قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي طرد 20 طفلاً فلسطينياً من غزة مصابين بالسرطان ويتلقون علاجات منقذة للحياة في القدس وإسرائيل بقرار من المؤسسة الأمنية، وفق ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الأربعاء 20 مارس/آذار 2024.
الصحيفة قالت إن منظمات حقوقية إسرائيلية تضغط من أجل ثني سلطات الاحتلال عن تنفيذ قرارها خوفاً على حياة الأطفال المرضى، وقالت أيضاً إن بعض المستشفيات التي تستقبل الأطفال الفلسطينيين تتعمد التأخير في تنفيذ قرار الاحتلال.
فيما أدى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى قطع السبل بين أطفال من غزة من المصابين بمرض السرطان في مستشفى بالقدس الشرقية وذويهم وعائلاتهم في القطاع.
موقع "Euronews" قال إن عدداً من أولئك الأطفال توجهوا بصحبة أمهاتهم من قطاع غزة للعلاج بمستشفى أوغوستا فيكتوريا في القدس، إلا أن الحرب القائمة في غزة أدت إلى عدم تمكنهم من العودة أو زيارة بقية عائلاتهم لهم.
قالت حنان أبو كلوب، وهي جدة الطفلة سما المصابة بالسرطان بعد أن توجهتا إلى القدس للعلاج، إنها تتواصل مع ابنها وعائلتها في غزة عبر الهاتف على الرغم من الانقطاع المتكرر للاتصالات بالقطاع.
وتقول مي جنينة، التي صاحبت ابنها عليّ لتلقي جلسات العلاج الكيماوي، إنها تسمع أصوات القنابل كلما تحدثت إلى زوجها في غزة عبر الهاتف.
فيما تعبّر مي عن قلقها البالغ إزاء أوضاع زوجها وابنتها تحت القصف المستمر في غزة قائلة: "إما أن نعيش معاً أو نموت معاً.. لن أتمكن من تحمل خبر وفاة زوجي أو أطفالي".
تضيف: "لا أعلم. في بعض الأحيان أعتقد أنني لن أراهم مرة أخرى. وفي أحيان أخرى أكون أكثر تفاؤلاً وأحيان أخرى أشعر بالاكتئاب".
الانتقام من المرضى بسبب الحرب في غزة
قرار ترحيل الأطفال المصابين بالسرطان إلى غزة، يأتي تنفيذاً لقرار سلطات الاحتلال إجبار مجموعة من المرضى الفلسطينيين الذين كانوا يُعالَجون في مستشفيات القدس الشرقية على العودة إلى غزة هذا الأسبوع.
إذ تضم المجموعة المكونة من 22 فلسطينياً من غزة خمسة أطفال حديثي الولادة وأمهاتهم، ومرضى سرطان في فترة النقاهة، وعدداً قليلاً من المرافقين، وفقاً لمسؤولين في مستشفيات القدس الشرقية، حسب ما نشره موقع شبكة CNN الأمريكية.
من المتوقع أن يستقلّ المرضى المُدرَجون في تلك القائمة، التي اطلعت عليها شبكة CNN، الحافلات المتجهة إلى معبر كرم أبو سالم على الحدود بين إسرائيل وغزة الأربعاء 20 مارس/آذار.
من بينهم نعمة أبو جرارة، التي حضرت من رفح إلى القدس الشرقية وهي حامل بتوأم وأنجبت في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول. ومنذ ذلك الحين، كل ما يعرفه توأمها هو الأمان في غرفة في مستشفى المقاصد. لكن سرعان ما سينهار ذلك وتحل محله حقيقة الحرب، وتساءلت نعمة باكية: "إذا عدت مع التوأم… أين أذهب بهما؟ من أين يمكنني الحصول على الحفاضات والحليب؟ غزة لم تعد كما كانت".
قالت عن جيش الاحتلال الإسرائيلي: "قد أعود ثم يغزون رفح"؛ لكن البقاء في القدس الشرقية لم يعد خياراً.
رداً على استفسار شبكة CNN، أكد مكتب منسق الأنشطة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية أنَّ الفلسطينيين من غزة "الذين لا يحتاجون إلى مزيد من الرعاية الطبية" سيُعادون إلى القطاع، وسيعمل المكتب على تنسيق عودتهم مع منظمات الإغاثة الدولية.
مثل جميع الأشخاص المُدرَجين في قوائم الإعادة الذين تحدثت معهم شبكة CNN، تقول نعمة أبو جرارة إنها ممزقة بشدة بين الأمان في القدس الشرقية والحنين إلى عائلتها -وبيتها الذي تغير دون رجعة بسبب الهجوم الجوي والبري المتواصل الذي يشنه الاحتلال على مدى أشهر.
إذ قالت أسماء الدبجي، وهي أم أخرى: "ابنتي هناك، وهي في حاجة لي. في كل مرة تتحدث معي تسألني متى سأعود. في كل مرة تكون هناك غارة جوية، يذهب الأطفال لاحتضان أمهاتهم، لكن ابنتي لا تجد من يعانقها".
لأنها ممرضة، تقول أسماء إنها أمضت الحرب وهي تشعر وكأنها خانت واجبها المهني بتقديم المساعدة، وأضافت: "لقد فقدت 43 من زملائي. وفقدت أفراداً من أسرتي وأصدقاء وجيراناً. لقد سُوّي منزلي بالأرض. وأخشى أن أعود وأندم فجأة على تعريض طفلي حديث الولادة للخطر".