أقرَّ مسؤولون في تايوان بأنَّ الولايات المتحدة أرسلت قوات خاصة إلى قواعد في جزر تسيطر عليها تايوان، التي من المرجح أن تكون على خط المواجهة إذا ما قررت الصين غزو تايوان، وأكد وزير الدفاع التايواني، تشيو كو تشينج، في تصريح لوكالة الأنباء التايوانية Focus Taiwan، التقارير التي تفيد بأنَّ القوات الأمريكية تدرِّب القوات المسلحة التايوانية.
القوات الأمريكية تدرِّب القوات المسلحة التايوانية
في حين ذكرت التقارير أن القوات وصلت القواعد في جزيرتي كينمن وبنغهو، وتقع الأولى منهما على بعد ثلاثة أميال من ساحل مقاطعة فوجيان الصينية، على الرغم من أنَّ الوزير لم يحدد "الجزر النائية" المعنية، وذلك وفق ما نشرت صحيفة The Times البريطانية في تقريرها يوم الخميس 21 مارس/آذار 2024.
وزير الدفاع التايواني، تشيو كو تشينج، قال رداً على سؤال طرحته وسائل الإعلام المحلية: "قد يكون لدى الجيش بعض النقاط العمياء وأوجه القصور، وبالتالي من المهم التواصل مع دول أخرى صديقة".
وأشار إلى وجود التعاون مع الولايات المتحدة من أجل "المراقبة المتبادلة، لتحديد المشكلات التي نواجهها، ومعرفة كيفية تحسينها والتعرف على نقاط قوتها حتى نتمكن من التعلم منها".
احتمال نشوب صراع حول تايوان
تختلف التقييمات حول احتمال نشوب صراع مسلح حول تايوان، التي تتمتع بالحكم الذاتي، لكن الحكومة الصينية تطالب بها، وتقول إنَّ إعادة التوحيد مع البر الرئيسي أمر "حتمي".
قال الأدميرال جون أكويلينو، قائد القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في جلسة استماع بالكونغرس، الأربعاء 20 مارس/آذار، إنَّ جيش التحرير الشعبي الصيني سيكون مستعداً عسكرياً لمهاجمة تايوان بحلول عام 2027، وهو التاريخ الذي يُشار إليه كثيراً على أنه الهدف لتنفيذ إعادة التوحيد في عهد الرئيس الصيني شي جين بينغ.
في حين نقلت صحيفة The Hill الأمريكية عن أكويلينو قوله: "كل المؤشرات تشير إلى أنَّ جيش التحرير الشعبي يلبي توجيهات الرئيس شي جين بينغ بالاستعداد لغزو تايوان بحلول عام 2027. علاوة على ذلك، تشير تصرفات جيش التحرير الشعبي إلى قدرته على الالتزام بالجدول الزمني المفضل لشي لتوحيد تايوان مع البر الرئيسي للصين بالقوة إذا وُجِّهه لفعل ذلك".
وحذر من أنَّ العلاقة بين الصين وروسيا، إلى جانب دول أخرى "معادية" مثل كوريا الشمالية، تشكل تحدياً متزايداً. وقال: "هذه الأنظمة العدائية مترابطة بشكل متزايد، وهو ما يتجلى في إعلان شي وبوتين عن صداقة بلا حدود".
ولم يؤكد البنتاغون تفاصيل الانتشار الأمريكي في تايوان. وفي عام 2021 فقط، اعترف رئيس تايوان تساي للمرة الأولى بإرسال قوات أمريكية إلى الجزيرة، بحسب وكالة الأنباء التايوانية.
التدريب على استخدام " المسيرات"
مع ذلك، تشير التقارير إلى أنَّ القوات الخاصة الأمريكية تعمل على أمور عدة، من بينها تدريب نظيرتها التايوانية على استخدام طائرة صغيرة متخصصة بدون طيار، من طراز "بلاك هورنيت نانو"، التي ربما تشتريها المؤسسة العسكرية التايوانية من الولايات المتحدة.
وتقع كينمن والجزر الصغيرة المحيطة بها على بعد 90 ميلاً (144,8 كيلومتر) من تايوان، وهي حساسة تحديداً بسبب موقعها قبالة ساحل فوجيان.
وترفض الولايات المتحدة، إلى جانب أغلب الحكومات الغربية، مطلب الصين بإعادة توحيد شطري تايوان دون موافقة سكان تايوان، لكنها تعمدت تبني موقف غامض بشأن ما إذا كانت ستهُب للدفاع عن البلاد في مواجهة أي هجوم. ومع ذلك، كان الرئيس بايدن أوضح من أسلافه في أنه قد يأمر القوات الأمريكية بشن حرب مع الصين إذا لزم الأمر.
وتقول الصين إنها تفضل "إعادة التوحيد سلمياً"، وألمحت، بغموض مماثل، إلى أنها لن تغزو تايوان إلا إذا أعلنت تايوان استقلالها رسمياً.
ورداً على تصريحات قائد القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي مرتفعات للسلام والتنمية وليست ساحة للمنافسة الجيوسياسية. إنَّ الولايات المتحدة، وليس الصين، هي التي تثير المواجهة والانقسام في منطقة آسيا والمحيط الهادئ".