قال مصدران، الثلاثاء 19 مارس/آذار 2024، إن اتفاقاً بين زعماء في الكونغرس الأمريكي والبيت الأبيض على مشروع قانون بحزمة تمويل ضخمة للجيش ووزارة الخارجية ومجموعة أخرى من البرامج الحكومية، سيستمر في حظر التمويل الأمريكي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حتى مارس/آذار 2025.
وكانت إدارة الرئيس جو بايدن قد أعلنت، في يناير/كانون الثاني، وقف تمويل الوكالة بعد اتهام الاحتلال الإسرائيلي 12 من موظفيها، البالغ عددهم 13 ألف موظف في غزة، بالمشاركة في عملية طوفان الأقصى بغزة، دون أن تقدم دليلاً يثبت صحة ادعاءاتها.
اتفاق بالكونغرس يمنع تمويل الأونروا
أقر مجلس الشيوخ الأمريكي تشريعاً الشهر الماضي بوقف تمويل الأونروا، الذي كان ضمن حزمة مساعدات بقيمة 95 مليار دولار لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان. ولا يزال التشريع ينتظر موافقة مجلس النواب.
ويحاول المؤيدون للمساعدات استعادة التمويل، ويطالبون واشنطن بدعم الأونروا، في وقت تعمل فيه جماعات الإغاثة على درء مجاعة تلوح في الأفق في غزة.
فيما قال المصدران المطلعان على الاتفاق إن التمويل سيجري تجميده لمدة عام، وإن تفاصيل الجهود البديلة لتقديم المساعدة الإنسانية للفلسطينيين في غزة ستُناقش بعد نشر التشريع.
وأحجم البيت الأبيض وزعماء بالكونغرس عن التعليق على تفاصيل الاتفاق إلى أن يتم نشر نصوص مشاريع قوانين الإنفاق.
تضييقات على الأونروا في غزة
يأتي هذا في وقت كشفت فيه صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير لها، عن تعرض موظفي الأمم المتحدة الذين يعملون مع الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة لحملة ممنهجة من العرقلة والمضايقات من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي وسلطات الاحتلال، منذ بداية الحرب على غزة، وذلك وفقاً لوثائق الأمم المتحدة الداخلية التي حصلت عليها الصحيفة.
وتمر أونروا بأزمة منذ أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها بالمشاركة في هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
في حين زعمت إسرائيل، في يناير/كانون الثاني 2024، أن 12 من موظفي أونروا البالغ عددهم 13 ألف موظف في غزة، شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ودفعت الاتهامات الإسرائيلية 16 دولة من بينها الولايات المتحدة إلى وقف تمويل للأونروا بقيمة 450 مليون دولار، ما أدخل عملياتها في أزمة.
وطردت الأونروا بعض الموظفين، قائلةً إنها تصرفت من أجل حماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدات الإنسانية.
وأدانت الأونروا هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وقالت إن المزاعم الإسرائيلية ضد الوكالة، إذا صحت، تعد خيانة لقيم الأمم المتحدة وللأشخاص الذين تخدمهم أونروا.
يأتي ذلك بينما يشن الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".