أجرت الجزائر تغييرات كبيرة في تمثيلياتها الدبلوماسية عبر العالم من خلال تعيين 28 سفيراً جديداً و6 قناصلة بينهم قنصلا الجزائر في مدينتي الدار البيضاء ووجدة، في ظل قطع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر منذ عام 2021، وفق ما ذكرته وسائل إعلام جزائرية الأربعاء 27 مارس/آذار 2024.
في شهر أغسطس/آب 2021، أعلنت الجزائر عبر وزير خارجيتها السابق، رمطان لعمامرة، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، وصرح وزير الخارجية الجزائري بأن "قطع العلاقات نافذ من اليوم، لكن القنصليات في البلدين ستظل مفتوحة".
منذ أن أعلنت الجزائر، من طرف واحد، قطع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، وفي ظل غياب السفير الجزائري عن الرباط، أصبحت قنصليتها في الدار البيضاء هو ممثليتها الدبلوماسية الرئيسية، بهدف خدمة المواطنين الجزائريين في المغرب، وأيضاً التواصل مع الرباط.
حيث أكد وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، أن الأمر المتعلق بمصادرة ممتلكات سفارة الجزائر في المغرب "انتهى"، بعد اتخاذ المغرب لموقف تم اعتباره لائقاً وذلك عقب رد الجزائر في هذا الشأن.
قال الوزير عطاف، خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر الوزارة الثلاثاء، إن "سيادة الجزائر بين أيدٍ أمينة". وأضاف أن "الموضوع أثير من قِبل المغربيين ونحن قمنا بالرد عليه، الأمر الذي دفع المغرب إلى اتخاذ قرار نعتبره لائقاً وانتهى الأمر عند هذا".
كانت الجزائر قد أدانت "بأشد العبارات" مشروع مصادرة ممتلكات سفارة الدولة الجزائرية في المغرب، مؤكدة أن الحكومة الجزائرية "سترد على هذه الاستفزازات بكل الوسائل التي تراها مناسبة"، حسبما جاء في بيان للوزارة.
إلى ذلك، عمد الرئيس عبد المجيد تبون إلى إجراء العديد من التغييرات على السلك الدبلوماسي، شملت سفراء الجزائر في جل دول الساحل ومصر وإيطاليا والبرازيل أوغندا ونيجيريا وإثيوبيا وزامبيا وغانا، والعديد من الدول الأخرى، كما جرى تعيين قنصلين عامين جديدين بالمغرب في كل من الدار البيضاء ووجدة.
فيما أعلنت خارجية الجزائر تعيين هشام فرحاتي على رأس القنصلية العامة للبلاد في وجدة، المجاورة للحدود الجزائرية، كما جرت تسمية بلغيث جودي قنصلاً عاماً في الدار البيضاء، وهو المنصب الذي يتولى تنسيق المهام الدبلوماسية مع المغرب.
بينما كان منصب سفير الجزائر في مالي، من أبرز المناصب المشمولة بالتغيير، حيث جرى إعفاء السفير الحالي الحواس رياش، وتعويضه بسفير الجزائر في البيرو، كمال رتيبا، الذي عين سفيراً مفوضاً فوق العادة في باماكو.
يرتبط ذلك بالأزمة الدبلوماسية بين الجزائر ومالي، التي دفعت البلدين، قبل أسابيع إلى سحب سفيريهما، بعد احتجاج الحكومة الانتقالية في باماكو على التدخل الجزائري في شؤونها الداخلية، واستقبال ممثلين عن جماعات انفصالية، ما أدى في نهاية المطاف إلى إعلان انسحابها من اتفاق السلم والمصالحة الذي ترعاه الجزائر.