حذر وزير الخارجية أنتوني بلينكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته الحربية في اجتماع، الجمعة 22 مارس/آذار 2024، من أن أمن إسرائيل ومكانتها في العالم معرضان للخطر، و"قد لا تدركون ذلك إلا بعد فوات الأوان"، حسبما قال مصدر مطلع على الأمر لموقع "AXIOS" الأمريكي.
ويعكس تحذير بلينكن الصارخ القلق المتزايد داخل إدارة بايدن من أن استراتيجية إسرائيل في غزة، أو عدم وجودها، يمكن أن تؤدي إلى احتلال دائم وتمرد في القطاع.
بحسب المصادر المطلعة، فقد أخبر بلينكن نتنياهو ومجلس الوزراء الحربي أنه جاء إلى إسرائيل كصديق قضى الأشهر الخمسة الماضية في الدفاع عن إسرائيل في جميع أنحاء العالم، ولكنه حذّر من أنه في ظل المسار الحالي، ودون خطة واضحة لليوم التالي للحرب، فإن إسرائيل سوف تجد نفسها في مواجهة تمرد كبير لا تستطيع التعامل معه.
وقال بلينكن، بحسب المصدر: "أنت بحاجة إلى خطة متماسكة، وإلا فإنك ستظل عالقاً في غزة".
وقال وزير الخارجية إنه في المسار الحالي، ستبقى حماس مسيطرة على غزة، وإلا فستكون هناك فوضى، الأمر الذي سيخلق الظروف لمزيد من الإرهاب.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فأن اجتماع مجلس الحرب مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن كان متوتراً للغاية، حيث مارس بلينكن ضغوطاً في موضوع عملية رفح وحول صفقة المختطفين، في محاولة لإقناع إسرائيل بالسماح بعودة سكان غزة إلى شمال القطاع.
فيما قال نتنياهو في بيان بعد الاجتماع أنه "أبلغ بلينكن أنه يدرك ضرورة إجلاء السكان المدنيين من مناطق الحرب في غزة ورعاية الاحتياجات الإنسانية، وأننا نتحرك في هذا الاتجاه".
وقال نتنياهو: "لكنني أخبرت بلينكن أيضاً أننا لا نستطيع هزيمة حماس دون الذهاب إلى رفح وتفكيك الكتائب المتبقية هناك. أخبرته أنني آمل أن نتمكن من القيام بذلك بدعم أمريكي، ولكن إذا كنا بحاجة إلى ذلك فسنفعل ذلك بمفردنا".
يُذكر أن إسرائيل تشنّ ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".