قال رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، الأربعاء 27 مارس/آذار 2024، إن المقاومة لن تفرج عن أسرى الاحتلال في غزة إلا عندما تحقق أهدافها، مضيفاً أن الحركة تدير المعركة التفاوضية "بصلابة".
وأضاف مشعل خلال مشاركته في فعالية نسوية في الأردن حسب ما نشرته وسائل إعلام فلسطينية أن "المقاومة بخير رغم شراسة المعركة، وإخوانكم على أرض غزة يتصدون لهذا العدو، وكذلك تتصاعد العمليات في قلب القدس وفي الضفة".
مشعل يؤكد تمسك المقاومة بشرط وقف العدوان
وكشف المسؤول الفلسطيني أن قيادة الحركة تدير معركة تفاوضية لا تقل شراسة عن معركة الميدان مضيفاً: "وإن شاء الله سنهزمهم في الميدان وسنهزمهم في هذه المعركة التفاوضية".
كما أكد مشعل أن حماس تصرّ في المفاوضات على وقف العدوان والانسحاب من غزة، وعودة المهجرين إلى أماكنهم خاصة في شمال غزة، وتقديم كل ما يلزم من الإغاثة والإيواء والإعمار وانتهاء الحصار.
وأكد: "لن نفرج عن أسراهم عندنا إلا عندما نحقق هذه الأهداف، وندير المعركة التفاوضية بصلابة وبحسن مناورة سياسية كما نفعل في الميدان".
وأكد مشعل أن معركة طوفان الأقصى فاصلة في تاريخ الصراع ومحطات تحرير فلسطين، مشيراً إلى أن هذه المعركة كشفت الوجه القبيح للاحتلال على الساحة الدولية، وأنه لم يكن هناك تغيير في الساحة الدولية وفي الرأي العام الدولي كما جرى في ظلال هذه المعركة.
كما بيّن مشعل في تصريحاته أن معركة الجوع هي الأداة اللئيمة التي يستعملها الاحتلال، وكذلك يسكت العالم إلا من بعض أصوات ناقدة لا تسمن ولا تغني من جوع، لأنها لم تطعم الجائعين على أرض غزة، خاصة في شماله.
وأشار إلى أن المعركة الإعلامية ما زالت على أشدها، وكذلك المعركة السياسية، والمطلوب من التنظيمات ومن القوى والحكام والحكومات والقادة والزعماء أن يشعروا أهلنا في غزة أننا معهم في الميدان.
مفاوضات الهدنة في غزة متواصلة
وفي سياق متصل كشفت هيئة البث الإسرائيلية، أن المفاوضات غير المباشرة مستمرة بين الاحتلال وحركة حماس للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، فيما يتركز الخلاف الرئيسي على عودة النازحين إلى شمالي قطاع غزة.
يأتي ذلك غداة تقارير إعلامية إسرائيلية، عن وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، وأن تل أبيب استدعت وفدها المفاوض من العاصمة القطرية الدوحة.
ونقلت هيئة البث عن مصادر لدى الاحتلال لم تسمها أنه "على الرغم من رد حماس السلبي على المقترح المتعلق بصفقة تبادل (للأسرى)، فإن المفاوضات مع الحركة مستمرة"، فيما قال مسؤول إسرائيلي رفيع إن "الولايات المتحدة مستمرة في التواصل مع الوسيطين المصري والقطري".
أفاد مصدر أجنبي مطلع لم تسمّه الهيئة بأن "نقطة الخلاف الرئيسية تتمحور حول عودة النازحين إلى شمالي قطاع غزة، لكن لا يزال بالإمكان التوصل إلى تسوية".
وأجبر قصف الاحتلال نحو مليوني فلسطيني على النزوح من مناطقهم في قطاع غزة، الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً، ويقطنه حوالي 2.3 مليون نسمة في أوضاع كارثية.
ووفق مصدر إسرائيلي مطلع فإن "التوصل إلى حل وسط بشأن عودة النازحين كان ممكناً، غير أن الوفد (الإسرائيلي) لم يكن مفوضاً بحسم المسألة".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الاحتلال حرباً مدمرة على غزة، خلَّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وكذلك رغم محاكمتها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".