يستعد مجلس الأمن للتصويت فجر الجمعة 22 مارس/آذار 2024، على مشروع قرار أمريكي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، فيما دعا الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك لقادته إلى هدنة إنسانية عاجلة تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، مطالباً إسرائيل بالامتناع عن شن هجوم على مدينة رفح.
حيث قال متحدث أمريكي إن الولايات المتحدة ستطرح مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإبرام اتفاق بشأن الرهائن بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) للتصويت عليه في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وتنص أحدث نسخة من مشروع القرار، التي اطلعت عليها رويترز، على "وقف فوري ومستدام لإطلاق النار" لمدة ستة أسابيع تقريباً من شأنه أن يوفر الحماية للمدنيين ويسمح بإيصال المساعدات الإنسانية.
ويدعم مشروع القرار "بشكل لا لبس فيه الجهود الدبلوماسية الدولية الجارية لتأمين هدنة مرتبطة بإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين"، في إشارة إلى محادثات جارية بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر.
وقال نيت إيفانز المتحدث باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة الخميس 21 مارس/آذار، إن المجلس المؤلف من 15 عضواً سيصوّت على النص الذي جرى التفاوض عليه في "جولات عديدة من المشاورات" مع أعضاء المجلس.
ولاعتماده، يحتاج مشروع القرار إلى موافقة تسعة أصوات على الأقل وعدم استخدام حق النقض من قبل أي من الدول الخمس دائمة العضوية وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين.
وتريد الولايات المتحدة أن يكون دعم مجلس الأمن لوقف إطلاق النار مرتبطاً بالإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة.
وخلال الحرب التالية التي استمرت خمسة أشهر، استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة من مشاريع قرارات، كان اثنان منها يطالبان بوقف فوري لإطلاق النار. وفي الآونة الأخيرة، بررت الولايات المتحدة استخدام حق النقض (الفيتو) بالقول إن اتخاذ إجراء في المجلس يمكن أن يعرِّض للخطر جهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة ومصر وقطر لوقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن.
وتحمي الولايات المتحدة إسرائيل عادة في الأمم المتحدة، لكنها امتنعت عن التصويت مرتين، مما سمح للمجلس باعتماد قرارات تهدف إلى تعزيز المساعدات لغزة ودعت إلى هدن طويلة.
الاتحاد الأوروبي يدعو لهدنة
يأتي ذلك فيما دعا الاتحاد الأوروبي إلى هدنة إنسانية عاجلة تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، مطالباً إسرائيل بالامتناع عن شن هجوم على مدينة رفح جنوب القطاع.
جاء ذلك في بيان مشترك لقادة دول الاتحاد الأوروبي بعد جلستهم المخصصة للشرق الأوسط خلال قمتهم ببروكسل.
وأعرب البيان عن الفزع إزاء الخسائر غير المسبوقة في صفوف المدنيين والوضع الإنساني الحرج في غزة.
وأضاف: "يدعو المجلس الأوروبي إلى هدنة إنسانية عاجلة تسمح بوقف مستدام لإطلاق النار، والإفراج غير المشروط عن جميع الأسرى وتوفير المساعدة الإنسانية".
وقال: "يشعر المجلس الأوروبي بقلق عميق إزاء الوضع الإنساني الكارثي في غزة، وتأثيره غير المتناسب على المدنيين، وخاصة الأطفال، وخطر المجاعة الذي يلوح في الأفق".
وأكد أن وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق إلى غزة وبكل الوسائل، يعد أمراً حيوياً لتوفير المساعدات المنقذة للحياة والخدمات الأساسية على نطاق واسع للسكان المدنيين.
وفي السياق، شدد بيان قادة الاتحاد الأوروبي على ضرورة اتخاذ تدابير فورية لمنع المزيد من نزوح السكان وتوفير المأوى الآمن لهم لضمان حماية المدنيين في جميع الأوقات.
وطالب البيان إسرائيل بالامتناع عن شن عملية برية من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي أصلاً في مدينة رفح، وتمنع توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها.
وشدد قادة الاتحاد الأوروبي في بيانهم على أهمية احترام وتنفيذ القرار الملزم قانوناً الصادر عن محكمة العدل الدولية بتاريخ 26 يناير/كانون الثاني 2024، وذكروا أنه ينبغي التحقيق في انتهاكات القانون الإنساني الدولي بشكل شامل ومستقل وضمان المساءلة.
كما أكد البيان أهمية الدور الحيوي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
وتطرق إلى الأوضاع في الضفة الغربية والقدس، داعياً في هذا الإطار إلى الوقف الفوري لأعمال العنف في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتوفير الوصول الآمن إلى الأماكن المقدسة.
اجتماع سداسي بالقاهرة
في سياق الجهود الدبلوماسية، قالت وزارة الخارجية المصرية إن وزراء خارجية عرب ومسؤولاً فلسطينياً كبيراً أطلعوا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس، على رؤيتهم لوقف إطلاق النار في غزة والإجراءات الملموسة التالية لتنفيذ حل الدولتين.
وضمت المجموعة التي اجتمعت مع بلينكن في القاهرة وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر والأردن ووزيرة التعاون الدولي الإماراتية، بالإضافة إلى حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وتمارس السلطة الفلسطينية حالياً سيطرة محدودة على الضفة الغربية المحتلة، لكن الولايات المتحدة ودولاً عربية تضغط من أجل "إحيائها" ولعب دور في إدارة غزة بعد انتهاء القتال، فيما عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن معارضته الشديدة لاضطلاع السلطة الفلسطينية بدور في إدارة القطاع.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن خبراء سيجتمعون في الأيام المقبلة لتحديد خطوات معالجة الأزمة الإنسانية في غزة، وأكدت المجموعة التي اجتمعت مع بلينكن معارضتها لأي تهجير للفلسطينيين من أراضيهم.
وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن اجتمع، في وقت سابق اليوم، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لبحث مفاوضات التوصل إلى وقف لإطلاق النار على الفور في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر والإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس.
وبحث السيسي وبلينكن أيضاً إقامة دولة فلسطينية مستقلة مع تقديم ضمانات أمنية لإسرائيل.
واجتمع بلينكن أيضاً مع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في المملكة أمس الأربعاء.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرباً مدمرة على غزة، خلَّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة مستمرة أودت بحياة أطفال ونساء، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية"، تواصل إسرائيل حربها على القطاع الذي تحاصره منذ 17 سنة، ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون أوضاعاً كارثية.