أعلن أركو مني مناوي، مساء الأحد 24 مارس/آذار 2024، توجه قوات من حركة تحرير السودان التي يرأسها إلى العاصمة الخرطوم للمشاركة مع الجيش السوداني في القتال ضد قوات "الدعم السريع"، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
حيث بث مناوي، رئيس حركة تحرير السودان، حاكم إقليم دارفور غرب البلاد، عبر صفحته في "فيسبوك"، مقطعاً مصوراً مسجلاً وسط قواته المتحركة، قائلاً: "في طريقنا نحو العاصمة الخرطوم".
حركة تحرير السودان تتخلى عن الحياد
منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش، بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" شبه العسكرية، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حرباً خلّفت حوالي 13 ألفاً و900 قتيل ونحو 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفقاً للأمم المتحدة.
عند اندلاع الحرب، اختارت حركة تحرير السودان، الحياد، باعتبارها موقعة على اتفاق السلام لعام 2020، وأن الصراع يخص الجيش و"الدعم السريع". وبحسب تقدير الحركة، فإن عدد قواتها يصل إلى 30 ألف مقاتل في ولاية شمال دارفور، ومناطق أخرى بالبلاد.
أضاف مناوي: "نحن نعيش في الأزمة التي تكمن في الاعتداء على الدولة وعلى حقوق المواطنين وكرامتهم وسيادة الدولة في مناطق كثيرة جداً بالبلاد". وتابع: "انتظرت حركة تحرير السودان 10 أشهر منذ بدء الحرب من أجل الوصول إلى حلول، لكن لم يحدث ذلك".
كما أردف رئيس حركة تحرير السودان: "لذلك يجب أن تساهم الحركة في إعادة ممتلكات الناس واستعادة سيادة الدولة من القادمين من ديار مختلفة (الدعم السريع)". وأخفقت جهود وساطة محلية وعربية وأفريقية في إنهاء الحرب الأهلية في السودان.
تجدر الإشارة إلى أنه في أكتوبر/تشرين الأول 2020، وقَّعت حركات مسلحة، بينها حركة تحرير السودان، على اتفاق جوبا للسلام؛ ما أتاح لها المشاركة في السلطة بالخرطوم، إلى جانب ترتيبات أخرى.
مساعٍ أممية لاستئناف المفاوضات
فيما يأتي ذلك بينما تسعى الأمم المتحدة للضغط على طرفي الصراع من أجل الجلوس لطاولة المفاوضات، إذ قال توم بيريلو، المبعوث الأمريكي الخاص للسودان المعين حديثاً، إن الولايات المتحدة تأمل في استئناف المحادثات لإنهاء الصراع في السودان.
حيث قادت السعودية والولايات المتحدة محادثات في جدة العام الماضي في محاولة للتوصل إلى هدنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لكن المفاوضات تعثرت وسط مبادرات سلام دولية متنافسة.
كما قال بيريلو الذي تولى منصبه أواخر شهر فبراير/شباط الماضي، للصحفيين يوم الخميس 21 مارس/آذار: "يتعين علينا استئناف المحادثات الرسمية. ونأمل أن يحدث ذلك بمجرد انتهاء شهر رمضان".
أضاف المبعوث الأممي: "يدرك الجميع أن هذه الأزمة تتجه نحو نقطة اللاعودة، وهذا يعني أنه يتعين على الجميع وضع خلافاتهم جانباً والاتحاد للعثور على حل لهذا الصراع".
بدأ الجيش السوداني وقوات الدعم السريع القتال في منتصف أبريل/نيسان من العام الماضي، بعد أن توترت العلاقات بينهما حول خطط للانتقال السياسي وإعادة هيكلة الجيش.
بينما شارك الجانبان في انقلاب في عام 2021 أدى إلى عرقلة عملية انتقال نحو الانتخابات، بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية قبل ذلك بعامين.
فيما تمخض الصراع عن نزوح نحو 8.5 مليون شخص من ديارهم، فيما أصبحت أكبر أزمة نزوح في العالم، ودفع الصراع قطاعات من السكان البالغ عددهم 49 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، وأدى إلى موجات من عمليات القتل والعنف الجنسي على أساس عرقي في منطقة دارفور.