أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الأحد 24 مارس/آذار 2024، انقطاع الاتصال مع طواقمها في مستشفى "الأمل" بمدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى منذ ساعات الصباح.
وأفادت الجمعية، في منشور عبر منصة إكس، بأن "انقطاع الاتصال مع طاقمها في مستشفى الأمل في خان يونس جاء نتيجة لخروج موجة الاتصال اللاسلكي VHF عن الخدمة".
وأضافت: "وسائل الاتصالات المختلفة، سواء الأرضية أو الخلوية، وخدمات الإنترنت ما زالت مقطوعة في محافظة خان يونس، لليوم الـ72 على التوالي".
وفي وقت سابق، أشارت الجمعية إلى أنه تم إخلاء جميع النازحين والمرضى الذين يستطيعون التحرك باتجاه منطقة المواصي غرب خان يونس.
وتابعت: "تبقّى حالياً الطواقم الخاصة بالمستشفى، بالإضافة إلى 6 مرضى، ومرافق، وأسرة نازحة لديهم أطفال ذوو حالات خاصة".
ولفتت إلى أن "هناك حاجة لإخلاء المرضى والجرحى، بالإضافة إلى جثماني الشهيدين الزميل أمير أبو عيشة، وجريح كان يُعالج في المستشفى، الذي استشهد اليوم عقب إصابته بالرأس".
وبحسب الجمعية، فإن "آليات الاحتلال تحاصر جميع مداخل المستشفى بالكامل، ويُمنع تحرك أي أحد من الطواقم الموجودة حالياً في المستشفى من التحرك خارجه".
وفي بيان سابق، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن الجيش الإسرائيلي يطلق قنابل دخانية على مستشفى الأمل، لإجبار الطواقم الطبية والجرحى والنازحين على مغادرته.
وأفادت الجمعية بإصابة أحد النازحين في مستشفى الأمل في الرأس، دون توضيح نوع الإصابة، وأضافت أن القوات الإسرائيلية طالبت عبر الطائرات المسيّرة "جميع الموجودين في المستشفى بالخروج منه عراة".
كما أطلق الجيش الإسرائيلي قنابل دخانية على المستشفى لإجبار الطواقم والجرحى والنازحين على الخروج منه، وفق البيان.
وصباح الأحد، اقتحمت قوات إسرائيلية مستشفى الأمل ومجمع ناصر الطبي، وسط إطلاق نار كثيف، وعمدت إلى القيام بأعمال تجريف في محيط مستشفى الأمل.
شهادة مروعة
وعلى مدى 6 أيام، مرّت سيدة فلسطينية بكابوس لم تتخيله مطلقاً، بعد توغّل الجيش الإسرائيلي في محيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة شمالي القطاع وقصفه منزلها.
تلك الأيام، شهدت استمرار الجيش الإسرائيلي في ارتكاب الجرائم، حيث تم تنفيذ عمليات قتل واعتقال للشبان؛ ما ترك النساء والأطفال مشرّدين في الشوارع بلا مأوى.
وبعدما أجبرهن الجيش الإسرائيلي على النزوح باتجاه الجنوب، قطعت السيدة ونساء أخريات مسافات طويلة، قبل أن تصادفهن عربة يجرّها حمار، ساعدتهن على الانتقال من وسط القطاع إلى جنوبه.
بسبب المجازر التي شهدتها على يد الجيش الإسرائيلي وما فعله في محيط مستشفى الشفاء، تحمل المسنّة الغزية معها في رحلة النزوح الاضطراري عبئاً ثقيلاً من الألم والهموم.
بدموع رافقتها صرخات الألم لهذه الحال، تحدثت السيدة طوال الطريق للأناضول، عن مأساة عائلتها، حيث قتل عدد من أفرادها واعتقل آخرون، والبعض الآخر لا يزالون تحت الركام جراء قصف منزلهم.
وعلى مدار الأيام الماضية، لم تتمكن السيدة الغزية وعائلتها من الحصول على المياه والطعام، وكانوا يقضون أياماً عجافاً لم يسبق لهم أن شهدوا مثيلاً لها.
وقالت السيدة للأناضول، أثناء مرورها عبر شارع الرشيد المخصص للنزوح إلى مناطق الجنوب: "دخل علينا الجيش منذ 6 أيام، قصفوا الدار فوق رؤوسنا واعتقلوا الشبان وأطلقوا النار على أولادنا".
وأضافت المسنة، مفضلة عدم الكشف عن اسمها: "الجيش الإسرائيلي اعتقل الشبان وتركنا في الشارع، نحن لا ننتمي إلى حركة حماس ولا حركة فتح، ما يحصل حرام".
وتابعت: "نحن نبحث عن لقمة العيش، ما هو ذنبنا مما يحصل في قطاع غزة؟ نريد الأمن، وغير الأمن لا نريد شيئاً آخر".
وأشارت المسنة الفلسطينية إلى أن منطقتهم لا يوجد فيها أي عناصر للمقاومة، لكن الجيش دخل عليها ودمر المنازل واعتقل الشباب وقتل آخرين.
وأوضحت أنه بعد 6 أيام من الحصار والقصف، قتل الجيش الإسرائيلي ابنها، وأصاب آخر، وقتل حفيدتها، وأصيبت زوجة ابنها.
وتساءلت عن مكان توجهها في ظل الأوضاع المأساوية التي تعيشها، حيث إنها لا تعرف أحداً في مناطق جنوب قطاع غزة.
وعلى مدار أسبوع، نسف الجيش الإسرائيلي منازل المواطنين وأحرق أخرى في محيط مستشفى الشفاء، مما أسفر عن مقتل عشرات الفلسطينيين وإجبار مئات على النزوح إلى مناطق جنوب قطاع غزة، رغم أنها ليست آمنة من القصف هي أيضاً.
ومنذ بدء حربها على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تستهدف القوات الإسرائيلية بهجمات ممنهجة ومتواصلة المرافق الطبية والمستشفيات في مختلف مناطق القطاع؛ ما تسبب في تدمير المنظومة الصحية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة وتدهور ملحوظ في البنى التحتية والممتلكات.
وخلّفت الحرب على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل، للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".