أعلنت حركة القاومة الفلسطينية "حماس"، مساء الإثنين 25 مارس/آذار 2024، أنها أبلغت الوسطاء تمسُّكها بموقفها ورؤيتها التي قدَّمتها يوم 14 مارس/آذار 2024، بخصوص "مفاوضات الهدنة"، مشيرة إلى أن الاحتلال لم يستجب لأي من مطالب المقاومة والشعب الفلسطيني، فيما اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن الحرب على غزة "ستؤثر على إسرائيل والمنطقة لعقود قادمة".
وذكرت "حماس" في بيان مقتضب: "لقد أبلغت حركة حماس الإخوة الوسطاء قبل قليل، أنَّ الحركة متمسكة بموقفها ورؤيتها التي قدَّمتها يوم 14 مارس/آذار 2024؛ لأنَّ ردَّ الاحتلال لم يستجب لأيٍّ من المطالب الأساسية لشعبنا ومقاومتنا: (وقف إطلاق النار الشامل، والانسحاب من القطاع، وعودة النازحين، وتبادل حقيقي للأسرى)".
بناءً على ذلك، شددت "حماس" على أنَّ "نتنياهو وحكومته المتطرّفة يتحمَّلون المسؤولية كاملةً عن إفشال كلّ جهود التفاوض، وعرقلة التوصل لاتفاق حتى الآن".
في سياق متصل، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن نتائج الحرب التي تشنّها تل أبيب على قطاع غزة ستوثر على إسرائيل والمنطقة لعقود قادمة، وذلك خلال لقائه في واشنطن مستشارَ الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، وفق بيان للمكتب الإعلامي لغالانت، اطلعت عليه الأناضول.
حسب البيان، اجتمع غالانت وسوليفان في البيت الأبيض على انفراد لنحو ساعة ونصف الساعة، كما أضاف: "جرى خلال اللقاء بحث الخطوات المطلوبة لمواصلة القضاء على حركة حماس وتفكيك قدراتها العسكرية والسلطوية، وجهود إعادة المختطفين".
البيان نفسه ذكر أن غالانت "أكد لمستشار الأمن القومي أن الطريقة التي تنتهي بها الحرب في غزة ستؤثر على دولة إسرائيل والمنطقة بأكملها لعقود قادمة، وستنقل رسالة واضحة".
"لن نوقف الحرب"
في وقت سابقٍ الإثنين، قال غالانت في مقطع مصور بثه من واشنطن: "ليس لدينا أي حق أخلاقي في وقف الحرب في غزة إلى أن نعيد جميع المختطَفين إلى منازلهم".
وجاءت كلمة غالانت، بعد وقت قصير من تبنّي مجلس الأمن الدولي قراراً بوقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال رمضان، دون أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لإحباط القرار كما سبق أن فعلت 3 مرات.
وخلّف الموقف الأمريكي الجديد، الإثنين، موجة من الغضب في إسرائيل، حيث ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إرسال وفد بلاده إلى واشنطن؛ بعدما أحجمت الأخيرة عن استخدام حق النقض ضد مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة الذي تبناه مجلس الأمن.
واعتبر نتنياهو في بيان لمكتبه، أن "هذا تراجع واضح عن الموقف الأمريكي الثابت في مجلس الأمن منذ بداية الحرب".
وقال إن هذا التراجع "يضر بالمجهود الحربي وبالجهود الرامية إلى إطلاق سراح المختطفين، لأنه يعطي حماس، الأمل في أن الضغوط الدولية سوف تسمح لها بالحصول على وقف إطلاق النار من دون إطلاق سراح مختطَفينا".
أزمة بين واشنطن وتل أبيب
من جانبه، قال متحدث مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، الإثنين، إن واشنطن لم تصوّت على قرار وقف إطلاق النار في غزة، لأنه "لم يدِن حماس".
تعليقاً على قرار نتنياهو بشأن إرسال وفد تفاوضي إلى واشنطن، قال كيربي: "إنه أمر مخيب للآمال، نشعر بخيبة أمل كبيرة، لأنهم لن يأتوا إلى واشنطن كي نناقش بدائل التوغل في رفح".
لكنه أشار إلى أنه بغض النظر عن القرار الأممي، من المقرر أن يعقد المسؤولون الأمريكيون محادثات منفصلة مع غالانت، الموجود حالياً في واشنطن، بشأن قضايا تشمل الرهائن، والمساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين في مدينة رفح بجنوب غزة.
ومراراً، استخدمت الولايات المتحدة سلطة "النقض" لمنع صدور قرارات من مجلس الأمن تطالب بوقف إطلاق النار، وحاولت مؤخراً تمرير قرار لا يتضمن دعوة مباشرة إلى وقف لإطلاق النار، أجهضته روسيا والصين بـ"الفيتو".
وكان من المقرر أن يغادر وفد يضم وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، إلى واشنطن في الأيام القادمة، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية.
الاحتلال يشن تدميراً ممنهجاً على القطاع
في سياق متصل، قال مسؤول البرامج والاتصال بالمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، محمد شحادة، إن غزة تشهد "تدميراً منهجياً" من جراء الهجمات الإسرائيلية، الأمر الذي سيجعل الحياة في القطاع "غير مستدامة".
جاء ذلك في كلمة ألقاها شحادة، الإثنين، خلال مشاركته في جلسة أقيمت في إطار الدورة الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تناولت حالة حقوق الإنسان في فلسطين.
كما أشار شحادة إلى أن "معظم الناس شاهدوا صور الجثث المتحللة المتناثرة في العديد من الأماكن داخل غزة".
ثم أضاف: "كل من أعرفه في غزة استنشق رائحة الموت الحقيقية"، لافتاً إلى أن أصدقاءه وعائلته في غزة "سمعوا الصيحات المتصاعدة من المنازل المقصوفة، لا سيما في الليل".
كذلك، أفاد بأن "الإبادة الجماعية لا تحدث فقط من خلال القتل الجماعي"، مشدداً على أن "التدمير الممنهج لكل شيءٍ عنصر من عناصر الإبادة الجماعية".
قبل أن يتابع: "يوجد حالياً تدمير منهجي في غزة، وهذا سيجعل الحياة في القطاع غير مستدامة على المديين القصير والطويل".
ولفت إلى استهداف المباني العامة والمنشآت المدنية والجامعات، وإلى تجويع الناس عمداً في القطاع.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى ارتكاب "إبادة جماعية".