أفادت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، أن الاتحاد الأوروبي يتصدى لحملة فرنسية ألمانية لفرض عقوبات على إيران بسبب إمداد حلفائها الإقليميين بالصواريخ والعتاد العسكري الآخر، إذ يقول كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي إن العقوبات يمكن أن تقوض الدبلوماسية مع طهران.
وكتبت فرنسا وألمانيا وهولندا و5 بلدان أخرى في الاتحاد الأوروبي إلى جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، وأوضحت أن التكتل يجب عليه تبني نظام عقوبات على إيران يسمح له باستهداف "الأطراف الإيرانية التي تسلح وتمول وتقدم استشارات وترشد" الميليشيات الإقليمية المؤيدة لإيران، بالإضافة إلى الجماعات المسلحة نفسها، وذلك وفقاً لخطاب اطلعت عليه الصحيفة.
كان رد بوريل، الذي قال المسؤولون في الاتحاد الأوروبي إنه كان مدعوماً من واشنطن: لا تفعلوا ذلك الآن، في حين قال مسؤول بإدارة بايدن إنه أبلغ الاتحاد الأوروبي بأنهم يؤيدون زيادة الضغط على طهران من خلال فرض العقوبات بسبب إرسال إيران الصواريخ والعتاد العسكري إلى الميليشيات الإقليمية وروسيا أيضاً.
"عقوبات جادة جديدة"
يأتي هذا الخلاف، الذي أُثير مرة أخرى خلال اجتماع لوزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الإثنين 18 مارس/آذار 2024، بعد أن تعهدت أوروبا والولايات المتحدة بفرض عقوبات على إيران "جادة جديدة بسرعة وبصورة مشتركة" إذا أرسلت صواريخ باليستية إلى روسيا.
وقال المسؤولون الأوروبيون إنهم ليس لديهم دليل على أن طهران أرسلت الصواريخ، لكنهم يتوقعون أنها سوف تفعل ذلك.
وفقاً لمسودة بيان القمة، سوف يتعهد قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمة هذا الأسبوع بتوسيع العقوبات محددة الأهداف ضد أفراد وكيانات إيرانية إذا سُلمت الصواريخ إلى روسيا.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن العقوبات قد تتضمن تحركاً لمنع الخطوط الجوية الإيرانية، التي تعد شركة الطيران الوطنية في إيران، من السفر إلى أوروبا.، كما استهدف الاتحاد الأوروبي بالفعل المسؤولين الإيرانيين والكيانات الإيرانية بسبب إمدادهم الكرملين بالطائرات المسيرة وتكنولوجيا الطائرات المسيرة.
تخوف من تقويض الجهود الدبلوماسية
ومع ذلك، أبلغ مسؤولو الاتحاد الأوروبي في بروكسل الدول الأعضاء بأن فرض عقوبات على إيران بسبب دعمها حلفاءها في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة، وتقويض الجهود الدبلوماسية المتعلقة بالتفاوض حول البرنامج النووي الإيراني.
في خطاب مُرسل إلى 8 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي في الأسبوع الماضي، قال بوريل إن مقترحهم الذي يسعى لاستهداف أنشطة إيران التي تزعزع المنطقة "يمكن أن يؤدي إلى خلط المسرحين" في روسيا والشرق الأوسط، "ما يُحتمل أن يحمل عواقب غير مقصودة".
وكتب بوريل في رد اطلعت عليه الصحيفة نفسها: "لا يزال من الضروري أن نقيم بحرص التأثير المحتمل للتدابير الأخرى من أجل تجنب إمكانية تفسير اشتباك الاتحاد الأوروبي على أنه تصعيد، أو المخاطرة بالأهداف المهمة الأخرى لسياسة الاتحاد الأوروبي، التي على شاكلة احتواء البرنامج النووي الإيراني الذي يعد أمراً أشد إلحاحاً من ذي قبل".