دعا أعضاء في البرلمان البريطاني حكومة المملكة المتحدة لاستئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بالتزامن مع الأزمة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة بسبب الحرب والحصار الذي يفرضه الاحتلال على القطاع منذ أشهر، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
وفي خطابٍ وصل إلى وزير الخارجية ديفيد كاميرون، الجمعة 29 مارس/آذار، طالب 50 نائباً برلمانياً وعضواً في مجلس اللوردات حكومتهم باستئناف تمويل الوكالة "دون تأخير".
وقال الخطاب: "لطالما كانت المملكة المتحدة نصيرةً للقضايا الإنسانية، وداعمةً كبيرة لجهود الأونروا الرامية لتخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين".
كما جاء في نص الخطاب: "سيبعث هذا برسالة تضامنٍ قوية إلى المتضررين من الأزمة في غزة، مع إعادة التأكيد على ريادة المملكة المتحدة في مجال الجهود الإنسانية العالمية".
ويُعد هذا ثالث خطاب يتلقاه كاميرون من برلمانيين من جميع الأحزاب في غضون أيامٍ قليلة، وذلك بهدف حثّ الحكومة على تغيير سياساتها بعد مضي ستة أشهر على حرب غزة.
وتساءل الخطاب الأخير عن الأدلة التي تُعد أساساً لقرار وقف التمويل وعن سبب استئناف حلفاء المملكة المتحدة -وبينهم فنلندا وألمانيا مؤخراً- للتمويل، بينما لم تستأنف المملكة المتحدة تمويلها بعد.
اقرأ أيضاً
خيبة أمل من سياسة لندن
وبعد مضي نحو ثلاثة أشهر على القرار، أعرب البرلمانيون كذلك عن خيبة أملهم حيال "أوجه التناقض والتأخير" في المعيار الذي وضعته الحكومة لاستئناف التمويل.
إذ كتبوا أن مسؤولي الخارجية أشاروا، في فبراير/شباط، إلى أن القرار سيجري اتخاذه على أساس التقارير المؤقتة لتحقيقين جاريين، أحدهما بواسطة مكتب خدمات الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة، والآخر بواسطة الدبلوماسية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا.
فيما قال الخطاب: "نحن الآن في أواخر مارس/آذار، وقد أُبلِغنا أن الحكومة لن تتخذ أي قرارات تمويل مستقبلية إلا بعد فترةٍ من انتهاء مراجعة الأونروا، وهو الأمر المتوقع في الـ20 من أبريل/نيسان".
ولم تُعلن حكومة المملكة المتحدة بوضوحٍ ما إذا كانت قد تلقت تقرير مكتب الرقابة الداخلية أم لا، رغم أنه من المفهوم أن الدول المانحة الأخرى تسلمت التقرير في مطلع مارس/آذار.
وداخل البرلمان، الثلاثاء 26 مارس/آذار، قال وزير الدولة أندرو ميتشيل إن تقرير كاثرين وصل إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وأردف: "نأمل أن نعرف المزيد عن التقرير اليوم".
اقرأ أيضاً
تاريخ محدد لاستئناف تمويل الأونروا
بينما علم موقع Middle East Eye البريطاني بعدها أن حكومة المملكة المتحدة تسلمت إحاطةً شفهية بشأن تقرير كاثرين المؤقت، لكن لم يتضح متى حدث ذلك بشكلٍ فوري.
وقد سلّمت كاثرين تقريرها المؤقت إلى غوتيريش، الثلاثاء الماضي، واطلع سفراء الاتحاد الأوروبي على التقرير في الأسبوع الماضي.
وأمهل البرلمانيون الحكومة حتى السادس من أبريل/نيسان، وهو يوم بدء السنة المالية الجديدة، في خطابهم يوم الجمعة.
فيما قالت مصادر متصلة بوزارة الخارجية للموقع البريطاني إن الأسابيع الأخيرة شهدت شعوراً برغبة العديدين داخل الوكالة في استئناف التمويل فوراً.
وأوضح مصدرٌ تحدّث إلى كاميرون بعد 10 أيام من الإعلان أن وزير الخارجية قال إن القرار كان "متسرعاً للغاية"، وإنه يبحث عن تدابير تحفظ ماء الوجه لاستئناف التمويل.
وصرّح خبراء الشرق الأوسط الذين يتعاملون مع الحكومة بانتظام بأن القرار النهائي لاستئناف التمويل ليس في يد وزارة الخارجية، بل هو في يد مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.
تعليق تمويل الأونروا
ومنذ بدء حرب الاحتلال المدمرة على غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تتعرض الوكالة الأممية، بحسب الفلسطينيين، لهجوم إسرائيلي "شرس"، وصل إلى حد سن تشريعات لتقويض عملها ومنعها من تقديم المساعدات الإنسانية.
وتقيد إسرائيل، منتهكةً القوانين الدولية، وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لا سيما براً؛ ما تسبب في شح إمدادات الغذاء والدواء والوقود، وأوجد مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين في القطاع الذي تحاصره منذ 17 عاماً، ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني في أوضاع كارثية.
ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى ارتكاب "إبادة جماعية".