قال شهود وسكان في وقت مبكر الأربعاء 27 مارس/آذار 2024، إن شرطة مكافحة الشغب الأردنية اعتدت بالضرب واعتقلت عشرات المتظاهرين المتضامنين مع غزة، الذين حاولوا السير نحو السفارة الإسرائيلية الخاضعة لحراسة مشددة في العاصمة عمان.
فقد تجمع أكثر من ألفي متظاهر في وقت متأخر الثلاثاء 26 مارس/آذار، في اليوم الثالث من المظاهرات التي تخللتها اشتباكات، بعدما صدت الشرطة بالهراوات مئات المحتشدين الغاضبين الذين كانوا يسعون لاقتحام مجمع السفارة في حي الربيع الراقي في عمان.
وكالة رويترز قالت إن السفارة الإسرائيلية، حيث يتجمع المتظاهرون يومياً، منذ فترة طويلة نقطة جذب للاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في أوقات تصاعد العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.
🎥- الأمن الأردني يعتقل ويعتدي بالضرب على أحد المشاركين في تظاهرة داعمة لـ #غزة بالقرب من سفارة الاحتلال في العاصمة #عمان pic.twitter.com/HzagtwkeIs
— عربي بوست (@arabic_post) March 26, 2024
فيما ردد العديد من المتظاهرين المتضامنين مع غزة هتافات مؤيدة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وتشعر السلطات الأردنية بالقلق من أن حملة القصف الإسرائيلية على غزة يمكن أن تزيد من شعبية حركة حماس بين العديد من الأردنيين. وهتف المتظاهرون: "سيري سيري يا حماس.. كل بلادي مع حماس".
بينما احتدمت المشاعر بين الأردنيين، وكثيرون منهم من أصل فلسطيني، بسبب ما يدور في غزة حيث أدت حملة القصف الإسرائيلية المتواصلة على حماس إلى استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين، وفقاً لمسؤولين في غزة، وسويت أجزاء كثيرة من القطاع المكتظ بالأرض.
كان آلاف الأردنيين، قد سبق أن شاركوا، الإثنين، في وقفة تضامنية مع غزة طالبت بإغلاق سفارة إسرائيل لدى المملكة، وأفادت "الأناضول" بأن آلاف الأردنيين شاركوا في وقفة أقيمت بعد صلاة التراويح في الساحة المقابلة لمسجد الكالوتي بمنطقة الرابية في العاصمة عمان، على بعد مئات الأمتار من مقر سفارة إسرائيل.
فقد شهد الأردن بعضاً من أكبر موجات الغضب الشعبي في المنطقة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث ارتكب جيش الاحتلال جرائم إبادة ومجازر بحق المدنيين؛ ما تسبب في استشهاد نحو 33 ألف شخص في حصيلة مؤقتة.
تقول السلطات في الأردن إن الاحتجاجات السلمية مسموح بها، لكنها لن تتسامح مع أي محاولة ممن يسعون إلى استغلال الغضب ضد إسرائيل لإحداث الفوضى أو محاولة الوصول إلى منطقة حدودية مع الضفة الغربية المحتلة أو إسرائيل.
فيما دعت منظمة العفو الدولية السلطات الأردنية الشهر الماضي إلى إنهاء ما قالت إنها حملة قمع واسعة النطاق شهدت اعتقال مئات الأشخاص بسبب تعبيرهم عن دعمهم للفلسطينيين في غزة أو انتقادهم لسياسات الحكومة الأردنية تجاه إسرائيل.
كما انتقد العديد من المتظاهرين تقاعس السلطات، قائلين إن مواطنيهم في غزة تُركوا لمواجهة القوة العسكرية الإسرائيلية وحدهم. ولا تحظى معاهدة السلام الأردنية مع إسرائيل بشعبية كبيرة بين المواطنين الذين يعتبرون التطبيع خيانة لحقوق مواطنيهم الفلسطينيين.
