“بالروح بالدم نفديك يا فلسطين”.. آلاف المشاركين في إفطار المطرية السنوي بمصر يهتفون تضامناً مع غزة (فيديو)

عربي بوست
تم النشر: 2024/03/25 الساعة 20:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/03/25 الساعة 21:55 بتوقيت غرينتش
فوانيس رمضان٠ تقليد في مصر يتفاعل معه المواطنين احتفالاً بقدوم شهر رمضان-الأناضول

شهد حي المطرية، أحد أكبر أحياء العاصمة المصرية القاهرة، مساء الإثنين 25 مارس/آذار 2024، "أضخم" إفطار رمضاني، تجتمع حوله أعداد تقترب من 10 آلاف، بحسب تقديرات غير رسمية. ومنذ نحو 10 سنوات، تعرف مصر "إفطار المطرية" الذي تجتمع على موائده التي يجهزها أهالي المنطقة، آلاف الصائمين، وذلك منتصف شهر رمضان من كل عام.

إفطار حي المطرية في مصر

امتد إفطار المطرية على 7 شوارع كاملة العدد، تعج بضيوف موائد شهر رمضان المعظم، والذين بدأوا التوافد منذ عصر الإثنين؛ حرصاً على عادة كل عام.

وبين طعام شهي ومتنوع من لحوم وأرز وعصائر مرطبة وحلويات، تناول آلاف الصائمين إفطارهم على تلك الموائد التي يتم إعدادها عبر مطبخ كبير بعزبة حمادة بالمطرية التي تحتضن الإفطار، بشكل كامل مادياً.

ووفق صحيفة "اليوم السابع" المصرية الخاصة، "اتسعت المائدة الرمضانية إلى ما يقرب من 10 آلاف صائم". ويهدف أهالي المنطقة إلى "تحقيق رقم قياسي لأطول مائدة رمضانية تشهدها مصر"، بحسب المصدر ذاته.

وشهدت منطقة الإفطار أجواء رمضانية، ما بين شوارع تملؤها زينة شهر رمضان، وحضور شبابي يردد أغاني تشيد بالمطرية وإفطارها الشهير، الذي لا ينقطع منذ 10 سنوات.

في حين انتشرت الموائد المتلاصقة في منطقة عزبة حمادة، التي يتولى أهاليها الإشراف على الإفطار، وظهر مجموعة من الشباب في مقاطع فيديو وصور متداولة على منصات التواصل الاجتماعي وهم يقومون بإعداد الطعام وشوي آلاف القطع من اللحم والدجاج.

وحرص أهالي المطرية على تجميل الحوائط بالرسومات، إلى جانب تزيين الشوارع والحارات، استعداداً لاستقبال ضيوفهم الذين يأتون من كل مكان لمشاركتهم الاحتفال بأكبر مائدة طعام في مصر خلال شهر رمضان المبارك.

في حين لا يجمع إفطار المطرية الشهير بعزبة حمادة في حي المطرية المصريين وأهالي المدينة فقط، بل أيضاً العديد من الوافدين إلى مصر، من بينهم طفلان فلسطينيان، اسمهما سيرون وسليمان النعيمي، وصلا إلى مصر منذ أسبوع تقريباً، وقررا أن يحتفلا مع المصريين بالشهر الكريم على مائدة إفطار المطرية، حسبما قالت وسائل إعلام مصرية في رصدها للإفطار.

سيرون وسليمان النعيمي، هما طفلان لا يتجاوز عمرهما 15 عاماً، سافرا من قطاع غزة إلى مصر مع اشتداد حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي والعدوان المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من 6 أشهر، سافرا مع أسرتهما إلى مصر منذ أسبوع تقريباً، واتخذا من المطرية مكاناً للعيش: "باقي أفراد الأسرة في المستشفى يتلقون العلاج، والحمد لله نحن بخير".

قرر "سيرون " و"سليمان" المشاركة في إفطار المطرية للاحتفال بالشهر الكريم مع المصريين، وعيش روحانيات الشهر الكريم التي غابت عنهما بسبب الحرب. ولم تغب فلسطين عن إفطار المطرية، بل حضر واحتفل الأهالي بعلم فلسطين والأغاني الفلسطينية، قبل ساعات من موعد الإفطار، كما حرص الطفلان على ارتداء الكوفية الفلسطينية، ورسم علم دولة فلسطين على وجوههم.

في حين حرصت اللجنة المنظمة لحفل إفطار المطرية على توزيع الحاضرين لحفل إفطار المطرية على 7 شوارع كاملة العدد بإجمالي نحو 25 ألف مواطن من أهالي المطرية وخارجها، وفق ما نشرته وسائل إعلام مصرية.

أهالي المطرية حرصوا هذا العام على أن يكون حفل إفطار السنة الـ10، مختلفاً عن الأعوام الماضية، إذ قاموا بتبييض جميع واجهات المنازل، مع رسم الغرافيتي لأشهر شخصيات وعبارات شهر رمضان المبارك، إضافة إلى رسم أكثر من غرافيتي لدولة فلسطين؛ للتعبير عن تضامنهم مع أهالي غزة خلال مقاومتهم للاحتلال. 

وتشير الأرقام الأولية إلى أن عدد حضور الأهالي لإفطار المطرية بلغ نحو 25 ألف صائمٍ اليوم، إذ قام الأهالي بعمل مطبخ على مساحة كبيرة ليستوعب كميات الأكل التي يتم تجهيزها لتقديمها إلى الصائمين، وفق تقارير نشرتها وسائل إعلام مصرية.

يُذكر أن الآلاف من سكان منطقة المطرية وعزبة حمادة توافدوا للمشاركة في إفطار المطرية، الذي يقام للعام العاشر على التوالي. وقد قال محمد مفتاح، أحد منسقي إفطار المطرية 2024 للسنة العاشرة، إنه تم إعداد 600 كيلوغرام محشي و300 كيلوجرام أرز وطن و100 كجم فراخ، للإفطار، وفق ما نشرت وسائل إعلام مصرية.

في سياق مواز، فقد شاركت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، في "إفطار المطرية"، تلبية لدعوة أهالي عزبة حمادة بمنطقة المطرية بمحافظة القاهرة، والذي يُعقد للسنة العاشرة على التوالي تحت شعار: "للسنة العاشرة.. جيرة وعشرة"، وفقاً لما نشرته "بوابة الأهرام" المصرية.

من ناحيتهم، أعرب أهالي المطرية عن شكرهم للسفيرة سها جندي لحضورها مأدبة الإفطار، حيث تعد أول وزيرة في الحكومة المصرية تشارك في هذا الإفطار.

وفي سياق متصل، حرص الأهالي على تزيين الشوراع بعدد من الجداريات، ومنها عبارات: "كل القلوب الخير فيها"، "اصحى يا نايم"، و"لمة العيلة"، و"الأكل من جوا البيت"، و"حوي يا وحوي"، بجانب رسومات الفوانيس وبكار ورشيدة، وغيرها من الشخصيات المصرية الأصيلة من منشدين ارتبطت أصواتهم بالليالي الرمضانية وكلمات أغاني رمضان الشهيرة.

يذكر أن إفطار المطرية يقام منذ العام 2013، وتقوم فكرته على عمل مائدة إفطار يشارك فيها كل الأهالي، لتتحول إلى أطول مائدة رمضانية.

تحميل المزيد