (..) وبحثنا خطورة تنفيذ أي عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية (جنوب قطاع غزة) المكتظة بالمدنيين".
وفي 15 مارس/آذار 2024، صدّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خطط لعملية عسكرية في رفح، دون تحديد إطار زمني لبدئها في المدينة المكتظة بمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين.
بدوره، قال الصفدي: "إنّ الحكومة الإسرائيلية المتطرفة قررت استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين في قطاع غزة". وأوضح أن "المطلوب أن تفتح إسرائيل الحدود والمعابر البرية لإدخال المساعدات لقطاع غزة".
وأكد على أن "المستقبل سيكون أسوأ مما نعانيه الآن، إذا لم ينته الظلم وينته الاحتلال ويتحقق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في الحرية والدولة والكرامة على ترابه الوطني لتعيش منطقتنا بأمن وسلام".
وأردف: "نواجه تعنتاً وعجرفة إسرائيلية غير مقبولة في رفض حل الدولتين وفي رفض إيجاد أي أفق سياسي".
إسرائيل تقيد مساعدات غزة
تقيد إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ما تسبب في شح إمدادات الغذاء والدواء والوقود وأوجد مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين في القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً، ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني في أوضاع كارثية.
وفي كلمته، قال وزير الخارجية الفرنسي: "اتفقنا على العمل معاً من أجل تحقيق وقف فوري لإطلاق النار في غزة".
وأضاف: "نحن ضد أي عمل عسكري في مدينة رفح الفلسطينية (..)"، مشيراً إلى أن فرنسا قدمت كذلك اقتراحات لحل الأزمة بين إسرائيل ولبنان".
وعلى وقع الحرب في غزة تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تبادلا لإطلاق النار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة، و"حزب الله" وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى على طرفي الحدود.
وقبل المؤتمر الصحفي، بدأ اجتماع مصري أردني فرنسي بالقاهرة لبحث مسارات للتحرك المشترك لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، بحسب الخارجية المصرية.
يأتي اللقاء فيما تتواصل في الدوحة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى وهدنة ثانية بين الطرفين، بعد الهدنة الأولى التي استمرت أسبوعاً حتى مطلع ديسمبر/كانون الأول 2023، وأسفرت عن تبادل أسرى وإدخال مساعدات محدودة إلى القطاع.
في حين أصدر مجلس الأمن الدولي، قراراً بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان، "في خطوة باتجاه وقف دائم ومستدام لإطلاق النار"، دون أن تستجيب تل أبيب.جدير بالذكر أن إسرائيل تشن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً في البنى التحتية والممتلكات، ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".